مواطنون عراقيون عاديون وبسطاء استشعروا الخطر قبل وقوعه , حتى أنّ البعض منهم أعلن من خلال شبكات التواصل الاجتماعي عن عزمه لإسقاط جنسيته العراقية في حال توّلي سليم الجبوري رئاسة مجلس النوّاب , ومما يؤسف له أنّ هذا الخطر الداهم للوطن العراقي أرضا وشعبا ومقدسات , يلقى التجاوب والدعم والتأييد من قبل كتلتي المواطن والأحرار الشيعيتين , من أجل إقصاء نوري المالكي ومنعه من الوصول إلى رئاسة الحكومة القادمة , ومن المؤسف له أيضا أن يصل التآمر لهذا المستوى البعيد تماما عن أخلاق أهل البيت عليهم السلام , فإذا كان الحقد قد أعمى البعض وجعلهم لا يرون ما يدور حولهم من مؤامرات دول الجوار , فها نقول لهم إحذروا سليم الجبوري مرّشح أردوغان لرئاسة مجلس النوّاب , فهو ألعن من سلفه وأكثر حقدا على الشيعة ومقدّساتهم , وإذا توّلاها لا سامح الله فسوف يجعل الشيعة يترّحمون على أيام أسامة النجيفي , إن لم يكن سببا لانلاع حرب أهلية ستحرق الأخضر واليابس , فكل المؤشرات والدلائل تشير إلى أنّ سحب أسامه النجيفي لترشيحه ما هو إلا مسرحية يراد منها تمرير مؤامرة خطط لها بعناية في أنقرة لامتصاص غضب الشارع العراقي من تصرفات أسامة النجيفي التي تركت آثارا سلبية على مجمل العملية السياسية وعلى تلاحم النسيج الاجتماعي العراقي , فترشيح سليم الجبوري السلفي هو من اجل إيهام الرأي العام العراقي وجر بعض كتل التشيّع في التحالف الوطني العراقي لمساندة المخطط التركي السعودي القطري القاضي بإقصاء نوري المالكي الذي يقف بقوة وحزم أمام هذا المخطط الإجرامي في المنطقة , ومما ساعد على تمرير هذا المخطط المعادي للعراق وشعبه بشكل عام والشيعة بشكل خاص , اندفاع كتلتي المواطن والأحرار بعيدا في عدائهم لنوري المالكي لهذا المستوى الذي لم يشهده تأريخ التشيّع من قبل .
وما هي إلا ساعات معدودات لانعقاد جلسة الثلاثاء لمجلس النوّاب , وهذه الجلسة ستكون هي الحد الفاصل بين الخضوع للمخطط التركي السعودي القطري أو رفضه , ولهذا أتوجه للأخوة في كتلتي المواطن والأحرار وأستحلفهم بدماء الصدرين وشيد المحراب ( رضوان الله عليهم ) , أن يرفضوا المؤامرة وأن لا يضعوا أياديهم بيد أعداء وطنهم ومذهبهم , وإذا كان لا بد من ترشيح شخصية سنيّة , فهنالك العشرات من السنة الأصلاء والمخلصين للعراق , ولا ضرورة اطلاقا لتسليم رئاسة مجلس النوّاب لداعش والمتحالفين معها , أو الذهاب لانتخاب رئيس مؤقت من الأقليات الاخرى لحين التوافق على رئيس جديد , أو دعم ترشيح مهدي الحافظ لهذا المنصب , وليعلم الأخوة في كتلتي المواطن والأحرار , إنّ المستهدّف في هذه المؤامرة هو الوطن العراقي أولا والتشيّع ثانيا وليس نوري المالكي , فلا تكونوا الأداة لتنفيذ هذه المؤامرة على وطنكم ومقدّساتكم , أللهم إني قد بلّغت , اللهم فاشهد .
