18 ديسمبر، 2024 10:20 م

إحتجاجات کربلاء رسالة لطهران وأتباعها في العراق

إحتجاجات کربلاء رسالة لطهران وأتباعها في العراق

ماحدث وجرى في مدينة کربلاء من تظاهرات حاشدة خرجت فيها وتم خلالها ترديد شعارات مناوئة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، تطور له أکثر من إعتبار ومعنى، والاهم من ذلك إنه يأتي في وقت دقيق وحساسله هو الاخر آثاره وتداعياته المتباينة على الاحداث والتطورات ومساراتها.
إنطلاق هکذا تظاهرة عارمة من مدينة کربلاء، ذات الغالبية الشيعية والتي طالما إتخذها النظام الايراني کمبرر لتنفيذ مخططاته ضد الآخرين ليس في الحرب التي دارت رحاها لثمانية أعوام مع العراق فقط وإنما مع أطراف أخرى أيضا فقد صار الطريق الى کربلاء يمر کل يوم من بلد أو منطقة يحددها النظام الايراني تبعا لرغباته وميوله وأهدافه، لکن أن يخرج الشيعة في کربلاء بتظاهرة عارمة ضد الاوضاع السلبية الناجمة أساسا من تدخلات هذا النظام في بلدهم ويرددون شعارات مناوئة له، فهذا يکشف إن أکاذيب وخدع هذا النظام قد إنکشفت ولم تعد تنطلي على أحد، وإن الشيعة قبل السنة في العراق صاروا يعرفون أهداف اللعب المکشوف للنظام الايراني في العراق حيث إن الهدف منه حماية مصالح هذا النظام وتنفيذ مخططاته وتحقيق مشروع خميني على حساب العراق والعراقيين.
هذه التظاهرات التي تأتي في وقت يزداد فيه تسليط الاضواء على الدور المشبوه للنظام الايراني في العراق وکذلك الدور المشبوه وغير المسٶول للميليشيات التابعة له وخصوصا تصرفاتها المشبوهة ضد سفارات دول العالم في بغداد وجرها العراق الى زوايا سلبية لامصلحة له فيها أبدا بقدر ماهو مفيد للنظام الايراني، والذي يبدو واضحا بأن الشعب العراقي بکل مکوناته قد أصبح على إطلاع کامل بحقيقة الدور المشبوه للنظام الايراني وللميليشيات التابعة له، ولذلك فإنه من الضروري جدا الانتباه لما يمکن أن يسعى إليه هذا النظام وعن طرق ملتوية من أجل الالتفاف على هذه الحالة المعادية والرافضة له ولدوره ورکوب الموجة عن طريق وجوه تابعة له وعدم الانخداع بها، خصوصا أولئك الذين يقولون اليوم أمرا وغدا يناقضونه، وإن من مصلحة العراق والشعب العراقي أن لايقف مکتوف الايدي أمام هذه الاوضاع وأن يعمل من أجل تخلصه من مستنقع التدخلات المشبوهة للنظام الايراني ووضع حد للميليشيات التابعة له والتي تتصرف کدولة داخل دولة وتستلم أوامرها من طهران وليس من بغداد.
الامر الذي على الشعب العراقي أن يتذکره ولاينساه ويأخذه بنظر الاعتبار والملاحظة، إن هذه الميليشيات التابعة لطهران وأثناء أزمة السيول التي إجتاحت إيران وذهب البعض منها من أجل مساعدة الشعب الايراني لکن الاخير رفضها رفضا قاطعا وإرتفعت الاصوات الشعبية مطالب‌ بخروجها من إيران، ولذلك وعندما يقوم عملاء النظام الايراني في العراق بالترويج لکون الدعوة لرفض النظام الايراني وحل الميليشيات التابعة له إنما هو مطلب للمقاومة الايرانية وليس له أية علاقة بالشعب العراقي، فإن تظاهرات کربلاء من جانب وموقف الشعب الايراني من الميليشيات العميلة لطهران في العراق من جانب آخر، قد کشف الحقيقة بجلاء.