مقدمة
بدموع حرى ونشيج كانت كلمات الصحفي متعثرة تصلني من آلاف الكيلومترات وهو يخبرني عن معركته مع السرطان، وكيف صار ينهش رئتيه، بينما كان صوت الكاتب والصحفي الثاني يتداعى وهو يشرح لي مراحل علاجه من مرض سرطان الدم، لكن أشد ماأحزنني كيف إن الأطباء إقتلعوا حنجرة مقدم برامج تلفزيونية أكلها السرطان.
يمكن الإصابة بمرض ما، والعيش مع الوجع، وتبدو الأمراض وسيلة مثلى لحصاد أرواح المخلوقات، ومنها البشر الذين يعرفون أسماء أمراضهم، وأنواع الأدوية، ويجهلون أن بقية الحيوانات يمكن أن تصاب بأي مرض كالسرطان، وتخثر الدم، والسكتة القلبية، والجلطة الدماغية، وحتى الامراض العصبية، والتي تصيب الجهاز الهضمي، والأجهزة المعروفة في الجسم الإنساني، وجسم الحيوان.
يقال: إن بعض الأمراض مبتكرة وليست معتادة كالآيدز وأصناف من السرطانات، وهناك من يرى ان بعضها نتاج شركات الأدوية وبعضها يستخدم كسلاح بيد الدول الكبرى لإضعاف الدول المنافسة، وفي الواقع فإن دولا كأمريكا العظمى تعاني من آلاف الأمراض ومنها السرطان، وهناك تقارير صحفية تشير الى ذلك، وتنبه الى خطورته.
بعض البلدان يتحول السرطان فيها الى وباء كالعراق الذي يشهد تصاعدا مخيفا في أعداد المصابين، وأماكن الإنتشار، ويقابل ذلك عجز، ولامبالاة من قبل الجهات الصحية، وبقية الفعاليات الرسمية العاجزة والفاسدة، وكأن السرطان والفساد متفقان على دعم بعضهما في قائمة إنتخابية واحد للفوز على حساب الشعب الذي ظهر كمنافس ضعيف لهما ولاأمل له بالفوز وكسب المنازلة.
ماذا فعلت الحكومات العراقية، ووزاراتها لمواجهة الأوبئة؟ لاشيء.فالعراقيون منشغلون بكسب الأموال والعراك بينهم والشتم والمنافسة والحصول على المناصب والحديث في كل شيء دون الوصول الى شيء، وترك البلاد تهوي الى الحضيض، متوهمين إن النار لن تصيبهم بينما الحقيقة إن تلك النار ستلتهمهم جميعا..لماذا يبدو الحكام والمسؤولون وشعوبهم مثل مجموعة حمقى في زمن الفوضى ولايهتدون الى حل معضلاتهم.