18 ديسمبر، 2024 11:38 م

إتجاه دولي للإبتعاد عن النظام الايراني

إتجاه دولي للإبتعاد عن النظام الايراني

على مر قرابة 4 عقود، سعى المجتمع الدولي وعبر طرق ووسائل مختلفة من أجل ثني نظامالجمهورية الاسلامية الايرانية عن سياساته المتطرفة ذات البعد العدواني، وعلى الرغم من أن ظاهر السياسة الدولية التي تم إتباعها مع النظام قد قامت على أساس التعويل على عاملين؛ الاول،التفاوض مع هذا النظام والسعي من خلاله لتحقيق نتاج إيجابية يمکن أن تحد من خطورة التهديدات التي يمثلها هذا النظام والثاني، انتظار التغيير من داخل النظام وذلك بالتعويل على مايسمى بالجناح الاصاحي، ولکن لم يتمکن المجتمع الدولي من تحقيق أية نتيجة.

الاغرب من کل شئ والذي يمکن أيضا إعتباره مثيرا للسخرية، ان النظام الذي يعتبر بنفسه المصدر الاساسي لتصدير الارهاب والتطرف الديني في المنطقة، يقوم وبعد أن يتسبب في إختلاق مشاکل لها علاقة بالتطرف الديني والارهاب، بطرح نفسه کعامل للتهدئة ويزعم بأنه يعمل من أجل إستتباب السلام والامن والاستقرار في المنطقة ويقف ضد التدخلات الخارجية وکأن مايفعله في العراق ولبنان وسوريا واليمن لاعلاقة لها بالتدخلات، لکن الذي يثير السخرية هو إنه ليس لحد الان من تحرك دولي من أجل إيقاف هذا النظام عند حده ومنعه من العبث بالامن والاستقرار في المنطقة بل وحتى إنه جعل من تدخلاته في بلدان المنطقة ورقة للمناورة والمساومة على طاولة المفاوضات مع الدول الغربية.

کل الذي قبضه المجتمع الدولي من وراء سياساته أعلاه مع النظام الايراني لم يکن سوى مجموعة وعود ضبابية وإتفاقيات يفسرها النظام وفق مزاجه وهواه ويلتزم بها بالطريقة التي تناسبه، ولايزال هذا النظام يراوغ ويلعب على أکثر من حبل في موضوعي برامج صواريخه الباليستية وتدخلاته في المنطقة، مثلما إنه يسخر من مطالبته بتحسين أوضاع حقوق الانسان في إيران ويتمادى فيها الى أبعد حد ممکن، من هنا، فإن التعويل على قضية الحوار مع هذا النظام وإنتظار أن ينجم ذلك عن نتيجة مرضية ومفيدة إنما هو أمر في غير محله تماما، خصوصا وإن إنتفاضة نوفمبر/تشرين الثاني، قد أثبتت بمنتهى الوضوح أن هذا النظام لايمکن إصلاحه وإن مزاعم الاعتدال التي يدعيها هي کذب مفضوح وإن الشعب المنتفض الذي هتف الموت لخامنئي والموت لروحاني، الى جانب إن إستمرار الرفض والمواجهة ضد النظام من خلال تأسيس معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة والنشاطات التي تمارسها کل منهما قد أکد للعالم من إنه لافرق بين خامنئي وروحاني فهما وجهان للعملة نفسها، وإن الحل الوحيد يکمن في إسقاط النظام فقط وإحلال البديل المناسب محله والذي يتجسد في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي أثبت دوره وجدارته وکفائته على صعيد داخل إيران والمنطقة والعالم، خصوصا بعد القرار الاخير الذي صدر عن الکونغرس الامريکي والذي أکد إعترافه ودعمه للمعارضة الايرانية المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والتي کان لها شرف قيادة نضال الشعب الايراني منذ 20 حزيران 1981.

الرهان على البديل هو الحل الوحيد الملائم والمناسب للمعضلة الايرانية وتجنيب المنطقة والعالم کل الاثار والتداعيات السيئة لإستمرار النظام الايراني خصوصا وإنه إضافة للانتفاضة الرافضة للنظام والمؤيدة للمقاومة الايرانية  التي مازالت مستمرة، فقد إندلعت إنتفاضة في العراق ولبنان وکلاهما في خطهما العام ضد النظام الايراني الذي صارت قضية إسقاطه أکثر من ضرورية ويبدو إن المجتمع الدولي يتجه رويدا رويدا بهذا السياق خصوصا مع إشتداد الضغوطات الدولية المختلفة ليس على النظام الايراني فقط بل وحتى على أذرعه أيضا کما نرى في العراق ولبنان وسوريا مع الاتجاه أيضا الى دعم ومساندة نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والنظر والتعامل مع المقاومة الايرانية بمثابة البديل المنتظر والمرجو للنظام.