19 ديسمبر، 2024 12:14 ص

إبحثوا عن النظام الايراني

إبحثوا عن النظام الايراني

حادثة إغتيال الناشطة العراقية، سعاد العلي، في محافظة البصرة جنوب العراق، تثير مرة أخرى وبقوة قضية تدخلات النظام الايراني في العراق ودوره المشبوه من أجل فرض هيمنته على الساحة السياسية، علما بأن حادثة الاغتيال قد جاء بعد أن تعرضت العلي وناشطات أخريات للتهديد بالقتل والتشهير بالسمعة بعد ظهور صورهن إلى جانب القنصل الأميركي في البصرة، خلال التظاهرات الشعبية قبل أسبوعين.
توجيه تهم العمالة لعدد من الناشطين والناشطات في البصرة، قد تم بعد إحراق القنصلية الإيرانية ومقرات الأحزاب الموالية لها من قبل محتجين غاضبين، وهو قد جاء بعد أن أکدت العديد من المصادر المطلعة إن طهران بدأت بالتحرك من خلال ميليشيات وجماعات مسلحة تابعة لها ضد حالة الرفض الشعبي للنفوذ والدور الايراني في البصرة، وإن هذه الناشطة التي شاركت في تنظيم احتجاجات تطالب بخدمات أفضل في المدينة، والتي لقت حتفها على يد مجهولين ولکن أصابع الاتهام توجه لطهران وأذنابها في العراق، فإن ناشطين وناشطات آ‌خرين يعتبرون أهداف مستقبلية محتملة، والهدف هو وکما فعل ويفعل النظام الايراني في داخل إيران عندما تحدث إنتفاضات وإحتجاجات ضده، هو بث الرعب بين صفوف الناس عامة وبشکل خاص الناشطين منهم.
الاوضاع التي يمر بها النظام الايراني حيث يضيق عليه الخناق داخليا وخارجيا وبصورة ملفتة للنظر ويواجه أوضاعا غير مسبوقة ولاسيما إذا مانظرنا الى الاحتجاجات الداخلية المستمرة ودور معاقل الانتفاضة في ديمومتها وتوسيعها الى جانب النشاطات المستمرة والمتواصلة للمقاومة الايرانية في مختلف دول العالم والتي تفضح جتائم وإنتهاکات النظام الايراني بحق شعبه وتدخلاته المشبوهة في المنطقة، هو في أمس الحاجة للساحة العراقية التي صار يواجه أوضاعا صعبة فيها ولاسيما بعد أن ضاق الشعب العراقي ذرعا بتدخلات النظام الايراني والنتائج الوخيمة المترتبة عليها والتي لاتعود سوى بالضرر على الشعب العراقي وعندما نلاحظ إن التظاهرات الرافضة لنفوذ النظام الايراني قد عمت المحافظات الجنوبية ذات الاغلبية الشيعية والتي يعتبرها هذا النظام بمثابة معاقل ومناطق نفوذ محصنة له في العراق، فإن ذلك يعني بأن حسابات هذا النظام وماکان يعقده من آمال على الشيعة العراقيين قد ذهبت أدراج الرياح وإن مايريد أن يجعله ساحة أمامية له من أجل المواجهة مع خصومه قد ينقلب في أية لحظة ساحة مواجهة ضده، لکن لايبدو إن النظام الايراني کعادته ميال لأن يتقبل الحقائق الصادمة له ولذلك فإنه يسعى للسباحة ضد التيار وإن لجوئه لعمليات التصفية والاغتيال للناشطين والناشطات العراقيين الرافضين لنفوذه هو في الحقيقة محاول وسعي مکشوف بهذا الاتجاه، ولکن الذي لايعمله هذا النظام ولايريد أن يعلمه هو إن عهد الترويع والارهاب وفرض الامور عن طريق القوة والعنف قد إنتهى وإن الامور لايمکن أن تبقى جارية کما کان الحال معها خلال العقود الاربعة المنصرمة.