23 ديسمبر، 2024 5:26 م

إتخذوا القرار قبل الهلاك .. لم تعد الأسرار أسرارا

إتخذوا القرار قبل الهلاك .. لم تعد الأسرار أسرارا

إن ما يثير الأستنكار والأستهجان معا : عبادة البشر للبشر وتقديسهم ، كما يحصل عندنا في العراق ، بنحو مذل ومهين لمن يسلكون هذا السلوك المحتقر للذات .. خاصة حين يصدر عن أناس أسوياء يتمتعون بصحة وعافية وبدرجة من العلم لايستهان بها ، فتجد منهم الطبيب والمهندس والعالم النووي والأستاذ الجامعي يركعون راضين و مؤلهين إنسانا يأكل الطعام ويشرب السوائل ويحمل كل المواصفات التي يعرف بها البشر. في حين يمكن لنا أن نرفع الحرج عن أبائنا كونهم أجيال تربت بشكل صارم على تمجيد وتقديس ( رجال الدين ) على هذا النحو الذي ليس من الدين في شئ ، إلا أنه صار أمرا ( مقبولا ) في سياق تربيتهم وظروف نشأتهم وما رافقها من جهل وتخلف وقلة معرفة وأمية قاتلة أتت على عقولهم فجعلتهم رهن تلك المعتقدات السخيفة .
ولست أدري من أين يستمد هؤلاء (القداسة) التي تجعل منهم (إلها) تجب طاعته بشكل مطلق غير قابل للنقاش ، فأن كانت قد جاءت من دراسة العلم فهذا أمر خاطئ ، لأن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أعلم رجل على سطح الأرض لم يثبت أن صحابته وأقربائه قد رفعوه على هذا النحو الذي يرفعون (علماء ) هذا الزمان ، أما إذا كانت نتيجة قرابــــــة من الرسول الأعظم فهو أمر غير دقيق ، فالقرابة لاتعطي الحق بتقديس الأقرباء ورفعهم فوق درجة البشر بسبعين درجة والدليل إن أبا لهب ، وهو عم الرسول الأعظم ، لن تنفعه قرابته بالخلاص من (نار ذات لهب ) أعدها الله له وبلغها لنبيه الأكرم عبر سورة في القرآن العظيم أستمر على قرائتها بمحض أرادته رغم أنها نزلت تجريما لعمه الحقيقي !
ووعيدا بعذاب أبدي مع زوجته ( أم جميل ) .. وهناك قرابات لم تنفع أصحابها رغم انهم آباء وأبناء لأنبياء بعثهم الله سبحانه رحمة لقومهم كوالد سيدنا أبراهيم وولد سيدنا نوح عليهما السلام . فلا يمكننا أن نحسب هؤلاء أشرافا بذا المعنى ( الفطير ) الذي يحسب فيه ( شرف ) من ألتصق زورا بنسب الرسول الأعظم أو بدفع مبلغ من المال لبعض النسابة الكذابين ليقوموا بدرج الأدعياء بشجرة النسب المحمدي ! . فالشرف مواقف ومبادئ وأخلاق . وعندي من الأسرار والحكايات ما يندى لها جبين الشرفاء الحقيقيين سأوردها لحضراتكم لاحقا كي تصدروا الأحكام بصدد ما سيرد فيها من معلومات لاتسر صديقا ولا عدوا ، لكن ليس الآن فالوقت غير مناسب لنشر مثل هذه الأسرار لأن نشرها الآن سيسبب لنا مشاكلا نحن في غنى عنها في هذا الظرف الذي يمر به الوطن على الأقل وننتظر لحين إنجلاء الغمة حينئذ سأبدأ بأطلاق نيران القلم فوق رؤوس الأفاقين والدجالين والمزورين الذين صدعوا رؤوسنا بتقواهم الزائفـــــة وورعهم المصطنع . إذن مالذي يجعلنا ( نقدس ) بشرا جل تاريخهم يحفل بالذل المهين الذي يجعلهم في مصاف عملاء الأجنبي وخدامه الأذلاء ، وهذا أمر مناف للعقيدة والأخلاق ، وبالتالي ينفي عنهم كل القداسات الزائفة لانهم ببساطة شديدة لايستحقون هذا التبجيل ، بل كان ينبغي أن يعاملوا كجراثيم يتحصنون منها بلقاح العلم والوعي ولا يسمحوا لهم بالعيش بـيـن ظهرانيهم على هذا النحو من التبجيل الذي لامبرر له . وإلى دعاة الديمقراطية أقول : لن تقوم ديمقراطية سوية في بلد ما زال الناس يسامون فيها كالأنعام بأسم الدين ، ولا إرادة لهم في التعبير عن تطلعاتهم وآمالهم إلا عبر هذه المخلوقات الصماء التي تحتكر خيرات البلاد والعباد وتطمح وحدها بخيرات السـمـاء ، إذن لن تنصلح أحـوال العراق ، وتـستـقـر الأمور فيه إلا إذا حـررنا أنفسنا من هـذه الكائنات الماصـة لدماء الشعب بأسم الدين تارة ، وبأسم السياسة تارة أخرى ؛ ذلك أنه يصعب التحرير عـبـر بشر لاإرادة لهم ومـا زالــوا يمارسون عبادة البشر بل يورثون أبناءهم وأحفادهم ذات الممارسات المعيبة والمشينة ، ولـن يكون هنـاك خير يرتجى مادام البعض يطلب الثأر من ماض تولى دون أن يطلبوه لأنفسهم من الذين يسومونهم سوء العذاب اليومي ويقتلون أبناءهم ويستحيون نساءهم ، وما داموا مطية خانعة لولي أحمق وتافه يتربع على جهلهم وغبائهم لينعم بما لذ وطاب من خلال ( شفط ) خيراتهم يوميا دون أن يقف بوجهه أحد من ( طلاب الثأر ) …. إستفيقوا يا طلاب الثأر ، تنبهوا يادعاة الطائفية فما زال في الأفق متسع يحول دون خراب عكا فإن لم تحسنوا الصنع ستلقون بأنفسكم – قبل غيركم – وسط حفرة من النار ليس لكم طاقة في النجاة منها …