23 ديسمبر، 2024 11:33 ص

إحتجاجات تعجل بقتل المخطوفين

إحتجاجات تعجل بقتل المخطوفين

نظم القطاع الصحي الاول، في بعقوبة.. بالتنسيق مع 24 مركزا صحيا، وقفة احتجاج، تنديدا بظاهرة اختطاف الاطباء، حضره رئيس مجلس المحافظة عمر الكروي ونقيب اطباء ديالى الدكتور مرتضى الخزرجي ومدير قسم الصيدلة في صحة ديالى الصيدلاني عباس الشمري ..الكروي.. في حديثه لـمراسل “فريق الاعلام الصحي” قال: “سيعقد مجلس ديالى، إجتماعا طارئا، يضيف فيه القادة الامنيين؛ لمناقشة تكرار ظاهرة اختطاف الاطباء، ووضع حلول سريعة، لحمايتهم” فيما نوه الخزرجي، بأن: “الملاكات الطبية، تتوعد بإعتصام مفتوح، في حال استمرار خطفهم وتهديدهم وابتزازهم” واشار مدير قطاع بعقوبة الاول الدكتور لقمان ادريس الى ان هذه الوقفة رسالة لكل من يحاول العبث بأمن هذه الشريحة الحيوية والمؤثرة في المجتمع، مضيفا ان الاطباء والكفاءات العلمية، ثروة وطنية اذا ما هاجرت او تعرضت للتهديد، ستكون خسارة كبيرة للبلد والمواطن.. الفقير على وجه التحديد.
هذه الفعالية، إستفزت زملاء؛ لكونها ردة فعل غير مدروسة، إنجر فيها الأطباء، الى الإستجابة للمجرمين القتلة، من على أرضية ساوتهما معا، وتلك مغامرة محفوفة بالخسران.. لأن المجرمين أجدر في ملعبهم، مهما كانوا جهلة، بالقياس الى رفعة تعليم الاطباء؛ إذ عند إحتدام الوغى وخفق السيوف، يتساوى المتعلم والجاهل.. بل يتيدد العلم، وترجح كفة الجهل، لذا ما كان على الاطباء.. في تلك الوقفة الاحتجاجية.. الذهاب الى الملعب الذي يجيد الخاطفون الأداء على ارضيته، وما التهديد بإعتصام مفتوح، الا تأكيد للخطأ وتكريس لتبعاته الضارة.
فكثير من الزملاء.. نأوى بأنفسهم عن تلك التظاهرة، التي قد… بل من المؤكد ستضغط على الخاطفين.. تدفعهم الى قتل الضحايا، من دون ان أعلى النموذج
أسفل النموذج
يعيدوا النظر بما أقدموا عليه، وهم مدركون لأبعاده ومؤدياته ونتائجه، بحكم تراكم الخبرة في هذا الميدان.
تلك التظاهرات، مجرد ممارسات شكلية لامعنى لها بنظري؛ لأنها إستعراض يهدف للمراءات، يتاجر بحياة أناس على حافة النهاية، تحت رحمة قساة متفردون بالامر.. لا رادع لهم “مسودن وبيده فالة”.
يحتجون امام المحافظ فماذا عساه ان يفعل؟ هل لديهم خطة عمل واقعية؟ هل انتجوا مشروعا يوحدهم ويسفر عن برنامج إجرائي؟ ام هو الاعلام الاجوف يسيطر على كل فعالياتنا؟
الجواب.. نحتاج عملا اكثر ميدانية، ينطلق من أقدام ثابتة على الارض، تتحرك بهدي عقل واعٍ.. مرن.. يتعاطى مع التجارب بإلتزام لما وراء المنظور، الكامن خلف “فيزياء المشهد” لأن الأسرار أكثر من العلن.. وأشد تشويقا وتأثيرا بالعينات التي تتعرض لها.
نجاة الزملاء المختطفين، مرهونة بالقوة العسكرية التي تتحرك بموجب معلومات استخبارية، لا يفهم المجرمون لغةً سواها ولا اسلوب حياة او سلوك غيرها، اما التظاهرات والاعتصامات والوقفات والجلسات، فلن تحريرهم، ليعتقوا من عبودية الاختطاف، بل يتندر افراد العصابة ساخرين.
لكن شيئا، خير من لاشيء.. فاذا التظاهرات شكلية، لكن لها تأثير فاعل في كسر الخوف، وبمجمل الحال، الاحتجاج الظاهري افضل من الخنوع والانكماش الجوهري، واذا كان شكلا مصحوبا بعمق معرفي؛ فهو خطوة انتفاضية ستكسر الخوف القابع في القلوب والمغلف للعقول ونعتقد انه استجابة لنداء اصحاب المشروع الوطني والمهني.
فالتجمع البشري يشعر العصابة بضآلتها، وينظم عمل الكتل البشرية، وصولا الى تأثير ناجز، قد يسهم بتحرير الزملاء، بنسبة محدودة، اما إحتمال إستفزاز المجرمين تسريعا بقتلهم فهو النسبة الكبرى، المتوقعة من تلك الوقفة غير التأملية، التي تحاول ان ترد بالمثل.. من هواة سلام على محترفي قتل.
لذا يتساءل المثل الشعبي العراقي: “اين الغارة من التجبيش؟” تناظرا مع السؤال التوراتي المقدس: “هل تهتز شعرة في رأس رايس؟” فهؤلاء الذين لا يفهمون سوى لغة الخوف، لن يقيموا وزنا لطبيب “يهف” بسماعته؟
اتذكر حين كنا طلبة، خارج العراق، وضعنا خطة لمرافقة الطالبات المتاخرات في المحاضرات ليلا؛ بغية إيصالهن الى دار سكناهن، بعد إعتداء تعرضت له زميلة.. هذا مثال لحالة عملية، تضع الجاني امام خيارين.. اما التواري، وعدم الظهور امامنا، ونحن نرافق الزميلات؟ او مواجهتنا وهنا يكون هو الخاسر لأننا متأهبون بمستلزمات كسب المعركة.
فهل أعد المتظاهرون عدة حرب، ام تجمهروا وكل يغني على ليلاه، معرضين حياة زملائهم المخطوفين للخطر؟ هذا يريد الظهور على شاشات الفضائيات، وهو متحمس بأناقة، وذاك يريد تثبيت قصور على الشرطة، لغاية في نفس يعقوب، وكلها تصب حمم براكينها على رؤوس الضحايا.. تقطع الأمل بحوار مع الخاطفين.
أبارك النوايا الحسنة وأثني على كل جهد جاد، في البحث عن حلول عملية، لتلك المعضلة؛ كي تنتشل زملاءنا من مخالب الموت، وتجفف منابع الجريمة التي تهددهم.