توقيع إيران إتفاقية مع الدول الست في فيينا, تحتوي على مئة صفحة, غير الملاحق والهوامش, أدت إلى تراجع إدارة باراك أوباما, عن سياستها السابقة, , بمفاوضات من الصبر وضبط الأعصاب, و الصلابة والصمود, بإدارة المفاوضات.
إنكشاف حقيقة أمريكا, وحربها ضد الإسلام, الذي بات يظهر نتائج معكوسة لحساباتها, بعد تجربتها في العراق, وثبات الموقف الشيعي لتحقيق النصر, وصمود الجمهورية الإيرانية الإسلامية, بموقفها من برامجها, إستطاعت أن تنتصر, وتغير من اتجاه امريكا مع حلفائها, لتخطط للإنسحاب التدريجي, من دعم أنظمة عربية, لا تستطيع حماية نفسها.
إبتسامة السيد ظريف, وما تحمل من نجاح دبلوماسي وسياسي إيراني, اصابت نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بالهيستريا, وصدمت بعض الدول العربية, لتذيب جــدار الحصار, الذي فرض على الشعب الإيراني, وتجعل ايران من الدول العظمى التي تعاكس سياسة إسرائيل بعد رضوخ الغرب لمطالبها .
صمود ايران امام كل الظروف المحيطة بها جعل الغرب يستجيب لمطالبها رغم الموقف الإسرائيلي والسعودي المعارض والرافض, لكن ارادة الباري فوق ما يتوقعون, جعلتهم يصابون بالهستيريا والصدمة, وجعل موقفهم هزيل في المنطقة, بعد عودة الجمهورية الايرانية الاسلامية للصف الدولي, وما لها من تأثير كبير في المنطقة, بعد ان اصبحت امريكا امام خيار يحتم عليها التعاون مع ايران.
سجل التاريخ هزيمة لإسرائيل, وحليفتها السعودية, بعد النجاح الشيعي الايراني, واعتراف الغرب ورضوخهم لجميع شروط التفاوض المبرمة الانهاء مرحلة التعنت السياسي التي اصيبت المنطقة والعالم بأسرة بها, لكون البديل لهذا الاتفاق الحرب, وامريكا لا تريد الحرب وتتحمل تبعاتها, ففضلت التفاوض السلمي للحفاض على ماء الوجه.
ثبت للعالم.. الساسة من المذهب الشيعي, ورجال الدين الصامدين, والصابرين, وما يحملون من علم وفقه, وإلهام رباني وحكمة, يستطيعون ان يغيرون موازين الحياة, الاجتماعية والسياسية, وليعد هذا دراسا لمن يدسون رؤوسهم بالتراب, ولم يعتمدوا على انفسهم, لرسم مستقبل أبناء شعبهم, ويكونون حواضن للإرهاب, ليدنس شرفهم.