23 ديسمبر، 2024 10:53 ص

إحتلالين وصمت مقلق ….!؟

إحتلالين وصمت مقلق ….!؟

تصادم غير مسبوق بالمعلومات يحدث في فضاء الإعلام، فيما يخص الشأن العراقي، الأول يخص دخول الجيش الأمريكي بعدد 3000ثلاثة آلاف جندي مارينز للعراق للمشاركة في المعركة البرية لتحرير الموصل ،بينما يعلم الجميع ان الحكومة العراقية رفضت في وقت سابق أي تدخل لقوى برية ، يحدث تصادم في وقت لم يصدر عن السلطات العراقية، المتعددة الرؤوس، أي تصريح عن هذا التطور النوعي الخطير، كأن الأمر يحصل في جزيرة الواق واق .

التصادم الآخر الذي يشكل أهمية اكبر لدى العراقيين بشأن الراتب ، وهل ستوزع في موعدها كل ثلاثين يوما ً ، ام ستكون أربعين يوما ً..؟ يعني هل سيتم ابتلاع استحقاق ثلاثة اشهر من رواتب العامة .؟ وغالبيتهم يشكوا الفاقة والحرمان لقصور الراتب على تلبية إحتياجاتهم ..!
مابين الشك واليقين، يصدر كلام من هنا وهناك عن افلاس الخزينة العراقية ، وعدم قدرتها على دفع رواتب الموظفين كاملة ، بينما حدثني نائب في البرلمان ، عضو اللجنة المالية ، ان وارد العراق في الشهر الأول من هذه السنة بلغ 3 ثلاثة مليارات 400ومائتي مليون دولار ، في وقت يحتاج العراق الى 3 ثلاثة مليارات و600مليون ، بمعنى ان الخزينة لاتحتاج سوى 400 مليون دولار لسد النقص ، وهذا مبلغ يمكن ان يتم استلافه من البنك التجاري العراقي لحين تحسن الواردات .
ان أحد اسباب هذا الخلل الحاصل في نقص الميزانية ،عدم قدرة العراق على بلوغ مستوى تصدير يومي يصل الى ثلاثة ملايين و300 الف برميل يوميا ، كما اوعدونا …! والسبب كما يذكر المعنيين ان حقول كردستان لم تضخ سوى 150 مائة وخمسون الف برميل يوميا ، ولاتستطيع ان تصل الى مستوى 550الف برميل يوميا إلا في آيار المقبل.

نحن الآن بصدد إحتلالين الأول عسكري أمريكي جديد ، والثاني إحتلال الفقر المقبل بقرارات التقشف وقصر الراتب ، ولاتوجد “شفافية ” في تعامل الدولة معهما ، إنما صمت مقلق في واقع تحركه الإشاعات اكثر من الوقائع ..!؟

نحن نسعى لإصطياد المعلومات من هذا النائب الصديق ، أو ذاك القائد العسكري المتعاون ، أو الشخصية السياسية التي تحترم الإعلام وتقيم له وزنا ً ، لكن سلطاتنا المعنية بالأمر ، التنفيذية والرئاسية والتشريعية ، لم تتوفر على قدرة إفصاح وإنهاء الشك باليقين عبر إيضاحات مفيدة للمواطن من جهة ، وتعمل على استقرار السوق وقطع الطريق على المضاربين والرتل الخامس والسادس والسابع .

هل تنقصنا بعد 12 سنة من تجربة الحكم ان نتلعم كيف نتعامل مع ابناء الشعب ، ونخاطبهم بلغة صريحة ومشجعة على الإنتماء ودعم الدولة …!؟

الشيء المهم بهذا المقال ، هو تحذير السياسيين وكبار المسؤولين اصحاب الرواتب المليونية المتورمة ، ان يتجنبوا تجويع الناس بأسم الضريبة او التقشف، لأن اليأس قد بلغ بهم مبلغا ً ووهم الديمقراطية والأكاذيب والحرية والمذهب أنتهى مفعول تخديرهما..!
فأن لم تتعظوا من هذا التحذير ، فلن تتفاجئوا بما سيحدث لكم ، لأن الغليان الشعبي متوقف على شرارة فاعلة فلا تجعلوا جشعكم وجوع الناس يوقد نار الثورة ضدكم .
اللهم اني قد بلغت ، اللهم فاشهد .