نُسب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب, عليه و آله الصلاة والسلام, أنه قال” دولة الباطل ساعة, ودولة الحق حتى قيام الساعة.”
بعد خطبة الجمعة في كربلاء المقدسة, نهاية الأسبوع الماضي, وحلول عيد الأضحى المبارك, وكما في كل عام, وبُعَيد انتهاء صلاة العيد, في مكتب الحكمة الوطني, فقد خطب السيد عمار الحكيم, خطبةً تؤكد ثباته على نهج المعارضة السياسية؛ وتكوين جبهة معارضة برلمانية, لا تقتصر على نواب تيار الحِكمة الوطني.
جاءت خطبة عيد الأضحى لهذا العيد, التي ألقاها السيد عمار الحكيم, زعيم تيار الحكمة الوطني المعارض, تحت عنوان “تَوَكُلٌ وإباء”, وإن كان معنى التوكل في كل عمل, على الخالق جَلَّ شأنه معروفٌ معناه, ومعلوم لجميع الخلق, فإن الإباءَ جاء وصفه لغوياً, أنه صِفة مشبهة تدل على الثبوت, وجاء أيضاً أن الأبي, هو الممتنع عن الرضوخ, الرافض للذل والهوان, وهذا يذكرنا بشعار تظاهرات المعارضة السياسية, #لن-نرضخ, دليل على عدم الخنوع للوعود الكاذبة, وتأخر برنامج الحكومة, التي لم يكسب منها المواطن سوى, شعارات جعلتها سَمِجَةً, من كثرة
“حين سكت أهل الحق عن الباطل, توهم أهل الباطل انهم على حق” قول منسوب للإمام علي, عليه و آله الصلاة والسلام, تطرق السيد عمار الحكيم, في خطبة صلاة العيد مُذكرا مستمعيه, بالدور الذي لَعِبه, تيار الحكمة الوطني العام الماضي, على ضرورة الإسراع, بتشكيل الحكومة لدورة 2018-2022م” بقدر ما هي مشكلة انتاج الحلول واتخاذ القرارات الجريئة والحاسمة في الإصلاح والمعالجة” حسب ما جاء في خطابه.
تناولت الخطبة الحكيمية, برنامج المعارضة السياسية, والمطالبة بما وعدت به الحكومة, ومنها” إنجاز ما وعدت به, في عقدها وعهدها مع الشعب, أمام مجلس النواب, من انهاء الفوضى العامة وانتشار السلاح, وتفكيك الدولة العميقة, وعدم السماح بالدويلات خارج الدولة, وإعطاء الأولوية للمواطن, وترشيق مؤسسات الدولة, واستكمال القوانين الاساسية ومكافحة الفساد.”
لم يأتي في مجمل الخطبة, جملة تفيد بالدعوة لإسقاط الحكومة, أو تغيير النظام السياسي في العراق الجديد؛ إنما على النقيض, من بعض خطب الموالين للحكومة, الذين دعى بعض خطبائهم, للعودة الى النظام الرئاسي, وإسقاط الحكومة الحالية!
هل تسعى الأحزاب المشاركة بالحكومة, من خلال الإبقاء على عرقلة, اِستكمال الكابينة الوزارية, وعرقلة وفاء حكومة عادل عبد المهدي, للاِستمرار بالخلافات, وإدامة الأزمات وإسقاط المعارضة؟
نُسِبَ لعلي بن أبي طالب, أنه قال” صحبة الأخيار تكسب الخير، كالرّيح إذا مرت بالطّيب حملت طيباً.”فهل سنجدُ أخياراً يعارضون من لا يوفون بعهودهم.؟