23 ديسمبر، 2024 7:08 م

إجتثاث حزب الدعوة !

إجتثاث حزب الدعوة !

لا تحل المشاكل بتركها ” فوق الرفوف العالية “، لانها حتما ستتفاقم، وستتحول الى أزمات، ولا تحل الازمات بتشكيل لجان من قليلي الخبرة ممن لهم قدرة فائقة  على تسميم أجواء ( التفاوض ) بتصريحاتهم المستفزة والغير مسؤولة.

بدأت أزمة ( ساحات الاعتصام ) بإعتقال عناصر من حماية  وزير المالية السيد رافع العيساوي، وخروج متظاهرين يطالبون باطلاق سراحهم وعدم الضغط عليهم للاعتراف بأن السيد العيساوي هو سبب الارهاب الذي يضرب العراق منذ ” دي ميلو ” وحتى يوم اعتقالهم !

وانتهت بتشكيل  ” جيش العزة ” المدعوم بفتوى من ” المرجع الديني ” المعتدل – في نظر الحكومة على الاقل – الشيخ عبد الملك السعدي، والذي وعد ” أمير الدليم ” الشيخ علي حاتم السليمان عضو إئتلاف دولة القانون السابق بأنه – أي الجيش – سيقاتل على أسوار بغداد وسينتصر، وسيقوم بإجتثاث حزب الدعوة الاسلامية العميل لايران ، والكلام دوما للشيخ علي  الحاتم السليمان !

تركت الحكومة المتظاهرين لاشهر لينظموا أنفسهم، ويتوحدوا، وليشكلوا قيادة عامة لكل المحافظات ” المنتفضة “، وسنصل  الى جمعة ” حرق المطالب ” لنجد خطابا موحدا في كل منابر الجمعة، يستخدم ذات الكلمات، وبأقل قدر من الاستفزاز للآخر المختلف، ويدعو لمطلب دستوري لا شائبة فيه هو : إستقالة الحكومة.

لم تعمل الحكومة شيئا ذا أهمية يجبر المتظاهرين للعودة الى منازلهم، وللسياسيين المساندين لها للعودة الى مناصبهم، كل ما فعلته هو محاولتها المستميتة والمستمرة للايحاء بأن الاحتقان ليس ضد السلطة وانما ضد طائفة أصحاب القرار فيها، وأن هناك ” أجندة خارجية ” هي من تحرك المتظاهرين وتضع في أفواههم هذه المطالب الغير مشروعة !
 
وباستمرار الازمة فقدت الحكومة  – في طريقها – تأييد عرب كركوك، في ” حربها ” المؤجلة على إقليم كردستان، بعد أن ضربت المتظاهرين في الحويجه.

الازمات يحلها رجال الدولة من أمثال من صرح بأن : ” بدون الشريك السني المعتدل لا يمكن أن يتمتع الشيعة بالأمن، وبدون الشريك الشيعي المنصف لن يشعر السني بأن الحكومة حكومته ” ،
ولا يحلها رجال محتقنين طائفيا من أمثال من صرح – خالطا الاوراق – بأن : ” ما يجري في كركوك والحويجه يصب في مصلحة القيادة الكردية والبيشمرگة ” !

في أمان الله