19 ديسمبر، 2024 5:39 ص

إحذروا الطابور الخامس بعد هزيمة داعش

إحذروا الطابور الخامس بعد هزيمة داعش

في الوقت الذي نتألم كثيراً؛ على أي قطرة دماً تراق على ربوع أرض العراق، من جيش وشرطة وحشد شعبي وبيش مركه وعشائر، لمحاربتها قوى التكفير والظلام داعش، وهذه أبجديات الحرب وأسلوبها على مر التاريخ؛ حيث تقدم شهداء بقدر الإنتصار الذي تطمح اليه، وعند الخوض بمثل هكذا معارك في المدن، يتوجب عليك أن تدرس سلبياتها وإيجابياتها وتحيط بكل جوانبها، عسكرياً وسياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وإعلامياً، ولا سيما وان نصف المعركة الجانب الإعلامي، الذي بدوره يشد عزيمة المقاتلين ويكسب الرأي العام، ويؤثر تأثير كبير على مجريات المعركة.
هذا الأسلوب الإعلامي الذي عانينا منه أكثر من ثلاثة عقود، ويسمى” الطابور الخامس” أحد أداة أجهزة النظام القمعي، الذي بني على أساس تشويه الحقائق وفبركة المعلومات؛ وبثها بين أوساط المجتمع ليتلقفها العقول الساذجة، التي جعلتنا نلاك بين فك الجهل وسيف السلطة، حتى أصبحنا كالقطيع نهرول خلف الأبواق الضالة والدعايات المغرضة، ونجح ذلك النظام بإدامة حكمة، وايصال كل ما يريد عبر الوسائل المكلفة بهذا الأمر.
صدام التكريتي لم يترك شيء في مفاصل الدولة، ولا في المجتمع بصورة عامة، إلا ووضع فيه ركيزة واضحة؛ حيث كان يصور لنا إن صدام حاكم على الجن الأزرق، ويعلم الغيب ويعرف كل شخص يريد أن يغتاله، ويعلم كل من أراد أن يقرأ كتاب للسيد الخميني( قدس)، وسيل كبير من هكذا ترهات سمعناها على مدى ثلاثة عقود، التي وجدت لها أرض خصبة بيننا، ونمت فيها بشكل مضطرد.
إن الأداة الكبيرة( الطابور الخامس) بداء يأخذ مساحة واسعة؛ بعد سقوط النظام عام 2003، بسبب إنفتاح العراق على دول العالم ودخول التكنلوجيا الحديثة، وصفحات التواصل الإجتماعي، الذي معظم العراقيين لم يحسنوا إستخدامة، وفتح أبواب المصالح الحزبية والطائفية وأطماع المكاسب الشخصية، التي بموجبها تشظى العراق أرضاً وشعباً.
حادثت الثرثار التي رسمتها المخابرات الصهيونية، وبثتها القوى التكفيرية، وروج لها ساسة الفشل والحاقدين على العملية السياسية، والإنجازات العسكرية وصدقتها العقول الرخوة؛ وكأنما وجدت لها نافذة أمل لتنقض على العراق، وتعيده تحت سيطرتها التي لولا لطف الله وحكمة المرجعية، لما تزحزحوا عن الكرسي قيد أنملة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات