22 ديسمبر، 2024 5:45 م

إبتعاد الإعلام عن الحيادية يُسَبِب كارثةُ فِكرية

إبتعاد الإعلام عن الحيادية يُسَبِب كارثةُ فِكرية

إن من اساليب المغالطة والمراوغة والالتفاف على الاخرين والتي انتشرت وصارت فاكهة الكثير ممن يدعي العلم والمعرفة ان يتهم الاخر سواء كان منافسا علميا او دينيا او اجتماعيا يتهم بما لا يوجد في صحيفة منهجه واعمالة وسلوكياته واخلاقياته أحيانا يتهم العالم بالجهل والوطني بالعمالة والانسان الاجتماعي بالعزلة والانزواء والعاقل بالجنون وليس غريبا مايحصل وماهي مكانة ذلك الشخص بغض النظر عن درجته العلمية والاجتماعية قياسا بالرسول الخاتم محمد صلى الله عليه واله وسلم عندما اتى بالرسالة الحقة لكي ينقذ الناس من عبادة الاصنام واللجوء الى الواحد الاحد والابتعاد عن اساليب الجاهلية واخلاقها وبعدما كان يلقب بالصادق الامين اتهم بالكذب والامانة والسحر والشعوذة والضلالة من دون ان يستمعوا له ولدعوته بل عمدوا الى شن حرب نفسية وعسكرية ضد كل من يتبع هذا الدين الجديد فاتهم اتباعه بتهم لاحدود ولا نهاية لها هذا مع الرسول اما مع العلماء والمفكرين من المؤكد ان تكون الهجمة اشرس واكثر فاعلية كون هذا العالم او الرمز ليس معصوما فتجد وابل من التهم موجهة له ولمن يؤمن بهذا الفكر ولو كانت المنازلة والمنافسة علمية واخلاقية وعقلية فلا بأس بها واهلا وسهلا لكن ابى الافاكون الا ان يتبعوا طرقا ملتوية لانهم جردوا عقولهم واتبعوا الشهوات وما تمليه عليهم انفسهم الامارة بالسوء وهذا هو اسلوب الجهلة واتباع الواجهات المبتعدين عن طريق الحق سواء كان دينيا او قانونيا او اجتماعيا فان العاجز عن المواجهة العلمية يلجأ الى الاساليب البهيمية من سباب وطعن وتجريح وتسقيط وهذا هو سلاح العاجز وقد اتبع مع جميع المصلحين منذ بدء الخليقة والى الان , فيااخي في الدين وياصديقي وياعزيزي ويانظيري بالخلق من حقي اتبنى فكرا واعتقد به مادام هذا الفكر لا يخرج عن الاطر القانونية والشرعية والاخلاقية وليس من حقي ان اصادر اراء الاخرين , وكما قال احد المفكرين الاسلاميين (كما انه من حقنا ان نطرح مانعتقد بالدليل , فمن حق الاخرين ان يطرحوا مالديهم ولا يوجد اجبار في قبول الطرح من عدمه , وكله عبارة عن قضية فكرية عقدية بين الفرد وبين الله سبحانه و تعالى ) فنطلب من الجميع عدم اشهار السيوف بوجه بعضهم البعض , وطرح الافكار والنظريات ونقاشها باسلوب علمي تطبيقا لحرية الفكر . وما يدور في هذه الايام ويتم تداوله من حديث بين الناس حول ظهور حركة عقائدية تتبنى فكر منحرف ينفي التقليد ويستهدف مباشرة المذهب الجعفري الا وهي حركة دجال البصرة احمد سماعيل كاطع و الذي يدعو نفسه مرة ’أحمد الحسن!‘ و أخرى ’أحمد ابن الحسن!‘ و مرة ’الإمام أحمد الحسن!‘ و يدّعي كونه ’رسول الإمام‘ المهدي (عليه السلام) و كان قد ادّعى كونه ابن الإمام المهدي (عليه السلام). معظم النقاشات التي جرت معه و مع أصحابه كانت على الانترنت.. ففي الحقيقة هذه الحركة ليست وليدة اليوم بل منذ سنين ونحن اول من تصدى لها بالرد العلمي والاخلاقي اسوة برسول الله صلى الله عليه واله وسلم والائمة الاطهار سلام الله عليهم حيث كانوا يجيبوا اي مستفهم بغض النظر عن معتقده وهدفه من السؤال هل للاستهزاء ام النقد الهدام وتم تأليف كتب عديدة لكثير من الاخوة الباحثين في هذا الشأن تبنوا الرد على هذه الافكار المنحرفة فقد ذكرت احدى الاخوات اللواتي انتصرن لمذهب اهل البيت عليهم السلام في احد مؤلفاتها في هذا الشأن ((إﻧﻲ ﻷﺟﺪ ﻓﻲ ﻓﮭﻤﻲ ﻟﮭﺬه اﻵﯾﺎت اﻧﻄﺒﺎﻗﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺎل واﻟﻤﻘﺎل ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻨﺎ ھﺬا , ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻘﺮآن ﻗﺪ روى ﻟﻨﺎ ﻗﺼﺔ اﻟﺴﺎﻣﺮي ﻓﻲ ﻋﮭﺪ ﻧﺒﻲ اﷲ ﻣﻮﺳﻰ ) ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم( ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﯾﺮوي ﻟﻨﺎ ﻗﺼﺔ اﻟﺴﺎﻣﺮي ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻨﺎ ھﺬا ﺣﯿﺚ إن ﺳﺎﻣﺮي ھﺬا اﻟﺰﻣﺎن اﺳﺘﻐﻞ اﻟﻐﯿﺎب اﻟﻈﺎھﺮي ﻟﻺﻣﺎم وراح ﯾﺪﻋﻲ اﻧﮫ رﺳﻮل اﻹﻣﺎم ووﺻﯿﮫ واﻧﮫ ﻣﻌﺼﻮم واﻧﮫ اﻟﯿﻤﺎﻧﻲ واﻧﮫ ﻻ ﯾﻤﻮ ت إﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻮت وزورا ﻓاﻹﻣﺎم وﻣﺎ ادﻋﻰ إﻻ ﻛﺬﺑﺎ ، ﺘﻨﺎﺳﻰ اﺑﻦ ﻛﺎﻃﻊ اﻟﻤﺪﻋﻲ اﺣﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ إن ﻟﻺﻣﺎم أﻧﺼﺎرا ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ واﻟﻤﺆﻣﻨﺎت ﯾﺪاﻓﻌﻮن ﻋﻦ اﻹﺳﻼم ﺑﺎﻟﺤﻖ واﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﻤﺒﯿﻦ ﻓﻘﺪ أزھﻘﻮا اﻟﺒﺎﻃﻞ وأزاﺣﻮه)) يسكت و يتجاهل الاعلام كل تلك المواقف و الانجازات ففي احد اللقاءات التي جمعتني باحد الاخوات الاعلاميات اثيرت قضية عدم تسليط الضوء على الافكار المتجددة المدافعة عن المذهب فكان عذر الاخت الاعلامية ان الاعلام جائع وهذه المواضيع ليست بوجبة طعام دسمة يتناولها الاعلام لا ادري هل هناك ادسم من التصدي للافكار المنحرفة باساليب وادلة ال البيت عليهم السلام ؟ ثم استسلمت واقرت بمظلومية المفكرين فاسرعت لتبرر تقصيرها بان اليد الواحدة لا تصفق فكيف ياسيدة وان الساكت عن الحق شيطان اخرس هذا كله بسبب عدم وجود اعلام حر مستقل حيادي فكل يسحب النار لقرصه, فلا بد من مواجهة الفكر بالفكر , وجادلهم بالتي هي احسن ومن هنا اوجه رسالة الى الاعلام عليه ان يكون حياديا لا ان يضع الزيت على النار ليتعلم الناس من خلاله اساليب النقاش العلمي والاخلاقي