ذكر خبر نشره موقع “عينكاوة دوت كوم” ليوم الرابع عشر من كانون الأول الجاري (2015م) عن لقاء على فضائية “دجلة” لمحافظ الموصل المُقال أثيل النجيفي والذي حاورهُ فيه الإعلامي منهل الطائي مرفقاً بالرابط أدناه للقاء.
http://www.ankawa.org/vshare/view/8683/nojaifi/
والذي جاء فيه:
“العراق بلد ضائع و المالكي هو من تسبب في النفور بين المكونات وساهم بسقوط نينوى ونسعى الى استفتاء اهالي المحافظة عن تشكيل “اقليم الموصل” بعد تحريرها من “داعش” والصراع او المنافسة ستكون بيننا وبين الكرد عن اقناع الاقليات (المسيحيين وغيرهم) عن اختيار اقليم الموصل او اقليم كردستان…..!!”، إنتهى الخبر المنقول عن لسان السيد أثيل النجيفي .
ولنقف برهة من الزمن عند هذا التصريح الذي إعتبر فيه النجيفي أن العراق (ضائع) كأمر مسلّم به لإضفاء روح اليأس في قلوب العراقيين جميعاً، وليقول من أنه لا مناص من التقسيم أو القبول كخطوة أولى بإنشاء الأقاليم التي يسعى هو وغيره من سياسيي المذاهب بترويجها ليقفزوا بعدها على خطوة الإنفصال والتقسيم.
وللسيد النجيفي نقول: لماذا العراق (ضائع)؟ لا قدر الله، اليس بسبب مهاتراتكم الطائفية انت ومن سار بركابها من السياسيين من المذاهب الأخرى التي جاءت مع الإحتلال!!، ومن هو المتهم الثاني في تقرير لجنة الدفاع البرلمانية في سقوط الموصل وضياعها بعد المالكي، الست أنت؟، ومن ساعد داعش في دخول الموصل؟ وأين هم رؤساء العشائر الذين التقيتهم عندما كنتَ محافظاً للموصل وأقسمتم جميعاً على حماية المسيحيين وحللتم دماء كلّ من يعتدي عليهم، ثمّ نفاجئ بغدر الغادرين من بعض أبناء تلك العشائر بإنتمائهم الى “داعش” وقيادتهم للصولة الأولى لإحتلال الموصل، وفي زمن أي محافظ نُحرت رقاب شهداء الإيمان المطران بولس فرج رحّو والأب رغيد ورفاقه الشمامسة وعشرات الضحايا من المكوّن المسيحي، اليس في زمنك حينما كنتَ (حامي حمى) الموصل؟.
أقول لأثيل النجيفي: هل تستطيع الإعلان أمام الشعب العراقي وبوضوح تام من إنك لا تسعى من خلال اعلان أقليم للموصل كخطوة أولى لفصله عن العراق ثمّ دمجه مع تركيا لاحقاً التي خطوت خطوتك الأولى مع رئيسها أردوغان بالتصاهر العائلي معه، والآن تريد ان تصاهر الموصل مع تركيا!!.
فالمسيحيون يا أيها السيد النجيفي لم تجف دمائهم بعد التي أراقها حلفائك العثمانيون، وما زالت مذابحُ الأرمنَ والآشوريين والكلدان والسريان ماثلة أمام أذهانهم، ولم ينسى المسيحيون وجميع المكونات الأثنية الأخرى التعامل اللاإنساني العثماني معهم، لا بل فإن مخلفات هذا التعامل التي غرسه العثمانيون في عقول بعض البسطاء الموصليون بإسم الدين لا تزال قائمة ليومنا هذا، وجميل أن أسمع منك بأنك لا زلت تؤمن (بالأقليات) وليس (المكوّنات) لأنك وبداخلك تؤمن تماماً بأن المكوّنات الأخرى هم ليسوا إلا أرقام عددية تحتاجهم متى ما شئت وتلفظهم متى ما شئت اليس كذلك؟، هل تريد أن تعود بالموصل الى الحكم العثماني البغيض الذي كان ولاته الشاذيين جنسياً في الأقاليم الغير تركية يأمرون جنودهم للخروج صباح كلّ يوم ومع الفجر لإقتناص مجموعة من المارّة من الذين يخرجون مبكراً للحصول على قوتهم فيختار الحاكم العثماني واحداً منهم للإعتداء عليه جنسياً وهذا موثق رسمياً بمذكرات الجاسوس البريطاني (لورنس العرب) عندما وقع ضحية هذا الفعل بسبب لبسه للزي العربي (العقال والغترة) الذي كان يموّه به شخصيته البريطانية فحسبه الحاكم العثماني عربياً فأعتدى عليه!!، هكذا أيها السيد أثير كان يعامل العثمانيون العرب المسلمين فكيف بالمكوّنات الأخرى الغير عربية والغير مسلمة!! ـ ـ ألا تذكر بان العثمانيون لا يزالون يكرهون العرب ويعتبرونهم مجرد (عربچه) لا قيمة لهم وأنهم السادة وبقية المكوّنات ومن ضمنهم العرب خدم لهم.
أن سبب تخلّف دول المنطقة وعدم مواكبتها للثورة الصناعية التي إنطلقت من أوربا (في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر) كان بسبب الإحتلال العثماني لتلك الدول لأكثر من خمسمئة سنة، وأتحداك إذا أعطيتني مشروع واحد في الدول التي كانت تحت الحكم العثماني البغيض بناها المحتل لخدمة الشعوب التي إحتلّها بأسم الدين، لابل لم يكن هنالك أي مشروع إنمائي مطلقاً، فكل الذي حصلت عليه الشعوب المنكوبة بالإحتلال العثماني هو فقدانها لأبناءها الذين ساقهم العثمانيون للقتال نيابة عنهم مع سرقة خيراتهم وجمع الضرائب التي أفقرت حتى الطبقات الميسورة منهم.
فالمسيحيون وغيرهم من المكونات الأخرى عراقيون أصيلون يعطون الأولوية لإنتمائهم الوطني وهم ليس من حصة أحد لا الأتراك ولا الأكراد، أرضهم وقبلتهم تبدأ من زاخو شمالاً وتنتهي بالفاو جنوباً، يتعفرون وضوءاً بتراب الموصل والبصرة ودهوك والرمادي، وكل ذرة من ذرات هذه المدن عزيزة عليهم كعزّة أبنائهم، كما وأن لهم ديموغرافيتهم التاريخية في المناطق التي يتواجدون عليها في سهل نينوى لن تكون في أي حالٍ من الأحوال تابعة لأحد غير سلطة المركز للدولة العراقية الموحدة بعاصمتها بغداد، وقسماً لو سمعنا مرّة أخرى مثل هذه الأقوال من أفواه الإنفصاليين أمثالكم لشحذنا أقلامنا وكل أدواتنا الممكنة للوقوف ضد مخططاتكم، وحيثُ يُعاب عليك وعلى عائلتك ان تقتنص الفرص وتلعب على أوتار الطائفية التي لم يوجدها غير أمثالكم من الطائفيين السياسيين من مختلف المذاهب والأديان ولمنفعة شخصية باتت معروفة لكل أبناء الشعب العراقي المتحد بأطيافه وأديانه ومذاهبه.
أملنا كبير بأهل الموصل النجباء عرباً وكرداً ومسيحيون وأيزيديون وشبك وغيرهم لوأد هذا الإستفتاء في مهده، وكما هو أملنا في أهلنا في البصرة والرمادي وكردستان وكل المدن العراقية لرفض الإنفصال أو تشجيع تشكيل الأقاليم، فالعراق واحد موحد لا يقبل التجزئة على أثنين.