23 ديسمبر، 2024 4:20 م

إبتدأَ العَدُّ التنازلي !

إبتدأَ العَدُّ التنازلي !

منْ دونِ أنْ نضيف كلمةً اضافيةً للعنوان اعلاه , فمن الواضح انها ” التظاهرات ” , فعلامَ الإسرافُ في الكلمات بدلاً من خزنها والأحتفاظ بها لأيام التظاهرات, او ما سيعقبها .!

منذ يومين شوهدت عبر شاشات وسائل السوشيال ميديا نسخة مصورة من وزارة الأتصالات موجّهةً الى الدوائر والشركات ذات العلاقة بشبكة الأنترنيت , بوقف وقطع الشبكة كلياً من الساعة السادسة من صباح الجمعة المقبل , والى غاية الساعة الحادية عشر من ليلة يوم السبت القادم , ومن المفارقات الساخرة او الصادقة ! أنّ مديرة العلاقات والإعلام في الوزارة المذكورة قد نفت الخبر .! , ولم يصدر بعدها ايّ تعليقٍ رسمي حول الموضوع , رغم أنّ هذا القطع متوقّع الى اقصى الحدود في الشارع العراقي , ولا ندري لماذا تكتيك هذا النفي الذي دونما مستوى التكتيك .! , كما ليس من المعلوم ولا المهضوم تحديد الساعة الحادية عشر لأنتهاء القطع .؟ والمشكوك بها ايضا .

حظر التجوال ليس مستبعداً إطلاقا , والكثيرون اتخذوا احتياطاتهم الأستباقية لإحتمال إطالة هذا الحظر , والإجراءاتا الأمنيّة تجري على قدمين وساقين وبعضها يُنشر في وسائل الإعلام . والى ذلك وسواه , فلابدّ أنّ كلا الطرفين المتواجهين < السلطة والجماهير > قد استفادا من تجربة التظاهرات السابقة وخصوصاً ” القتل ” ومن المفترض اتخاذ اجراءاتٍ واساليبٍ جديدة تحول دون ذلك , إن لم تكن هناك مفاجآت ما غير محسوبة حتى على الحاسبة او ” الحاسوب ” بالفصحى .!

وايضاً , فمن المحتّم أنّ كلّ تشكيلات الحكومة السياسية والأمنيّة , والجماهير المندفعة للمشاركة في الحركة الأحتجاجية الكبرى ليوم 25 القادم قد اخذوا بنظر الأعتبار مجريات التظاهرات اللبنانية المستمرة ” والتي اجتازت مرحلة الخطر بمهارة مشهودة ” , لكنّه في الواقع فأنّ فرص

السلطات العراقية في أخذ الدرس من التجربة اللبنانية تكاد تغدو شبه معدومة , وخصوصاً في اختلاف البيئة السياسية العراقية واحزابها ونفوذ هذه الأحزاب التي تشكّل بنية حكومة عبد المهدي او سواه , وسيما ايضاً من خلال تعدّد القيادات الحاكمة ومراكز القوى , بينما فرص جماهير التظاهرات العراقية هي اوسع بكثير وتمتلك من المرونة ومطاطية التكتيك مجالاتٍ اكبر , بالرغم من المخاوف المفترضة من قِبَل فئاتٍ وشرائحٍ اخرى ! ستدمج نفسها فيها , ولعلّها ستحاول او تفتعل ما يمكن او ما مخطط لإفتعاله , بالرغم من أنّ هذه المخاوف هي في الخانة الأفتراضية – الواقعية والموضوعية لحدّ الآن .!

من الطبيعي أنّ السلطات الحكومية إتّخذت اجراءاتٍ استباقيةٍ فعّالة ومؤثرة في المناطق التي ستغدو مسرحاً للتظاهرات , وبما يفوق ويضاعف الأجراءات السابقة في التظاهرات الأخيرة , وستبذل السلطات اقصى ما بوسعها لتحجيم حركة الجمهور المقبلة , لكننا ومن زاويةٍ خاصّة فنرى أنّ ايّة حركةٍ احتجاجيةٍ كبرى في العراق ” او ايّ دولةٍ عربية ” فأنما تعتمد وترتكز على أمرين ستراتيجيين : –

استمرارية وادامة حركة التظاهر بكلّ الوسائل السلمية

حجم المتظاهرين وعدم تمركزهم في منطقة واحدة ومحددة , ويعقب ذلك مديات العزم على الصمود والبقاء , وهذا لم يحصل في التظاهرات السابقة , ولذلك اسبابٌ ومسببات لسنا بصدد التعرّض لها .

اخيراً , مهما سيجري من مجرياتٍ في الجمعة المقبلة وما قد يتخللها , لكنّ العنصر الستراتيج أنّ حكومة عبد المهدي واية حكومة قد تعقبها فقد غدت في جبهة مواجهة مع كلّ العراقيين , ولم تعد تنفع الترقيعات والتصريحات والصَرَعات .!