إحتفالات فجر سوريا بأول عيد فطر مبارك وأحلامهم بالغد الممزوجة بالتحديات واماني المستقبل!

إحتفالات فجر سوريا بأول عيد فطر مبارك وأحلامهم بالغد الممزوجة بالتحديات واماني المستقبل!

قبل نحو أسبوعين، وصلتني دعوة كريمة من عدد من الشخصيات البارزة والرموز السورية ضمن الجالية العربية في المهجر، للمشاركة في مأدبة إفطار رمضانية. وبعد انتهاء الإفطار، فتحت جلسة ودارت نقاشات معمقة وتبادلنا الكلمات والجمل والعبارات حول رؤية مستقبل “فجر سوريا الجديدة” ومن خلال هذا اللقاء كانت لدينا إجابات لكثير من التساؤلات التي طرحت علينا , وفي أجواء كانت مفعمة بالأغاني التراثية الرمضانية ، لاحظت أن السوريين، وعلى اختلاف توجهاتهم الفكرية والعقائدية والاجتماعية، لا يزالون يحملون في قلوبهم مزيجًا من التخوفات والآمال والتحديات المرتبطة بمستقبل وطنهم. ترك هذا اللقاء انطباعًا واضحًا لدي بأن هذه التحديات والتطلعات ليست مجرد جلسات وأحاديث عابرة، بل كانت تعكس لنا صورة واضحة وجدية حقيقية ورغبة عميقة من قبلهم في العودة إلى سوريا، ليس فقط لمشاركة أبناء الداخل همومهم وتطلعاتهم وافراحهم ، بل لتقديم مساهمات فاعلة ومن خلال خبراتهم العلمية والاقتصادية والاجتماعية، بهدف المساهمة في بناء فجر سوريا الجديدة بأيدٍ موحدة وأفكار مبتكرة تكون عونا للحكومة.
في فجر أول عيد فطر مبارك يخلو من أصداء الرئيس المخلوع , الذي جثم على صدورهم كالجاثوم طوال اكثر من خمس عقود ، سوف ترتفع بعد ساعات قليلة صوت التكبيرات من مختلف الجوامع والمساجد وتدق اجراس الكنائس والاديرة في سماء فجر سوريا الجديدة ومشاركة مع أبناء الوطن فرحتهم الاولى , كأنها أنفاس حرية طال انتظارها وتستحضر معها عبق التاريخ ورائحته العطرة الزكية . لم تكن تلك التكبيرات مجرد اغاني موشحات وألحان دينية، بل كانت اكثر منها عزف سمفونية نشيدًا لفجر جديد، ووعدًا قد يكون ما يزال معلقًا في الهواء ينتظر أن يتحقق على أرض الواقع. في ازقة الحارات والمنازل والشوارع التي كانت يومًا مسرحًا للدمار والخراب ، ترقصت اليوم أقدام الأطفال فرحًا بأول عيد فطر مبارك لها من دون مراقبة وتجسس شبيحة عسعس النظام المخلوع ، وفي البيوت التي شهدت الخوف والحصار، علت أصوات الضحكات كأنها ترسم لوحة فسيفساء جديدة لسوريا. لكن وسط هذا الفرح الممزوج بالدموع والاهات الخفية ، تقف أمة بأكملها على أعتاب مرحلة ليست مجرد احتفال بالماضي المنهار، بل اختبارًا لقدرتها على بناء المستقبل.
الحرية ليست نهاية الطريق، بل هي في حقيقة الأمر بداية التحدي , هكذا يجب عليهم مجتمعين أن يدرك السوريون اليوم أن سقوط النظام لم يكن سوى فتح بابٍ واسعٍ أمام مواجهة اماني وتحدياتٍ كبرى سوف تمر عليهم ، هذه التحدياتٍ لا تقل ضراوة وحتى قساوة عن تلك التي واجهوها في ظل الحرب الاهلية والقمع والاضطهاد والاخفاء القسري في المعتقلات والسجون . فالاقتصاد المنهك يئن تحت وطأة سنوات الخراب والعقوبات الاقتصادية الدولية ، ونسيج المجتمع الممزق يبحث عن خيوط وحدته المفقودة، والسياسة تتطلب رؤيةً واضحةً في ظل أصواتٍ متضاربةٍ وآمالٍ متشابكة, وفوق كل هذا وذلك، يقف التحدي الأهم والمهم  بالبناء والتنمية كجبلٍ شاهقٍ ينتظر من يتسلقه بأيدٍ عاريةٍ وقلوبٍ مليئةٍ بالعزيمة والاصرار . لكن الأعظم الذي نراها وتحدثنا به ومن كل هذا وذاك , هو ذلك الحلم الذي يراود كل سوري: أن تكون سوريا لكل السوريين، بلا تمييزٍ أو طائفيةٍ أو محاباة، حيث يكون المعيار الوحيد في قيادة البلاد هو الإيمان بها، والكفاءة في خدمتها، والنزاهة والشفافية في العمل لأجلها.

*فرحةٌ ممزوجةٌ بالدموع والعالم يشهد فجر اول عيد فطر مبارك :
غدًا، ستتجه عدسات القنوات الإخبارية السورية، ومعها العربية والأجنبية، لترصد عبر مراسليها لحظاتٍ تاريخيةً وهي تتجول في أزقة دمشق العتيقة وشوارعها، وتمتد إلى مدن المحافظات الأخرى، لتنقل إلى العالم صورة احتفال السوريين بأول عيد فطر مبارك يخلو من ظل الطاغية بشار الأسد وأزلام الشبيحة. ستكون تلك الفرحة لوحةً إنسانيةً مرسومةً بخطوط الدموع، دموعٌ تحمل فرحتين عظيمتين: الأولى بانتهاء نظامٍ قمعيٍ استبداديٍ سلب الأنفاس سنواتٍ طويلة، والثانية بقدوم عيد الفطر المبارك الذي يحمل في طياته نسمات الأمل والتجدد. لكن وسط هذا الفرح، يقف صوتٌ صامتٌ يهمس بمسؤوليةٍ لا تُنسى: أطفالٌ أيتامٌ فقدوا آباءهم وأمهاتهم في معركة الحرية ضد الطاغية، ضحوا لأجل أن ترتسم الابتسامة على وجوه السوريين اليوم. على الحكومة الانتقالية أن تدرك أن هؤلاء الأطفال ليسوا مجرد أرقامٍ في سجلات الحرب، بل هم بذور المستقبل التي يجب أن تحتضنها الدولة. تشريعاتٌ عاجلةٌ ونافذةٌ ينبغي أن تُسن لضمان حقوقهم في التعليم والصحة والمعيشة وكل مناحي الحياة، ليكونوا غدًا روافد علميةً وثقافيةً وإبداعيةً تضيء دروب سوريا الجديدة. فلا عيدٌ يكتمل إن نسينا من دفعوا الثمن غاليًا لنراه.

*التحدي الاقتصادي ينهض من أنقاض الحرب إلى عجلة البناء والتنمية؟:
كيف يمكن لدولةٍ أنهكتها الحرب أن تستعيد نبضها الاقتصادي من جديد ؟ المحافظات والمدن والقرى التي كانت يومًا مراكز تجارةٍ وصناعةٍ تحولت إلى ركامٍ يئن تحت أقدام المارة، والأراضي الزراعية التي أطعمت الأجيال باتت جرداء تنتظر من يعيد إليها الحياة. لكن التنمية الاقتصادية ليس مجرد جداول أرقامٍ وحسابات، بل هو أملٌ في عيون شابٍ وشابة يبحثون عن عمل لغرض اخراج طاقاتهم الابداعية المكتومة ، وابتسامة أمٍ ترى أبناءها يأكلون خبزًا كريمًا بعد سنوات الجوع والمرض والتشرد . إن إعادة إحياء هذا الاقتصاد تتطلب أكثر من المال وتتطلب رؤيةً جريئةً وإتخاذ خطوة أكثر عمقا وجرأة ، وشراكةً تكون حقيقية بين أبناء الوطن الواحد الأحد ، وشفافيةً ونزاهة وعدالة تزرع الثقة في كل خطوة مستقبلية نحو تنمية اجتماعية واقتصادية مستدامة.

*التحدي الاجتماعي فسيفساء النسيجٌ الممزقٌ ما يزال ينتظر الترميم:
سوريا لم تكن يومًا مجرد أرضٍ، بل كانت شعبًا جمعته أحلامٌ مشتركةٌ قبل أن تفرقه الحرب والطائفية واليوم يقف السوريون أمام تحدٍ أعمق من إعادة بناء الجدران والابنية ,وكيف يلتئم نسيجٌ اجتماعيٌ مزقته سنوات الخوف والكراهية والحقد على بعضهم البعض ؟ كيف يمد المسلم يده للمسيحي، والسني للعلوي، والعربي للكردي، ليقولوا جميعًا بصوت هادر واحد أحد : “نحن أبناء أمل سوريا الاحرار ” ؟ إنه تحدٍ يبدأ من القلوب والعقول قبل السياسات ، من العفو قبل العقاب ، ومن التسامح قبل الحساب.

*التحدي السياسي من الفراغ إلى الرؤية والمستقبل:
من سيرسم ملامح الحكم الجديد؟ في ظل تنوع الأصوات والمطالب، تبدو السياسة كساحةٍ مفتوحةٍ يتصارع فيها الجميع على كلمة الفصل الأخيرة. لكن سوريا الجديدة لا تحتاج إلى صراعاتٍ جديدة سواء كانت طائفية او مذهبية او اجتماعية ، بل إلى قادةٍ يؤمنون بها كوطنٍ حقيقي يكون للجميع وليس لفئة معينة او حزب سياسي او ديني بح ذاته دون غيره ، وان لا تكون كغنيمةٍ للفائزين . إن التحدي السياسي ليس مجرد كتابة دستورٍ أو إجراء انتخابات، بل هو بناء ثقةٍ بين الشعب ومن يمثله من الحكومة الكفوءة والنزيهة ، ثقةٍ تقوم على الشفافية والعدل والمساواة بين أبناء المجتمع السوري .

*تحدي البناء والتنمية سيكون أكثر من مجرد أحجار في جدار يعاد ترميمها :
البناء ليس إعمار جدران ومبانٍ مهدمة فحسب، بل إعادة إحياء أحلامٍ ماتت تحت القصف الوحشي بالبراميل المتفجرة , كل مدرسةٍ تُبنى هي وعدٌ بمستقبلٍ مشرق للأطفال، وكل مستشفى يُشيد هو بلسمٌ لجراحٍ لم تشفى وتندمل بعد ، وكل طريقٍ يُعبَّد هو خطوةٌ نحو ربط أوصال وطنٍ تشتت وقطعت أطرافه . لكن هذا البناء يحتاج إلى أيدٍ نظيفةٍ ونزيهة وقلوبٍ وعقول مفعمة وجديرة ومقتنعة تماما بالبناء والتنمية والاهم تكون مخلصة في عملها ، إلى شبابٍ يؤمنون أن التعب اليوم هو أساس رخاء الغد ومستقبله المشرق .

*سوريا لكل السوريين ليكون هذا معيارٌ جديدٌ للقيادة :
وأعظم التحديات التي ما تزال تراود وتؤرق السوريون هو ذلك الحلم الذي يراودهم دائمآ بأن تكون سوريا ملكًا لأبنائها جميعًا وبلا استثناءٍ أو تمييز . في الوظائف الحكومية السيادية والقيادية، يجب أن يسود معيارٌ واحد فقط لا غير وأن يقسم عليه بأغلظ الايمان عند تسلمه منصبه : الإيمان بفجر سوريا الجديدة، والكفاءة في تحقيقه ، والنزاهة في خدمته . والشفافية في تعامله , ولا دينٌ يفضل دينًا، ولا مذهبٌ يطغى على آخر، ولا طائفةٌ تسرق حلم الأخرى . سوريا التي نريدها هي تلك التي يرى فيها كل مواطنٍ نفسه ، ويشعر أن صوته مسموعٌ ، وحقه محفوظ ومطالبه تكون ليس فقط مسموعة ولكن يكون من الواجب الشرعي والوطني ومقدسة لتنفيذها على أرض الواقع وليس فقط كلام إنشائي .

*تحدي التدخلات الخارجية ودول الجوار؟ دعوا سوريا لأهلها :
ولكن في خضم هذه التحديات الداخلية والخارجية ، يطل بين الحين والآخر شبحٌ آخر يهدد فجر سوريا الجديد تتمثل بالتدخلات الخارجية ولدول الجوار . لقد طالت أيدي الدول الأجنبية شؤون هذا الوطن الجريح، تارةً بحجة المساعدة، وتارةً باسم المصالح الاستراتيجية والاجندة الخفية, نقول لهم اليوم بوضوح وصراحة وصرخة مدوية تكون في وجوه هؤلاء المتخفين منهم والمعلنيين : دعوا سوريا لأهلها ، فهم أولى ببلدهم، وكما يقول المثل العربي “أهل مكة أدرى بشعابها”  وإن كنتم تريدون تقديم يد العون، فلتكن مساعداتٍ إنسانيةً واقتصاديةً وتنمويةً، في مختلف المجالات، لكن دون شروطٍ مسبقة خفية تكبل إرادة السوريين، ودون أجنداتٍ تسرق حلمهم في بناء وطنٍ حر سعيد . لا نريد مساعداتٍ تكون مشروطةً بخدمة مصالحكم، بل دعمًا حقيقيًا يرفع من شأن التنمية الاقتصادية والاجتماعية . اتركوا سوريا للسوريين، فهم من ضحوا بدمائهم ، وهم من يستحقون فقط رسم مستقبلها بما يرونه مناسبا لهم .

* فتح العراق صفحة جديدة مع الجار السوري ليكون تسامحٌ الاخوة في ظلال العيد :
وفي هذا الزمن المبارك، حيث يطل عيد الفطر المبارك كشمسٍ تشرق بعد ليلٍ طويل، تتاح للحكومة العراقية فرصةٌ ذهبيةٌ لتمد يدها إلى النظام السوري الجديد، فتفتح معه صفحةً بيضاءَ مفعمةً بروح التسامح والأخوة ووشائج الجيرة التي طالما جمعت الشعبين الشقيقين. إنها لحظةٌ لتذليل العقبات التي يحاول البعض—من المتضررين من سقوط النظام المخلوع—وضعها كعصيٍ في عجلة الحوار الأخوي، ولتبني جسورًا من الثقة والتعاون. وقد أحسن السيد قاسم الأعرجي، مستشار الأمن القومي العراقي، صنعًا حين بادر من خلال منصة “إكس” بكلماتٍ تحمل عبق الأمل لمستقبل افضل ، قائلًا: “نثمن عاليًا الموقف الهام للرئيس السوري السيد أحمد الشرع، لتصحيح الأخطاء والشروع بانطلاقة قوية متماسكة بين جميع السوريين لبناء سوريا وحفظ أمنها واستقرارها. تُعمر الأوطان بالوحدة والتماسك المجتمعي”. هذه الكلمات ليست مجرد صدى عابر، بل دعوةٌ للتآخي والعمل المشترك. وعلى السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن يحمل راية الأخ الأكبر، فيبادر لتهنئة الرئيس أحمد الشرع، ومن خلاله الشعب السوري، بعيد الفطر المبارك، داعيًا أن يعيده الله علينا وعليهم وعلى الأمة الإسلامية بالخير والبركة. ولتكن هذه التهنئة أكثر من كلماتٍ، بل خطوةً عمليةً لرفع كرب أهل غزة ومعاناتهم، وتتجسد الأخوة في فعلٍ يليق بتاريخ العراق العظيم ومكانته بين أشقائه.

في خضم هذه التحديات السياسية والاجتماعية، نحن نرى بان أضاءت قبل ايام خطوة جريئة وبناءة جزءًا من درب سوريا الجديدة، حين اتخذ الرئيس “أحمد الشرع” قرارًا يعكس بُعد نظرٍ للمستقبل، متسلحًا برؤيةٍ واعيةٍ لمواجهة مختلف التحديات . فقد أعلن تعيين العالم الديني والفقيه الشيخ “أسامة الرفاعي” رئيسًا للمجلس الأعلى للإفتاء، في خطوةٍ لم تكن مجرد قرارٍ إداري عابر ، بل جسدت رسالة عميقة تعكس حلم الوحدة السورية بجمع كل المذاهب تحت سقفٍ واحد , وإدراكًا لأهمية إصدار الفتوى الدينية كركيزة لبناء دولة تحترم قيمها وتاريخها على مر التاريخ وكما كانت منارة للعلم والمعرفة , ومن حيث خطوة إشراك تشكيل مجلس الإفتاء يتألف من ” 14 ” شخصية دينية وعلمية مرموقة، لكل منها تأثيرها العميق على أفراد طوائفها، وتمثل جميع المحافظات السورية، ليكون صوتًا جامعًا للأمة وليس صوت التفرقة . مهمته لا تقتصر على إصدار الفتاوى في المستجدات والنوازل والمسائل العامة، بل تمتد إلى تعيين لجان الإفتاء في المحافظات والإشراف عليها ، ولضمان أن تكون الفتوى مرآةً للحكمة والعدل بين السوريون . وفي كلمات الرئيس “الشرع” التي حملت صدق المسؤولية، قال : “ولا يخفى على أحد مسؤوليةُ الفتوى وأمانتُها ودورُها في بناء الدولة الجديدة، وخاصةً بعدما تعرض جناب الفتوى للتعدي من غير أهله، وتصدى له من ليس بكفء” هذا التعيين ليس فقط استعادةً لدور الفتوى الحقيقي بعد سنوات من التلاعب والتشويه لخدمة النظام الحاكم وتبرير جرائمه بحق الشعب السوري ، بل هو وعدٌ بأن تُبنى سوريا الجديدة على أسس من الكفاءة والنزاهة ، حيث يتولى الموقع من يستحقه بحق لا من يتم تعيينه بدرجة قربه من النظام الحاكم او بعده او من خلال العلاقات الشخصية !!؟ وليكون صوتًا للحكمة والوحدة في زمنٍ يتطلب فيه السوريون كل كلمة صادقة تبعث فيهم الأمل لبناء وطنهم الجديد , وهذا القرار الجريء نراه ليس فقط استعادةً لدور مكانة الفتوى ووضعها بمنهجها الصحيح فحسب، بل هو لبنةٌ في صرح بناء سوريا الجديدة، يؤكد أن الكفاءة والنزاهة والدرجة العلمية هما المعياران اللذان يرسمان ملامح المستقبل، وأن صوت الحكمة سيظل يعلو فوق ضجيج الفرقة بين ابناء المجتمع الواحد الاحد .

دائما سوف نتمنى لختامٌ يحمل الأمل لفجر سوريا الجديد , لأنها ليس مجرد لحظة انتصارٍ عابرة ، بل هو بداية عهدٍ جديد يتطلب منهم جميعًا أن يكونون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم . التحديات سوف تظل يراها البعض او الاكثرية مثل جبالٌ شاهقة يصعب تسلقها ، لكن الإيمان بمستقبل هذا الوطن هو السلم الذي سوف يتسلق به السوريون متحدين مع بعضهم البعض تلك القمم الشاهقة . فلنجعل من او عيد فطر مبارك للسوريين ليس فقط فرحةً بالحرية، بل تعهدًا من الجميع بالعمل والإخلاص للوطن ، بالتكاتف بين أبناء الوطن الواحد ، بالشفافية والنزاهة ، لتبني المواطنة الحقيقية سوريا التي تستحقها أرواح شهدائهم ، وأحلام أطفالهم ، ودموع أمهاتهم واماني ابائهم , فجر سوريا الجديدة تنتظر الجميع ليعودا الى وطنهم للمساهمة الفعالة بالبناء والتنمية بمختلف المجالات وكلن على قدر معرفته واستطاعته ، فهل هم جاهزون لهذا التحدي وتحقيق الاماني لمستقبل ابنائهم ؟ بدورنا نتمنى لهم ذلك .

[email protected]