19 ديسمبر، 2024 12:56 ص

إبراهيم والفأس والأصنام .. تجربةً في عالم الأحزاب

إبراهيم والفأس والأصنام .. تجربةً في عالم الأحزاب

في طريق إختلاف أحزابهم وتياراتهم بأطيافها وانتماءاتها,ولكي أنصف صالحهم من سيئهم من الأسوأ,جلست على قارعة السياسة,وبيدي مغزلاي, ضميري,وصفاء سريرة من فيهم,لعلي أحيك نسيجاً فيه دفء لأفكاري وأرائي،من صقيع برد أحزاب السياسة,الذي ابتدأ يلاعب أطراف تواجدي .

لم أبحث عن التجمل في ثوبي السياسي,لعل خضراء الدمن تتربص بي المرصاد,كثيرا ما تتواجد تلك الشعارات البراقة الخادعة الجميلة،ذات الالوان الزاهية،والنغم المؤثر منابت سياسة السوء.

لا يكن العمل صعباً،مادام ادوات النسيج حاضرة،ضمير حي،وشيء من الانصاف,وواقع حال أستقرىء فيه تلك الشواهد.

على الرغم  من تزاحم لافتات الأحزاب بمخيلتي,لكن هناك قراءات وجودها خاطئ،في تلك الزحمة المربكة,لأنها  وجدت بفعل فاعل,يعمل بالضد من هويتي,قصده قتلي من داخلي،وتلك هي( افكار العولمة الماركسية),لابد أن اتخلص منها،وبذلك فككت زحمة افكاري،وأدواتي بعض الشيء،تخلصت من عدو يتربص بي من داخلي،لا لكي يقتلني فحسب بل ليقتل أجيالاً بي, فوجدته يغتال كل شيء على حده،بسكين حادة ودم بارد,وبذلك قلصت تلك الانتماءات بداخلي الى النصف بالوجود لا بالعدد.

معادلة الكتل والأحزاب السياسية لدى البعض،لم تأخذ جانب التوازن الايجابي،في عين المستقرىء, إذ شابتها بعض القيم المجهولة،من خارج البلد,والتي تُقرأ من جهة واحدة،بمعنى ( التحزب الطائفي),ويصل ذاك التحزب لدرجة (العمالة الاقليمية)،لأسباب واهية،في مقدمتها حفظ حقوق هذا المكون وذاك المذهب.

صفة الندرة والتميز،جاءت لفئة قليلة من تلك الاحزاب والمكونات،بأن تبقى معانقة للتحزب الوطني, وملاصقة لمفهوم تغليب المصلحة الوطنية،وذلك بطرح نتاج مؤسساتي،من نواب ووزراء ومدراء في السلطة,فجردت بذلك نفسها عن تلك الشعارات،المعلقة على لوحات الشوارع،والأبنية المضيئة بالكهرباء،في حين أن هنالك شعبا بأكمله،بحاجة لتلك الأمبيرات المستهلكة.

أفق التيارات والأحزاب وإنتماءتها،لم يكن منطوي بعزلة العمل،والإفصاح عن نفسه،بقدر ماغيبت حقائق من يدعم هذا الحزب ومن يتبنى ذاك,وهذا لم يجعل مُنظري السياسة،غائبين عن دورهم الحقيقي،في تنظير وتأطير العملية السياسية،تحت ظل الاحزاب المشاركة بالحكومة, فحملت المرجعية الدينية في النجف الأشرف الدور الاكبر،في تنظير وتسيير العملية السياسية،نحو بر الامان.

 تواجد المُنظر الاكبر للعملية السياسية، اعطى شارة وأشعار (بالصالح والطالح),سلط ضوءه الاخضر على جهة, واستبدله بالضوء الأحمر على جهة اخرى,ايذاناً منه بأن تلك الاشارات،عبارة عن السير مع من؟والوقوف عند من؟…

بدأت مركبات تلك الاحزاب ومقراتهم،وأسماءهم اللامعة،تتساقط  شيئا فشيئاً،وبذلك إرتحلت عن قارعة طريق السياسة،الذي جلست فيه مسبقاً وبيداي المغزلين،لتنحسر بدائرة الانتماءات الوطنية،ولم يبقى سوى من أرتبط اسمه وبقاءه ومتبنياته بي،من حيث الوطن اولاً والمرجعية الدينية،باعتبارها مُنظر السياسة الاكبر,وبها تدار رحى البلد بمحيط الاستقرار والازدهار,فلم أجد ضوء أخضر،انصع،من الضوء الذي أطلقه أحد منظري السياسة،من مراجع النجف عشية ليلة الأختيار.

 صدى تلك الكلمات وصاحبها،(ولدي عمار)،صورة عن إبراهيم وفأسه والأصنام,لكن ألوان السذاجة والجهل وطلب الحاجة،هي من عتمت اللوحة وأقنعت بعضهم أن كبير الأصنام لم يكن ضمن المتحطمين,وبذلك أُنتج (ما يقارب 113 برلماني)،وبيده مشعل من نار ليحرق إبراهيم وفأسه،لكنه عز وجل أطفئ تلك النار،لينصرأهل الحق،ويرمي الشتات بين الأصنام,فحينها أدركت،أنه لابد أن أجدد عهدي مع إبراهيم.