لا يختلف اثنان من أبناء العراق فضلا عن غيرهم على تقييم شخصية وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري كونه الأسوأ في تاريخ الخارجية العراقية وانه لا يجيد سوى دور الحملدار أو الروزخون في حسينية أو موكب حتى اعتاد العراقيون على تسميته على صفحات التواصل الاجتماعي باسم (خريطينيوس ) تعبيرا عن كثرة كلامه غير المفهوم و غير المفيد و المملوء بالسفسطة و الحشو الذي يطلق عليه العراقييون بلهجتهم الدارجه كلمة (الخريطي)و منها جاء لقب الجعفري (خريطينيوس ).و لم تشهد الخارجية العراقية منذ تأسيس الدولة العراقية غياب الدبلوماسية و الشخصية الكفوءة و المهنية مثلما يحصل ألان في عهد الجعفري . و كجزء من منظومة الحكومة العراقية المعروفة بتبعيتها لإيران و عدم خروجها في سياساتها الخارجية و مواقفها تجاه القضايا المحلية و الإقليمية و العربية و الإسلامية و الدولية عن سياسة و مواقف ايران , جاء موقف وزارة الخارجية العراقية و على لسان وزيرها الجعفري تجاه إصدار مجلس وزراء الخارجية العرب بيانا صنف فيه حزب الله اللبناني و مليشيات الحشد في العراق ضمن المنظمات الإرهابية , ذلك الموقف الذي وصف فيه الجعفري من يصف حزب الله و مليشيات الحشد بالإرهاب بأنه هو الإرهابي و هو بذلك يعمم الوصف على جميع الدول العربية و بتصرف يدل على جهل و غباء لأبسط أبجديات السياسة , ولم يقتصر السلوك غير المنضبط و البعيد عن الدبلوماسية في تصرفات الجعفري على مهاجمة الدول العربية بل وصل إلى حد الكذب و التدليس على مشيخة الأزهر الشريف ورئيسه الدكتور العلامة احمد الطيب حين نقل لوسائل الإعلام أن الشيخ الدكتور الطيب يثني على عمل حزب الله و مليشيات الحشد و هو ما سارع الأزهر الشريف إلى نفيه و تحذير الجعفري من تقويله ما لم يقل , و يبدو أن الجعفري تصور أن شيخ الأزهر الشريف مثل السيستاني في النجف حين يتقول أو ينقل عنه ضيوفه ما يحلو لهم و ينسبوه له دون أن يصدر من السيستاني ما ينفي أو يكذب ذلك , وموقف الجعفري هذا ليس الأول في تقويل الآخرين بل سبقه ما نسبه إلى وزارة الخارجية السعودية باعتذارها عن تصريحات سفيرها ثامر السبهان في بغداد عند وصفه لمليشيات الحشد بالإرهاب و هو ما نفته على الفور وزارة الخارجية السعودية. موقف و تصرفات الجعفري تلك بالإضافة إلى أنها تدل على جهل و غباء و عدم إدراك و فهم للدبلوماسية و العلاقات الخارجية فإنها بنفس الوقت تعبر عن وجهة نظر ايران و أحزابها و مليشياتها الطائفية المرتبطة بها في العراق و التي يحاول الجعفري كسب ودها و رضاها و تلميع صورته الهزيلة و المهزوزة كشخص عندها و عند أتباعها و تحت تأثير العامل الطائفي و المذهبي دون أن يحسب أدنى حساب للمردود السياسي السلبي لكلامه على العراق كدولة و تأثيره على علاقاتها الخارجية و محيطها العربي و الذي يدفع العراق اليوم ثمنا باهضا من أبنائه بمختلف مذاهبهم و قومياتهم و من أمنه و ثرواته بسبب بعده و تقاطعه مع محيطه العربي تلبية لرغبات ايران و مشروعها التوسعي القومي الفارسي في المنطقة.