منْ هم هؤلاء الذين ينبغي عليهم ان يتّحدوا .؟ ومَنْ هم اولئك غير المتحدين .! , فلا الأحزاب الدينية من مكوّنٍ واحد استطاعت ان تتّحد مع بعضها .! ولا القوى الوطنية والقومية تمكّنت من تشكيلِ جبهةٍ موحّدة فيما بينها , ولا الأكراد والعرب قد إتّحدوا فعليا وموضوعيا في حكومةٍ اتحادية عادلة . فَمَنْ يتّحِدُ مع مَنْ .!؟ ولكن دعونا نرجع
الى خطوةٍ زمنيّةٍ قصيرةٍ الى الخلف اوّلاً ,
فأذ اُستُشهَدتْ مؤخّراً الصحفيةُ المصريّة ” ميّادة اشرف ” البالغة من العُمر 22 عاماً , والتي تعمل في صحيفة الدستور المصرية وفي الموقع الألكتروني ” مصر العربية وذلك في عمليةِ اغتيالٍ مُدَبّره اثناءَ تظاهراتٍ جرت في منطقة ” عين شمس ” بالقاهره , بينَ مؤيّدين لترشيحِ المشير السيسي وبين مظاهرة مقابِله ومتداخله للأخوان المسلمين .. جديرٌ بالذكرِ أنّ الشهيدة اُصيبت برصاصتين كانت احداها بالرأس والأخرى في وجهها , وقامت اجهزة المباحث المصرية ” عبر كاميراتها ” بتصوير القتلة المجرمين والتعرّف عليهم , وتجدر الأشارة أنّ الموما اليها سبق وان تمّ اختطافها لمرّتين من قِبل هؤلاء ” الأخوان ” لكنّ القوات الخاصة ورجال المخابرات المصريّة تمكّنوا من تحريرها آنذاك , فقرّر ” الأخوان المسلمين ” هذه المرّة بأغتيالها عن قُرب …
واذ يبدو أنّ حمّى قتل واغتيال الصحفيين قد انتقلت من العراق الى مصر .! لكنّ رقم او عدد شهداء الصحافة المصرية لايزال متواضعا للغاية مع نظيره العراقي .! , وذلك مؤدّاه الى كفاءة اجهزة الأمن المصرية التي طالما تُحذّر الصحفيين ” استباقياً ” حول معلوماتٍ لأستهداف وتصفية بعضهم , وكذلك تحذيرهم او نصحهم من التواجد في امكنةٍ مرشّحة للخطر والتفجير , ولم تكن حادثة اغتيالِ” ميّادة ” هي الأولى من نوعها في مصر , فقد سبقَ وتمّ اغتيال 9 صحفيين مصريين منذ الثورة الشعبية التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك في شباط 2011 . وفي تونس سبقَ وجرى اغتيال أحد الصحفيين والذي ادّى الى ردود فعلٍ سياسية وجماهيرية كبيرة , وفي سوريا فأنّ اعمال العنف الأرهابية التي يقوم بها التكفيريون , فَلمْ تستثنِ الصحافة ايضا بما فيهم بعض الصحفيين الأجانب الى ذلك … , فبالأقتباسِ المُعدّل والمُحَسّنْ , فضلاً عن المُحَدَّثِ والمُطَوَّر , من الشعار الشيوعي الأممي المعروف ب ” يا عمّال العالم اتّحدوا ” , وهو شعارٌ بالٍ , ولمْ يستطع عمّال دولتينِ شيوعيتينِ ” خارج المنظومة السوفيتية السابقة ” من تحقيقه او تنفيذه , أفلا يصَحُّ – ولو مجازاً – استبدال هذا الشعار ” الكموميونست ” , ب : يا صحفيّو الوطن العربي> اتّحدوا .. اتّحدوا< لاسيما أنّ الصحفيين مُصَنّفين في ” علم الإعلام ” كقادة الرأي , وسيّما ايضا أنَّ الصحفيين ليسوا بطلاّبِ سلطه , ويكفي ما يُطلقُ على الصحافةِ ب ” السلطة الرابعه ” , وقد يقولُ قائلٌ أنّ هنالك ما يسمّى ب : -اتحاد الصحفيين العرب – , لكننا هنا سنكتفي بأيماءة او لمحة تعني فيما تعني أنّ هذا الأتحاد المذكور ” مُتَهرّئ ” ومُختَرَق بالأموال .!! ولا نريدُ هنا فتحَ بوّابةِ الفضائح , فاللهُ تعالى سَتّار العيوب …