19 ديسمبر، 2024 1:07 م

إبليس يُقِرُّ بالحقيقة وشياطين الإنس لا يُقِرّون!!!

إبليس يُقِرُّ بالحقيقة وشياطين الإنس لا يُقِرّون!!!

العناد والمكابرة والتعصب صفات متداخلة في الأسباب والأعراض والنتائج ، تصاب بها الشخصية النفعية الأنانية التي لا تفكر إلا في “الأنا” ، في المصالح الشخصية والوجاهة والموقع والكرسي وغيرها ، و منشئُها تارة يكون عقلي ناتج عن الجهل وغياب وانعدام العلم والمنطق والفكر والمعلومات والمعارف التي توصل إلى الحقيقة ، وتارة يكون نفسي ناتج عن نزعة عدوانية وتمرد ينطلق من دوافع نفسية ، ويرى علماء النفس أن مثل هذه الشخصية لا تمتلك الرؤية الثاقبة والقراءة الدقيقة ، الأمر الذي يؤدي بها إلى اتخاذ قرارات متسرعة غير مدروسة ومواقف خاطئة تتمخض عن نتائج وحلول فاشلة ، كما أنها لا تُقِرَّ ولا تُذعن للحق والحقيقة مهما كانت قوة ومتانة ووضوح الحجج والأدلة والبراهين التي تُطرح عليها ، فتُجَنِّد كل قواها لمقاومة الحق وجحود الحقيقة وتُصِرُّ على التمادي بالإثم والغي والعدوان على المنطق والعقل والعلم والحكمة .
لقد عانى الأنبياء والمرسلون والأمة والأولياء والصالحون والعلماء العاملون وقادة الحركات الإصلاحية من العناد والتعصب الذي يسيطر على شياطين الإنس وعدم إذعانهم للحق ، فنصبوا العداء والمناوئة والحرب .
هذه الظاهرة السيئة باتت واضحة وجلية في الوسط الديني الذي يفترض أن يكون نزيها من تلك الأمراض ، فما من مرجعية أو قضية تطرح في الساحة مدعومة بالأدلة والبراهين الساطعة إلا وتم نكرانها وجحودها فضلا عن شن الحرب عليها وقمعها بالرغم من أرجحيتها ، إن لم نقل بعدم صحة المقارنة ، وخير شاهد هو ما تعرض له الشهيدين الصدرين والمرجع الصرخي الحسني من حرب شعواء ، والمفروض أن الساحة مفتوحة للجميع ومن حق المرجع أن يطرح مرجعيته ، والأحقية تكون لمن يمتلك الدليل والأثر العلمي ، إلا أن الخوف على المصالح الشخصية والمناصب والواجهة هو الذي يُعَمِّق ويُرَكِّز العناد وإنكار الحق وجحود الحقيقية لأن اعترافهم بأحقية الغير يعني فقدان مكاسبهم ومواقعهم ومصالحهم ولقد كان لهذا المرض الفتاك المسيطر على الرموز الدينية والسياسية ومواقفها وقراراتها مع إلغاء وإقصاء بل قمع الأخر الأثر الكارثي الذي ادخل البلاد والعباد في متاهات وأزمات ومهالك ومحرقة لا تبقي ولا تذر…..
لقد تناول المرجع الصرخي هذه الظاهرة الخطيرة في محاضرته السابعة والعشرون ضمن سلسلة محاضرات “تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي” ، مشيرا إلى أن الشيطان أذعن واعترف بالحق والحقيقة في ، على عكس ما يفعله شياطين الإنس الذين يعاندون ولا يذعنون للحق ولا يقرون به ، جاء ذلك خلال مناقشته للرواية التي تتحدث عن الحوار الذي جرى بين نبي الله موسى ، والشيطان الرجيم ، وكان مما ورد فيها : ((…ولقي إبليس موسى فقال: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وكلمك تكليماً…)) ،حيث قال سماحته :
((…هذا إقرار من إبليس بنبوة موسى “عليه السلام ” وكم من شياطين الإنس لا يقرون بنبوة الأنبياء، لا يقرون بإمامة الأئمة ، لا يقرون بأحقية الصالحين ، والأولياء الصالحين وأهل العلم والعاملين…))
وختاما نقول : المفارقة العجيبة أن هؤلاء يطيعون الشيطان ويسيرون على منهجه إلا في هذه الخصلة..!!!.
المقطع الفيديوي
https://www.youtube.com/watch?v=DHJF…ature=youtu.be

أحدث المقالات

أحدث المقالات