23 ديسمبر، 2024 5:48 ص

إبليس يتحدى إدريس؟!

إبليس يتحدى إدريس؟!

إدريس طالب جامعي، أنه صديق عزيز لنا، وهو إنسان كوردي نبيل، ومواطن كوردستاني شهم، لقد بعث لي البارحة رسالة الكترونية طلب مني أن أكتب رداً على شخص لا أعرفه، يزعم أن هناك مؤرخ بريطاني متخصص بتاريخ العراق السياسي ألقى محاضرة في جامعة أكسفورد البريطانية نفى فيها وجود أي شيء كوردي! لم ولن يوجد في التاريخ شعب كوردي ولا لغة كوردية ولا زي باسم الزي الكوردي الخ. كي لا أرهق القارئ الكريم في المقدمة وبهذا الشخص الذي سميته في عنوان المقال إبليس وما زعمه، سأنشر كالعادة نص الرسالة التي بعثها لي صديقي العزيز كاك إدريس وأرد عليه وأوضح له وللقارئ الكريم كل تخرصاته فقرة بعد أخرى، وربما في بعض الجزئيات سأرد عليه وعلى ذلك الأستاذ الأكسفوردي الذي نسب له الشخص الذي بعث الرسالة إلى كاك إدريس كلمة بعد أخرى. عزيزي القارئ، عند بحثي في النيت وجدت أنه موضوع قديم نشر في بعض المواقع اللكترونية قبل عدة أعوام. حتى أن المفكر العربي أ.د. (سيار الجميل) كذّب هذا المنشور جملة وتفصيلا، وقال في مقال له بعنوان: كفى تدليساً وإساءة لسمعة، المؤرخ جارلس تريب يكذّب ما جرى تداوله بالعربية!. يقول دكتور سيار في مقاله: إن المؤرخ البريطاني صديقه واتصل به وكذب ما نسب له. بما أن صاحب الشأن، الذي هو الدكتور (تشالز تريب) كذب ما نسب إليه على لسان المفكر الدكتور (سيار الجميل) جملة وتفصيلا. لكن بما أني قومي كوردي وأتصدى لكل شائنة تبث هنا وهناك ضد شعبي الكوردي ووطني كوردستان سأرد على من تبنى هذه الفبركة في عدة وريقات وأفضح فيها هؤلاء الأقزام أن كانوا نصارى أو غيرهم ممن لا يحترم ذاته ولا يحترم قلمه.
يقول صاحب الرسالة الركيكة: استاذ إدريس هذه هي الحقيقة اذا كنت تقول غير ذلك عليك بجلب ادلة تثبت كلامك للمؤرخ البريطاني (تشارلس تريب) المتخصص بتاريخ العراق السياسي محاضرة قد القاها في جامعة اكسفورد البريطانية العريقة نافيا فيها بأن هناك عرق كردي وان القومية مستحدثة لصقت بكلمة الكردية اواخر القرن التاسع عشر.
ردنا عليه وعلى من تبنى هذه الهرطقة السوقية. لكن قبل أن أدخل في صلب الموضوع، أود أن أقول أنني بحثت في صفحات الانترنيت عن هذا النصراني الدعي لقد وجدت أن هناك شخصاً آخراً باسم “حامد زامل عيسى” لا أدري أنه اسم مستعار أم اسمه الحقيقي تبنى هذه الهرطقة ونشرها كمقال في إحدى مواقع النيت. على أية حال، أن ردنا سيكون على كل هؤلاء ومن يتبنى كلامهم السخيف. عزيزي القارئ اللبيب، أنا لم أغير أية كلمة من كلمات الرسالة التي بعثها ذلك الإبليس الذي لا يجيد اللغة العربية بصورة سليمة سأنشرها في سياق هذا الرد فقرة بعد أخرى مع كل أخطائها الإملائية. لقد زعم الذي تحدى إدريس أن الأستاذ البريطاني متخصص بتاريخ العراق السياسي. طيب ما علاقة تاريخ العراق بتاريخ كوردستان؟؟. عزيزي المتابع، بما أن أستاذ تشالز شخص أكاديمي لم يقبل بهذه الهرطقة وقال في كلامه مع الدكتور (سيار الجميل): لم يعط مثل هذه المحاضرة في أي مكان من العالم! وقال أيضاً: لم أقدم قط أية محاضرة في أكسفورد أو في أي مكان آخر عن الأكراد، لأنني لم أعمل أبدا على تاريخ كردستان، وليس لي اطلاع كاف على المنطقة الكردية نفسها. انتهى كلام الأستاذ تشالز في هذه الجزئية. حقيقة لا أدري ماذا يقول الآن مع نفسه من تبنى هذه الكذبة المفضوحة؟ لكن الذي لا حياء له ويساوم على شرفه وناموسه لا يهمه لا هذه الكذبة ولا أكبر منها. ثم حتى الإنسان الأمي إذا تقرأ له بأن اسم الكورد لصق بالشعب الكوردي أواخر قرن التاسع عشر لا يقبله منك، بلا شك سيستهزئ بك، لأنه لابد وان مر على مسمعه يوماً ما أن الكورد ذكروا في ألواح سومر، أن الكورد ذكروا في التلمود البابلي في ترجمة “اونكلوس” حيث ورد اسم الأكراد بلفظ عبري عدة مرات: كردو، كردوييم،كردينا، وتم العثور على الكورد أيضاً على قبر (شلمنسر) الملك الآشوري. وذكر اسم الكورد في صفحات التاريخ مرات كثيرة لا تعد ولا تحصى. لمن يريد الزيادة فليراجع مقالاتنا العديدة المنشورة في المواقع المتعددة على النيت. إن هؤلاء يريدون أن يلصقوا ما هم فيه بالكورد، لا يخفى على أحد أن المخابرات البريطانية أحدث اسم آشور لهؤلاء النساطرة. كنا قد نشرنا نصاً من التوراة عن لسان النبي ناحوم أن الآشوريين انتهوا عام 612 ق.م. نهائياً من الوجود. من يشكك بكلامنا يراجع التوراة سفر النبي ناحوم. أو يراجع غالبية مؤرخي العرب والعالم الذي ينفون نفياً قطعياً أن تكون النساطرة امتداد للآشوريين.
يزعم صاحب الرسالة في جزئية أخرى في تدليسه: فأحدث بذلك جدلا واسعا بين النخب المثقفة والمتخصصة بالتاريخ هذه المحاضرة مستلة من مخطوطه له بهذا الموضوع التي يزمع طباعته مطلع العام المقبل مستندا فيها على اثار ووقائع تاريخية لا تقبل الدحض والتي تعتبر الكرد فرع من اصل فارسي وقد اشارت الموسوعة البريطانية الى ذلك بأستفاضة بالامكان الرجوع اليها.
ردنا على تدليسه الثاني: أين هذا الجدل الذي أحدثه بين النخب المثقفة وأصحاب الاختصاص بالتاريخ بينوا لنا واحدة منها أن استطعتم؟! ثم زعم أنه هذه الجزئية مستلة من كتاب يزمع طباعته مطلع العام المقبل الخ. عجبي، حتى لا تعرفوا أن تسطروا الكذب على أصوله بطريقة لا تصبحوا مادة للسخرية؟؟ ها قد مر عدة أعوام على تلفيقكم أين الكتاب الذي زعمتم أنه سيطبع في العام المقبل؟؟!!. عن السطر الأخير أتحداكم أنتم والموسوعة المذكورة وكنيستكم الشرقية أن استطعتم تؤكدوا هذا الكذب الفاضح بأن الكورد فرع من أصل فارسي بدليل واحد علمي ومنطقي وهو كما ذكرت لكم أن الكورد ذكروا أيام سومر ومع النبي إبراهيم وقبل النبي نوح، هاتوا لنا وثيقة واحدة تذكر وجود الفرس في هذه التواريخ التي ذكر فيها الكورد سنقبلها منكم بدون نقاش؟؟ لأني أعلم علم اليقين ستتعبوا ولن تجدوا مثل هذه الوثيقة لو بحثتم أعواماً وعقودا وعندها ستعلمون، أن الفرس من الكورد وليس العكس، لأن الكورد وجدوا في التاريخ قبل الفرس بزمن طويل يصعب تحديده بالأرقام. قد لا تفهمون مضمون الكلام أعلاه، نقول لذلك المدلس الشيطان: كيف الكورد فرع من الفرس وهم مذكورون في كتب التاريخ قبل أن يولد الفرس ويظهروا على مسرح التاريخ بزمن طويل؟؟.
وفي أكذوبة أخرى يزعم إبليس: كما تطرق فيها الى كل شي يتعلق ومن جملة ماتعرض له على سبيل المثال هو موضوع اللغة حيث نفى ان تكون للكرد لغة انما هي جزء من مجموعة اللهجات الخاصة باللغة الفارسية الام والدليل انهم (اي الكورد )لا يستطيعون التفاهم فيما بينهم الا بصعوبة بالغة وانقسام ذلك يتبدى واضحا بين مختلف المناطق كما اكد بأن لديه اكثر من مئة دليل ودليل على ذلك وفي معرض رده على سؤال كيف يتفاهمون أذن؟ أجاب:مازحا بلغة الاشارة ثم استطرد قائلا هناك الكثير الكثير من الادلة القاطعة والتي لا تقبل الشك فيما ذهبت اليه ولكني لا استطيع ان ابوح اكثر من هذا كي لا افسد او احرق ما بين دفتي الكتاب قبل ان يطبع ولكن سأكتفي بدليل لاشبع فضولكم (ان الاكراد ابناء كيخسرو وهو شخصية فارسية) وقد شاطرني فيما ذهبت اليه المؤرخ الكبير (توينبي) ابو التاريخ الحديث.
ردنا عليه: يظهر أن المدلس لا يعلم أي شيء لا عن اللغة الكوردية ولا على اللغة الفارسية. يا هذا، أن الفرس أنفسهم لم يقولوا أن اللغة الكوردية فرع من الفارسية. ثم هناك حروفأ كوردية لا تجدها في اللغة الفارسية كحرف الڤي “V” وأيضاً كلمات ليس لها وجود في اللغة الفارسية ككلمة “خاس” الخ. ثم أن الفارسية اقتبست أكثر من 40% من العربية هل تجد مثل هذه النسبة في اللغة الكوردية؟. ثم في بعض محافظات شرق كوردستان سمحت السلطات الإيرانية بتدريس اللغة الكوردية بهذا الاسم وليس كأنها لهجة من لهجات الفارسية؟ كيف بدولة تسمح أن تدرس إحدى لهجاتها باسم لغة أن لم تكن هذه لغة قائمة بذاتها؟؟. وفيما يتعلق الأمر بتعدد اللهجات الكوردية فهذا شيء طبيعي الكورد أمة كبيرة ووطنها كوردستان مترامية الأطراف فلذا تجد فيها لهجات مختلفة مثل العرب والأتراك وغيرهما، هل أن المغربي يستطيع أن يتفاهم مع السوري؟ أو العراقي مع الموريتاني؟ بالطبع لا، إلا من خلال اللغة الفصحى. لقد رأيت رئيس جمهورية الأتراك حين يلتقي برئيس جمهورية من أتراك آسيا الوسطى يأتون بمترجم؟. يا هذا، فيما يخص الكورد تستطيع أن تقول ليس للكورد لغة موحدة ومثل هذه اللغة تبتكر ابتكاراً من قبل السلطة السياسية، بما أن الكورد واقعون تحت نير الاحتلال البغيض لذا لم يفلحوا بابتكار مثل هذه اللغة الموحدة، لكنهم يتفاهمون جيداً فيما بينهم لا يجدون صعوبة، حيث أن السوراني يفهم على البهديناني والفيلي على السوراني الخ. دعني أضع أمامكم نموذجا وهو أنا كوردي فيلي عشت معظم حياتي في بغداد لم أعش لا في السليمانية ولا أربيل ولا دهوك ولا كركوك لكني أفهم السوراني جيداً ولي عشرات المقالات باللهجة السورانية باسم “محەمەد مەندەلاوی”. للعلم، ربما تجد الكوردي السوراني حين يكتب مقالاً يتغلب على كتابته العديد من الكلمات العربية لكني أتحدى أن تجد في مقالاتي باللغة الكوردية مفردات عربية إلا ما ندر، أليس هذا دليل على أن الكورد أمة واحدة لا يصعب على أبنائهم التحدث والكتابة بأية لهجة من لهجاتها؟. في الجزئية أعلاه نسبوا لتشالز أنه قال لا أبوح بالكثير حتى لا يفسد بين دفتي الكتاب. بعد مرور عدة أعوام أين هذا الكتاب يا أوغاد؟. للعلم، توجد في بريطانيا 128 لهجة إنجليزية، هذا ليس بكلامي بل هو كلام عالم الاجتماع الراحل (فالح عبد الجبار) قاله في محاضرة له في قاعة اتحاد أدباء وكتاب العراق. التي كانت بعنوان: بناء أو تفكك العراق في إطار نظريات سوسيولوجيا القوميات والأمم. أضف بجانب هذه اللهجات هناك لغات غير إنجليزية دارجة في بريطانيا، كالاسكتلندية، والويلزية، وجيلكية اسكتلندية، وإيرلندية. ثم يزعم إبليس: أن الأكراد أبناء كيخسرو وهو شخصية فارسية. هنا نتساءل: من قال أن كيخسرو شخصية فارسية؟. نطلب ممن يتبنى من هذه الأفكار المريضة أن يقول لنا ما معنى كيخسرو؟ هل هو اسم أم صفة، هل هو مركب أم مفرد؟. للعلم أني شرحت هذا في مقال سابق. قبل أن أختم هذه الجزئية أقول لهذا الدعي: راجع مقالنا السابق الذي بعنوان: علي الثويني التائه بين التأثيرات اللسانية وعقدة الخواجة حلقة 5 من 9. ستجد في هذه الحلقة أني ذكرت مخطوطة (شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام) الذي ورد ذكره في أقدم ببلوجرافيا عربية وهو كتاب الفهرس (لابن النديم) من القرن الحادي عشر الميلادي. الذي قال عن المخطوطة المذكورة أعلاه لـ(أبو أحمد بن علي) المعروف (بابن وحشية)أنه عالم لغوي، عاش في القرن الثالث الهجري أي قبل أكثر من أحد عشر قرناً، تناول في كتابه (89) من اللغات القديمة وكتابتها ومقارنتها باللغة العربية، و ضمنها اللغة الكوردية والهيروغليفية وأشار فيها إلى اللغة الكوردية، جاء هذا الكلام لـ (ابن وحشية) في الباب السابع والأخير في كتابه المذكور ص (165) طبع دار الفكر يقول: في ذكر أقلام الملوك التي تقدمت من ملوك السريان والهرامسة والفراعنة والكنعانيين والكلدانيين والنبط والأكراد والكسدانيين والفرس والقبط. انتهى كلام ابن وحشية. كما بينا أعلاه أن هذا الكلام ورد في كتاب قبل 1000 سنة يتكلم عن اللغة الكوردية وليست لهجة؟ ثم أنه ذكر بجانب اللغة الكوردية اللغة الفارسية؟؟؟ كيف الكوردية لهجة فارسية وتتقدم على اللغة الفارسية؟؟. وفي العصر الحديث تحديداً عام 2008 نشرت مجلة فرنسية في عددها (355) اسمها

المجلة الفرنسية (Le Françaıs dans le mond) وهي مختصة باللغات اختارت في الدراسة علمية اللغة الكوردية ضمن (88) لغة في العالم، وفقاً لهذه الدراسة العلمية وضعت اللغة الكوردية ضمن هذه اللغات الحية، والتي حصلت فيها اللغة الإنجليزية على المرتبة الأولى واللغة الفرنسية على المرتبة الثانية واللغة الإسبانية على المرتبة الثالثة واللغة الألمانية على المرتبة الرابعة، وجاءت اللغة الكوردية في المرتبة (31) ثم جاءت اللغة الفارسية بعدها بتسع نقاط، أي في المرتبة (40)، وجاءت اللغة الآذرية بعد اللغة الكوردية بستة عشر نقطة، حيث جاءت في المرتبة (47) واللغة البيلاروسية جاءت في المرتبة (32) و اللغة الرومانية جاءت في مرتبة (34) واللغة الهندية في المرتبة (37) واللغة البلغارية في المرتبة (39) واللغة الصربية في المرتبة (41) و اللغة الفيتنامية في المرتبة (54) واللغة الأزبكية في المرتبة (56) ولغة الپشتو الأفغانية في المرتبة (58) الخ. السؤال هنا كيف اللغة الكوردية فرع من اللغة الفارسية وتفوق عليها بتسع نقاط في دراسة أشرف عليها مختصون باللغات؟؟. للزيادة راجع مقالنا الذي بعنوان: اللغة الكوردية تتفوق على اللغة الفارسية. وجاء في تقرير لمؤسسة أكراد بلا حدود إن اللغات المسجلة لدى منظمة (اليونسكو) التابعة لأمم المتحدة هي 316 لغة، سجلت كل حسب قدمها وغناها.إن اللغة التركية جاءت ترتيبها 274، بينما اللغة الكردية ترتيبها رقم 80. أي أنها تتقدم على اللغة التركية بـ194 درجة. الذي نقوله لإبليس، هل أن منظمة “يونسكو” لا تعرف أن تفرق بين لهجة ولغة أن كانت الكوردية لهجة؟؟. أدناه صورة اللائحة التي نشرتها المجلة الفرنسية المذكورة ممكن أن يراها القارئ بأم عينه:

يزعم إبليس في الجزئية التالية: وحتى لباسهم الذي يطلق عليه بالباس القومي هو في حقيقته مسروقا , فقد لبسوا الزي الشامي المعروف والذي لا يزال متمسكا به الفلاح الشامي في سوريا ولبنان وفلسطين وكذلك ماعرف خطا بالدبكة الكردية والصحيح هي الدبكة الفلسطينية اصلا.
ردي على التلفيق أعلاه: أنه يقصد بالباس الزي. لم يقل لنا هذا القحف متى سرق الكورد هذا اللباس من الفلاح الشامي؟ هناك تماثيل كوردية في عمق كوردستان للإنسان الكوردي عمرها يفوق 2000 عام وأكثر تجد الكوردي بزيه الذي يرتديه اليوم. ثم يا حمار، قبل أن تسيير قلمك للكذب والتدليس فكر قليلاً، كيف الشامي الذي يعيش في منطقة حارة يبتكر ملابس خاصة بالمنطقة الباردة؟؟ إلا تجد الشروال الكوردي كيف مغلق من تحت حتى لا يدخل فيه الهواء البارد؟ بينما الشامي يحتاج إلى هواء بارد كي يبرد جسده فلذا يكون زيه الشعبي مفتوح من التحت؟. وهكذا الكوفية يلفها الكوردي من أجل أن يحمي جبينه من البرد القارس؟. وهكذا يشد الشال لأن وطنه كوردستان أرضه جبلية تحتاج إلى إسناد الظهر، أين تجد هذا في الشام؟ حتى أن العرب قالوا عن كوردستان إقليم الجبال؟. بل أهم من هذا، أن هذا زي آري “هندوأوروبي” تجد الذين يشتركون مع الكورد في العرق بدءاً من السويد في أقصى الشمال الأوروبي مروراً بكل أوروبا وانتهاءً بإيران وأفغانستان والهند يرتدون الزي واحد شبيه لبعضها. بينما الشعوب السامية مثل العرب واليهود والطوائف المسيحية الخ يلبسون زي شبيه لبعضها وهو الكوفية والعقال والثوب الواسع. طبعاً هناك طوائف مسيحية في كوردستان هم كورد انتماء والبعض الآخر يقيمون في البلدان العربية وهم عرب، فلذا تجد هؤلاء يرتدون في كوردستان الزي الكوردي وفي البلدان العربية الزي العربي. ليس للمسيحيين زي خاص بهم؟؟. إما الزي الذي يرتديه بعض العرب في سوريا ولبنان وفلسطين أنهم أخذوها من الكورد إبان حكم الكورد لهم في تلك البلاد في عهد الناصر (صلاح الدين الأيوبي) قاهر الصليبيين النصارى. ثم يزعم إبليس: إن الدبكة الكوردية ليس للكورد أنها فلسطينية!!. حقيقة لا أعلم أن هؤلاء يعرفون لماذا ابتكر الكورد الدبكة اصلاً؟؟ أنها مثل الزي الكوردي الكوردي خاص بجغرافية كوردستان الجبلية وطقسها البارد حيث أن الكوردي يحتاج إلى نشاط بدني حتى يحمي جسده كي يتمكن من التحرك في تضاريس وطنه الجبلية، فلذا ابتكر هذه الدبكة لكنها أخذت طابع الفرح والسعادة، فعليه تجد الكورد نساءً ورجالا يمسكون أيادي بعضهم ويرقصون ورؤوسهم شامخة إلى العلا كشموخ جبالهم الشماء، لكن هناك بعض الدبكات خاصة بالرجال فقط، ثم ابتكر الكورد لها قواعد وأصول ولكل دبكة اسم خاص بها وتنقسم في أصولها إلى ثلاثة البهدينية والسورانية والفيلية، للعلم حتى الديانات الكوردية في بعض طقوسها يؤدي الكوردي تلك الطقوس على أنغام الموسيقى وبالرقص الخاص بها، وبعد دخول الإسلام هناك رقصة كوردية خاصة بطلبة الدين تسمى فقيانه؟ أي رقصة الفقيه، بل حتى عندما يتوفى أحد ما من الكورد هناك رقصة خاصة يقوموا به أيام العزاء مع قراءة الشعر يسمى جَمَري “چەمەری” يا إبليس إذا تجد في بلاد الشام زياً يشبه الزي الكوردي أو دبكة تشبه الدبكة الكوردية أنهم أخذوها من الكورد بعد حكم آل أيوب الكورد لبلاد الشام والعراق واليمن ومصر.
في الجزئية الأخيرة يزعم إبليس ,وقبل ان ينهي محاضرته عاجله اخر بسؤال ماذا عما يطلق عليها بأرض كردستان؟ فأجاب ليس هناك ارض بأسم كردستان هذه المنطقة تخص الدولة الاشورية اي ارض اشور وعاصمتها نينوى اما الاقوام الساكنة فيها فهي خليط من البشر غير متجانس قسم منهم مقطوعي النسب والقسم الاخر عرب اقحاح وقسم مسيحيون ليس لهم صلة بما يطلق عليهم كردا وقسم من نسل بقايا اليهود الذين اسرهم (نبوخذ نصر) في عملية السبي اليهودي المعروفة تاريخيا واخرين نازحين من القفقاس واستوطنوا فيها فضلا عن الشركس وعند تحليل هذه الظاهرة ومثيلاتها يمكن الخروج بالنتيجة التالية ان الكورد يعرفون يقينا انهم بتنصلهم عن (فارسيتهم) فأنما هم في الواقع يتنصلون عن الكثير من عناصر هويتهم الاصلية الامر الذي وضعهم امام ضرورة تعويضها ويبدو انهم بادروا الى استعارة هذه العناصر المفقودة بل سرقوها من المجتمعات المجاورة لهم التي تشترك معهم في بعض الخصائص كالطبيعة الجغرافية والتركيبة الاجتماعية فكانت بلاد الشام هي الاقرب لهم في هذا لذا استعاروا الزي كما استعاروا الدبكة الفلسطينية لتكون عناصر جديدة في هويتهم المنتحلة هذه.
ردنا على ما سطره إبليس من أكاذيب في الجزئية الأخيرة: حقيقة أقول، أنا تعبت مع بعض هؤلاء الأغبياء من العرب والتركمان والمسيحيين بطوائفهم الثلاثة المعروفة باسم كوميدية؟ لقد كتبت أكثر من ثلاثة آلاف صفحة رديت في غالبيتها على هؤلاء أشباه الرجال، إلا أن أحد منهم لم يتقدم ويناظرنا إلى النهاية. إن غالبيتهم يكتبون بأسماء مستعارة كي لا يصبح أضحوكة حين يضرب على فمه من قبل صاحب قلم كوردي بقوة العلم والعقل والمنطق. ومنهم من يرد بمقال ثم يهرب حتى لا تجد له بعد ذلك ذكراً في المواقع الكترونية. لقد وصل بي الحال قلت لأحدهم وذكرته بالاسم لو أنت ذكر تفضل وناظرني كتابة أو وجهاً لوجه عن مدينة كركوك الكوردية الكوردستانية، إلا أنه تنازل عن ذكوريته ولم يرد علي ولم يناظرني كتابة. على أية حال، دعني عزيزي القارئ أن أتناول ما زعمه إبليس اللعين في الجزئية أعلاه. كيف أن كوردستان أرض آشور يا لعين؟ للمرة الألف دعني أضع أمامك نصاً نقله عالم عربي مختص بالسومريات التي هي أول حضارة على الأرض، لقد قال هذا العالم في كتابه الشهير (ملحمة كلگاميش) صفحة (141) طبع وزارة الأعلام العراقية سنة (1975) ما يلي:” اسم الجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح، بحسب رواية “بيروسوس” الذي هو (برعوشا، كاتب بابلي،عاش في القرن الثالث ق.م ) باسم جبل الـ “كورديين” أي جبل الأكراد” انتهى الاقتباس. ها يا إبليس؟ ماذا تقول؟ هذا جبل باسم الكورد في كوردستان اسمه جبل الأكراد إبان طوفان نوح؟ هل وجد آشوريون وآشور في هذا التاريخ؟؟. لكي تتأكد مما أقول راجع الكتب الدينية مثل كنز ربا للصابئة، والتوراة لليهود، والقرآن للمسلمين لترى بأم عينك اسم جبل الكورد فيها. ثم راجع كتاب زينفون اليوناني المسمى “رحلة العشرة آلاف مقاتل”ألفه في القرن الخامس أو الرابع قبل الميلاد ذكر فيها اسم الكورد الذين واجهوا جيشه في كوردستان. أو راجع مقالنا الذي بعنوان: ياقو بلو.. الموهوم بانتسابه إلى الهوية الآشورية البائدة. حلقة 4 من 5 ستجد فيها قصيدة للشاعر أنوشيروان البغدادي عمرها 1000 سنة يهجو الكورد في مدينة أربيل كمدينة كوردية، والقصيدة موجودة في كتاب “معجم البلدان” لياقوت الحموي الذي عاش بين أعوام 1179-1228م. لو علم إبليس اللعين شيئاً من التاريخ لعرف أن الآشوريين جاءوا من شمال الجزيرة العربية فلذا لغتهم تسمى اللغة الجزرية، لقد استقروا أول الأمر في بابل ومن ثم انتقلوا إلى موصل في كوردستان. نسأل إبليس يا ترى لماذا سميت عاصمتهم باسم نينوى؟ وما معنى الاسم؟. ثم كما أسلفت في سياق هذا الرد اذهب واقرأ سفر ناحوم وبعدها تعال قل لنا وللقراء ما في جعبتك عن آشور التي أبيدت عام 612 ق.م. نهائياً. لنعود إلى اسم كوردستان، لقد نشرت مرات عديدة خارطة محمود الكاشغري الذي عمرها حدود 1000 عام وفيها اسم كوردستان بصيغة أرض الأكراد. وكذلك راجع كتاب “الأخبار الطوال” لأبو حنيفة الدينوري 828- 895م تجد فيها أنه ذكر اسم كوردستان الخ الخ الخ. إن المسيحيين الذين في كوردستان لسنا نحن الكورد من نسميه كوردا بل المؤرخون العرب والأجانب قالوا أنهم من الكورد. هذا هو المؤرخ العربي الشهير (أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي الكوفي) المتوفى سنة (346) للهجرة لقد ذكر اليعاقبة الكرد أو النصارى الكرد، وقال أن هؤلاء الكورد المسيحيين اليعقاقبة والجورقان أن ديارهم تقع مما يلي الموصل وجبل جودي يسمون بالأكراد بعضهم مسيحيون من النساطرة واليعاقبة وبعضهم الآخر من المسلمين. وهكذا ذكر المؤرخ واللغوي البريطاني (وليم مارسدن) (1754- 1836م) في كتابه (رحلات ماركو بولو) ص (37) عن الرحالة الإيطالي الشهير (ماركو بولو) 1254- 1324م الكورد المسيحيين، قال عنهم ماركو:”إن هناك شعباً كردياً مسيحياً يسكن في جبال الموصل”. للزيادة راجع مقالنا الذي بعنوان: الطائفة النسطورية.. من الهرطقة الدينية إلى الهرطقة التاريخية، وهو عبارة عن خمس حلقات. يزعم إبليس: هناك في آشور من جاء من قفقاس. طيب يا إبليس أنت تزعم شيء وفق تدليسك أنه حدث قبل ولادتك بقرون عدبدة قل لنا من أي مصدر أتيت بهذا النص التاريخي؟ أتحداك إذا تستطيع أن تأتي بنص تاريخي يذكر أناساً جاءوا من قفقاس استوطنوا موصل أو نينوى. إن البقية التي ذكرها في الجزئية الأخيرة كنا قد ردينا عليها في سياق الرد هذا.

” وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”