يكاد يكون إعلان إئتلاف كتلة المواطن لإنتخابات مجالس المحافظات أولى الإنطلاقات التي بدأت تحرك هاجسا قويا لدى كافة الكتل السياسية الساعية وبقوة لتحقيق مكاسب حقيقية في الإنتخابات المزمعة في العشرين من أبرل القادم ،وتضم أكثر من عشرين كيانا ،أبرزها المجلس الإسلامي الأعلى وتكتل (بدأنا) الذي يتزعمه الوزير جواد البولاني ،وحزب المؤتمر بقيادة أحمد الجلبي إضافة الى كيانات سياسية أخرى مهمة ومجموعات مستقلة ومرشحين نخبويين ،ويحاول هذا الإئتلاف الواسع أن يحدث نوعا من المقاربة في الفهم لكل التطورات التي سادت المشهد السياسي في العراق بكل تداعياته وإرهاصات المرحلة الماضية بأخطائها وبنجاحاتها ،وماإعتراها من خلل في موضع ما، أو ماتوفر من عوامل نجاح في مواضع متعددة ،وعلى المستوى المتعلق بالخدمات التي ينتظرها المواطن العراقي من القوى التي ترفع شعار الخدمة له، وتريد أن تقترب من مزاجه وعواطفه ماإستطاعت الى ذلك سبيلا ،شريطة أن يكون الشعار المرفوع سبيلا لتطبيق المبادئ التي يعتمدها ذلك الإئتلاف .
يبدو إن مشروع إئتلاف المواطن والكتل المتحالفة معه سيستمر الى المرحلة المقبلة ،وسيكون الإنجاز المنتظر في الإنتخابات القادمة الطريق للتواصل والدخول بنفس العنوان الى إنتخابات مجلس النواب العراقي المؤمل إجراؤها بعد وقت ليس بالبعيد ،وبالتالي فالمسؤولية التي تقع على أعضاء هذا التجمع الكبير، وكذلك المسؤولية التي تترتب على بقية الكتل السياسية كبيرة لتغيير الواقع العراقي الذي يعترف غالب المشتغلين في الهم السياسي المحلي إنه واقع صعب يدفع المواطن ثمنه من حياته وماله وشعوره بالأمل في المستقبل ولايمكن له أن يستقر ،وأن يثق بالسياسيين والقوى التي تضمهم مالم يلمس حراكا حقيقيا وشعورا بالمسؤولية أكبر، وفعلا أكثر مصداقية ليكون للقول والشعار إحترام أمام الشارع وفي المزاج الوطني العام.
تابعت منذ عدة أيام حراك الشارع المحلي والشعارات ،وطريقة الترويج الإنتخابي، وكذلك الحماسة التي لدى المرشحين وكتلهم ،وقد قابل ذلك هياج شعبي موافق ،أو رافض، أو متشكك، وحتى يائس يحتاج الى وقت قليل ليأخذ جانب الهدوء ،ويكون متوازنا وواعيا، فبعض المواطنين علقوا على الحملات الإنتخابية بطرق ساخرة، ومنهم من تساءل ماالذي تحقق من الماضي، وصار يربط وبسرعة بين من تحملوا المسؤولية ففشلوا، والذين تجاوزوا على المسؤولية تلك، وإستغلوها، وبين المرشحين الجدد الذين هم في غالبهم شبان طامحون، ولديهم تصورات ورؤى يحتاجون معها الى الفرصة ،وبالتالي فإن المطلوب من المواطن أن لا يعبر فقط عن يأسه ،ولكن عليه أن يترك مساحة من الفرص يوفرها للشباب الواع ،وللذين خبروا المرحلة الماضية، وفهموا اللعبة جيدا، وتعرفوا على الأخطاء ،وبدلا من اليأس فإن من الصالح هو الذهاب الى الإنتخابات بشعار الأمل لأن بقاء الحال على ماهو عليه، أو الركون الى ماهو متوفر فقط سيسبب مشاكل أكبر في المستقبل، وسيضعف الحالة العراقية بشكل أكثر مأساوية ،والتغيير إذن هو الأهم وإختيار الوجوه الجديدة ومحاولة تصحيح الأخطاء هي الرغبة التي يجب أن يتفق عليها الجميع.