23 ديسمبر، 2024 11:46 ص

إحتداد الأزمة في الخليج , تعليق على تعليق , ومفارقات !

إحتداد الأزمة في الخليج , تعليق على تعليق , ومفارقات !

 الأحداث الحديثة التي وقعت مياه الخليج خلال ال 48 ساعة الماضية , فأنها بالفعل إتّخذت لها ابعاداً فوريةً وعسكريةً على مستوى الدولتين العظمتين الولايات المتحدة وبريطانيا من خلال الإستنفار والتحشيد البحري المكثّف , سيما بعد احتجاز الأيرانيين لسفينة لم يعلنوا عن جنسيتها وجنسيات طاقمها , واكتفوا بالإعلان بأنها تقوم بتهريب النفط دون الأشارة الى المكان الذ جرى التهريب منه ولا الى الجهة المرسل لها .! مما زاد الغموض إبهاماً .! , ثمّ وكما انتشر في نشرات الأخبار عن فقدان جندي امريكي في جنوب الخليج , والذي لم تستطع البحرية الأمريكية معرفة اذا ما كان فقدانه جرّاء الغرق او من خلال اختطافه من قبل غواصين مجهولين ” افتراضاً ” , حيث لابدّ أن يغدو ذلك عاملاً اضافياً لتجيير وتوظيف رفع درجة حرارة الأزمة , لكنّ الحدث الأحدث الذي فوجئنا به قبل سويعاتٍ من منتصف ليل اليوم – الخميس , والذي تتسابق على نشره وسائل الإعلام في كلّ مكان هو قيام بارجة امريكية بأسقاط طائرة ايرانية مسيّرة ” في مضيق هرمز ” بعد توجيه عدة انذارات لها ولم تستجب لها او للإبتعاد عنها , ويكاد يضحى من الصعوبةِ بمكان التعرف على ايّ ردّ فعلٍ ايرانيٍ مفترض تجاه ذلك .! , ولم يعد موضع خلافٍ او جدلٍ من أنّ بوصلة الأحداث تتجه الى التصعيد السياسي والإعلامي وربما العسكري من زاويةٍ محدودةٍ للغاية .

إستقراء خريطة الأوضاع في الخليج ومضيق هرمز , وحتى في خليج عُمان وبحر العرب ” المتاحة لوجستياً ” للسادة الحوثيين في تمكين وتنفيذ عملياتهم المعروفة ” , فأنما تشير الى أنّ مياه الخليج مرشحةً لتغدو مسرحاً حربياً لدولٍ اخرى لإنزال وتمرير طراداتها وبوارجها الحربية بذريعة او بسبب حماية الملاحة الدولية في هذه المنطقة الشديدة التوتر .

يوم اوّل امس ” الأربعاء ” , وبعد قرابة ليلةٍ واحدة من تصريح الرئيس ترامب من أنّ تقدماً كبيراً حصل في الموقف مع طهران , والذي تزامن معه ” الى حدٍ ما ! ” تصريح وزير الخارجية الأيراني محمد جواد ظريف من أنّ برنامج الصواريخ الأيراني قابلٌ للتفاوض , فقد فاجأنا ” وربما لي شخصياً ” الحديث القصير الذي ادلى به الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة السيد جابر الجابري , في تعقيبه على هذا التطور المفاجئ في الأزمة القائمة في الخليج , واستخدامه تعبيراً أدبياً لتوصيف ذلك , بقوله : < العاصفة تحولت الى زوبعة ! > وأنّ الأيرانيين انتشوا وقد ارتفعت قيمة او سعر التومان الأيراني .! , وارى أنّ اجمل تعليقٍ على هذا التعليق المسكين , هو عدم التعليق .! , ثمّ وعلى الأقل فأنّ الأزمة في الخليج ما فتئت في بداياتها .!

بعيداً وقريباً عن كلّ ذلك ” في آنٍ واحد ” , اعلنت وزارة الخارجية العراقية منذ ايامٍ قلائل , الدعوة لعقد مؤتمر دولي لبحث الأزمة القائمة في منطقة الخليج , ومن الطبيعي أنّ عقد هكذا مؤتمر , من المفترض أن يكون مكان انعقاده في بغداد , طالما أنّ العراق هو صاحب الدعوة , لكننا فوجئنا منذ نهار امس ” الخميس ” عن توجّه رسميٍ لعقد مثل هذا المؤتمر في او داخل مملكة البحرين وبحضور 65 دولة .! , فهل من المعقول او المقبول أن لا يجري حساب او احتساب العراق كدولة .!؟