23 ديسمبر، 2024 5:08 م

رسالة مقاتل من أرض المعركة: إلى النائب علي الصجري.
عندما نتابع من خلال شاشة القنوات الفضائية ومواقع التواصل الإجتماعي الإنتصارات التي يحققها جيشنا الباسل والقوات المتجحفلة معه، نشعر بالزهو ونحن نتفس عبير هذه الإنجازات التي كادت أن تندثر في حقبة الولاية الفاشلة للعراق، وبأن الأمل “قاب قوسين أو أدنى” لعودة العوائل المهجرة أو النازحه، إلى ديارهم بعد فراق دام السنة إلا نيف، وما يستوقفني هنا، أن المسؤولين والذين يمثلون محافظات العراق المسلوبة، لا نرى منهم إلا التصريحات فقط، بدون أفعال، ولكن عندما نشاهد بأن هناك بعض البرلمانيين وهم الغائبون تماماً عن المشهد، وكأن الأمر لايعنيهم لا من بعيد ولا من قريب، فهنا لا بد أن توقف؟ وندرس الموضوع بإستفاضة وترقب، وهنا رسالتي موجهه إلى النائب (علي الصجري) وأبناء عمومته في محافظة صلاح الدين، وخاصة في بيجي وناحية الصينية.

فمنذ سقوط بيجي علي يد عصابات داعش الإرهابية بعد 13/6/2014، وأستمرار مسلسل الاحتلال البغيض وآلامه عدة أشهر، إلى أن جاء التحرير الأول للمدينة بعد معارك عنيفة بقيادة اللواء فيصل الزاملي( رحمه الله) وأستشهاده في قرية “المالحة” والتي سميت فيما بعد على أسمه تكريماً وعرفاناً بأمر من مجلس المحافظة، وأصابة الصحفي الشجاع “حيدر مشكور”. وهم ليسوا من أهل بيجي، ولكن الواجب دعاهم للدفاع عن إرض الوطن، فلم يقلوا أننا ليس من هذه المنطقة، وعليه لايمكننا الدفاع عنها، وأستمرت المعارك لفك الحصار الظالم عن مصفاة بيجي العملاق والذي دام شهور عجاف. وإلى عودة عصابات داعش الإرهابية بـ( إحتلال بيجي مرة ثانية)، بعد ما نفذ العتاد والذخيرة لقوات الشرطة المحلية والحشد الشعبي وأستشهاد قائد الحشد الشهيد (أبو ضاري القيسي)، واستمرارت المعارك اليومية، بين الدواعش من جهة وقوات الجيش والشرطة والحشد من العشائر من جهة أخرى وأنتم في سبات.

أيها النائب الغائب:

لم نسمع من سعادتكم أي تصريح ولا تعليق واحد أو أستهجان، أو استنكار، ضد الدواعش، أو دعم لقوات الجيش والشرطة والحشد من أهل المدينة، وهم في أمس الحاجة إلى ذلك، ويومياً يزفون شهداءهم واحداً تلو الآخر، حتى أن أفراد الحشد من قرية المزرعة استشهد وهو بمسافة أقل “الكيلو متر” من مضيفك ودارك في ناحية الصينية، أتعرف من هو يا حضرة النائب، أنه شخص كان مقيم في أوكرانيا ورفض البقاء هناك، وجاء ليدافع عن عرضنا وأرضنا وحرائرنا عندما تطوع في صفوف الحشد الشعبي، أنه الشهيد السعيد( باسم علوان القيسي) وأنت ياحضرة النائب المحترم في صمت مريب، أما حان الوقت لأن تكون في أرض المعركة، وتعلن عن تشكيل حشد أو قوات لتحرير مدينتك من براثن الدواعش، أم طاب لكم هذا الحال، أليس من الغريب أنكم ياسعادة النائب لم يكن لكم أي موقف، مهما كان حجمه في التصدي لعصابات داعش وخاصة في هذه الفترة الحرجة، وأن لم تسطع الحضور إلى ساحات الوغى وتترك عمان، على الأقل أخرج بتصريح لشحذ الهمم ورفع المعنويات للقوات الباسلة، جودوا بالأنفس والمال والدعم وأنتم من الميسورين، من أجل نصرة ابناء مدينتكم وهم يتصدون إلى الإهاب الداعشي، واحمل أسماء المجتثين بقانون” المساءلة والعدالة” من ابناء المحافظة منتسبي القوات المسلحة، وعددهم تجاوز الثمانين وهم في خط الصد، ولم ينسحبوا، وهم صامدون، صابرون، وعوائلم بلا معيل بعد الله سبحانه وتعالى ، وتكفل في معيشتهم سعادة النائب ودآوي جراحهم، وصيح بصوتٍ عال:
أنهم مظلومين، أنهم مظلومين