لمْ يُثِر استغرابي ” وربما غيري ايضا ” كلّ ما تمّ نشره عن مداخلات القاء القبض على الجاسوسة الإسرائيلية ” باراس ” في أحد فنادق محافظة النجف الأشرف من قِبل الأستخبارات العراقية , والتي كانت تنتحل صفة صحفية امريكية , واظن أنْ معظم الناس قد إطّلعتْ على اخبار ضغوط السفارة الأمريكية على قاضي التحقيق ثم على وزير الداخلية حتى إضطرّا للإفراج عنها تحت ذريعة أنّ قانون سلطة الإئتلاف ” الأحتلال ” منعَ والغى اعتقال وإنزال العقاب القانوني بالجواسيس .آخر المعلومات التفصيلية عن < الجاسوسة – الصحفية ! > تشير أنَّ أسمها الكامل : – باراس تمر افيفاتأريخ ولادتها : 24 6 1986مكان الولادة : تل ابيبرقم الهوية : 026009518رقم الجواز الأسرائيلي : 21488124تأريخ الإصدار : 26 3 2014تأريخ الإنتهاء : 25 3 2024 ولغاية الآن فنحنُ لمْ نأتِ بجديد .! إنما لكي نعودُ من جديد الى ما هو جديد ! , فأنّ ضغوط السفارة الأمريكية على القضاء العراقي حول القانون المتعلّق بالجواسيس , فهو اعتراف ضمني ومباشر بأنّ المدعوّة ” باراس ” هي جاسوسة بالفعل , ثمّ لماذا تستميت السفارة في الدفاع عن جاسوسة غير امريكية .! ثمَّ ايضا ومن زاويةٍ اخرى < وهو من العجب العجاب ! > لماذا لم تلغِ الحكومات العراقية ورؤساء وزرائها هذا القانون منذ عودة السيادة ” المفترضة ” ولغاية الآن .؟وعلى الرغمِ أنَّ اجهزة الأمن العراقية لمْ تعلن ” في الإعلام ” عن كيفية عثورها على التفاصيل الدقيقة في جواز سفر الجاسوسة , وهل كان الجواز بمعيّتها او كانت معلومات وتفاصيل الجواز محفوظةً في حاسوبها او في جهاز ” الموبايل والى ما في ذلك . لكنّ الإبهام المُحيّر الذي يثير الدهشة والإستغراب هو لماذا تقوم هذه الجاسوسة او ايّ جاسوسٍ آخر ينتحل جنسيةَ دولةٍ اخرى , ويحتفظ معه بالمعلومات الذي تثبت جنسيته وبلده الأصلي .! ولا يمكن الإفتراض بأيّ شكلٍ من الأشكال بأنّ جهاز الموساد الأسرائيلي ولا مخابرات دولة متخلفة لأن تقع في هذا الخطأ القاتل .! , وهذا الأمر المبهم يفرزُ إبهاماً آخراً ومُؤدّاه أنْ كيف علمت السفارة الأمريكية بالقاء القبض على هذه الجاسوسة من قِبل الأستخبارات العسكرية العراقية .! وهل كانت معها وسيلة إتّصالٍ فوريةٍ بالسفارة في لحظة اعتقالها .! أمْ أنّ < طرفاً > آخراً كان يؤمّن المراقبة والتحرّك لهذه الضابط الأسرائيلية .؟ , كما أنّ هذا الذي وكأنّه من الألغاز السخيفة فأنما يدفع بقوّة للقولِ والتساؤل عن ” الشخص المجهول ” الذي كان يرشد الصحفية – الجاسوسة عن الطُرُق والأمكنة والإتجاهات في مدينة النجف , ومن المفروض أن يكون مترجماً لها ايضاً .! وهذا ” الشخص ” هو الحلقة الأشدّ غموضاً من المرأة الأسرائيلية , ولمْ يُشار له في المعلومات التي نشرتها الأستخبارات العراقية , والتي وقعت في احراجٍ كبير إثر التدخّل الأمريكي السافر والعاجل .!إنَّ ما جرى نشره واعلانه من قبل الأجهزة الأمنيّة حول هذه الحادثة , فنجدهُ في ” الإعلام ” شحيحٌ للغاية وأكثر من اللازم , لكننا ايضا نتفهّم وندرك ما أدّى وقادَ الى ذلك .! ومنْ زاويةٍ مغايرةٍ اخرى ” وخارج نطاق عام الجاسوسية ” , فلو كان في العراق وزارةُ إعلامٍ والتي من مهامها متابعة شؤون الصحفيين العرب والاجانب , لما كان لهذه الطريقة في التجسس أن تحدث ! إذ غدت من الطرق البدائية التي عفا عنها الزمن , بالرغم من عدم معرفة الكيفية ” السريعة ” التي كشفت بها الأستخبارات لهذه الجاسوسة .! , وهذا ما يفتح باب الإفتراض أنّ حوادثَ اخرى قد وقعتْ ولمْ يجرِ كشفها سواءً في النجف الأشرف او سواها .!