22 ديسمبر، 2024 8:07 م

إتهامات التحرش الجنسي لترامب والحريري!

إتهامات التحرش الجنسي لترامب والحريري!

القاسم المشترك في كلا الإتهامين لكلا الرئيسين هو المصادفة المجرّدة في التزامن والتوقيت , ولا يوجد بالطبع ايّ ما يربط بينهما حتى من بعيد .

وإذ تعرّضنا بالتفصيل لقضية اتهام الممثلة الإباحية الأمريكية ” ستورمي دانيلز ” للرئيس ترامب بالتحرشّ بها جنسيًا , في مقالتنا في الأول من نيسان , وحيث هذه القضية ما فتئت قائمة وفي حالة تفاعل بما يشغل الرأي العام العالمي بما يكاد يفوق الإهتمام بتطورات الحرب الروسية – الأوكرانية , فإنّ مسألة اتهام السيد سعد الحريري بالتحرّش الجنسي من قبل مضيفتين جرى تسميتها بِ < جين 1 و جين دو 2 > كانتا برفقة الحريري في طائرته الخاصة المسماة ” سعودي اوجيه ” , فثمة ” ثيمة ” من التساؤلات المتدفقة حول هذه القضية , والتي تكاد تفنّدها عن بكرة ابيها وأمّها وتكاد تخلع عنها حتى ورقة التوت الإعلامية – القضائية التي تتستّر بها .

لا نتدخّل هنا في ثنايا الشأن القانوني , إنّما نشير لما قد يسأل عنه سائل او ما قد يقوله قائل : لماذا رفع دعوى هاتين المضيفتين في الولايات المتحدة وليس عبر القضاء اللبناني , ولا نقول عبر محكمة العدل الدولية !

السيدتان صاحبتا الدعوى والشكوى إدّعتا أنّ التحرّشات الجنسية المفترضة للسيد الحريري قد وقعت او حدثت في الفترة ما بين سنة 2006 – الى 2009 داخل الطائرة وليس خارجها , فلماذا التزمتا جانب الصمت المطبق خلال تلكم الثلاث سنوات .؟ ولماذا لم تتطرّقا حول ذلك إلاّ بعد نحو اكثر من ثلاثة عشر عاماً .! , كما هنالك ثيمة اخرى بهذا الشأن الشائن , فوفقاً لما تضمّنت وثائق الدعوى التي عرضتهما المضيفتين , فقد وردت فيها عبارتان بالنصّ الحرفي : < أنّ الحريري عرّضهما لأجواءٍ يسودهما الإتصال الجنسي غير اللائق ! وَ : مطالبتهما بتقديم الخدمات الجنسية ! > فهل مفردة ” اجواء ” تعني الإكراه والقسرية او الحالة الودّية للتمهيد للعملية الجنسية المفترضة .! وهل ايضاً العبارة او الجملة الحرفية بِ ” المطالبة بتقديم خدمات جنسية ” على حدّ قولهما , فإنهما او كلتيهما سيدتان محترمتان وليستا مومستان لعرض مثل هذه الخدمات المفترضة .!

ايضاً لم يرد في وثائق الدعوى بأنّ ذلك التحرّش الجنسي قد جرى مع كلتيهما في آنٍ واحد , او على انفراد لكلٍّ منهما .! , علماً أنّ الطائرة الخاصة المملوكة للحريري فيها غرفة نومٍ خاصة , لكنّ مرافقين وموظفين تابعين له كانوا على متن الطائرة , ولو أنّ صرخةً ما من احدى او كلتا المضيفتين اثناء عملية ” الأتصال الجنسي ” المفترض , لأحدثت فضيحة داخل الطائرة وانقذتهما من إتمام العملية .! وعلى مدى 3 سنوات , وفق ما تذكره وثائق ونصوص الدعوى .! علماً ايضاً بتوفّر اعداد من اجهزة الأتصال المباشر مع كابينة الطيار وفي اماكن متعددة من الطائرة .!

من ضمن ادّعاءات ومزاعم المضيفتين , أنّهما تعرّضتا للإحتجاز القسري من قِبل الحريري .! فكم ساعة دامَ ذلك الإحتجاز .؟ وهو في الجو , وماذا بعد النزول والهبوط , وعلامَ يتكرّر مثل هذا الأحتجاز القسري طيلة 3 سنوات , وهل يمكن للحريري اجراء مثل هذا الإعتقال – الإحتجاز لوحده ولكلتيهما ودونما مساعدة المرافقين وافراد الحماية , وسيما انهما ادّعتا أنّه كان مخموراً بكلا الحبوب المخدرة والمشروبات الروحية معاً , وفقَ إدّعاءاتهما .!

هذا الحدث المستحدث المتعلّق بإستحداث التحرّش الجنسي على مستوىً رئاسيٍ رفيع , وكأنه حكمَ على نفسه بالإعدام المعنوي المسبق , وقد تتعرّض < جين 1و جين دو 2 > الى مقاضاةٍ مقابلة ومتضادة , وخصوصاً اذا ما ارتآى الحريري القيام بذلك , وبغضّ النظر عن القضاء الأمريكي المتخبّط في قضية السيد الرئيس ترامب .!