18 ديسمبر، 2024 6:44 م

أ د قاسم حسين صالح ضيف ملتقى رواد المتنبي الثقافي ومحاضرة عن السايكولوجيا في الشعر

أ د قاسم حسين صالح ضيف ملتقى رواد المتنبي الثقافي ومحاضرة عن السايكولوجيا في الشعر

ضيف ملتقى رواد المتنبي الثقافي صباح يوم الجمعة التاسع من حزيران أ د قاسم حسين صالح، في المركز الثقافي البغدادي في المتنبي، لتقديم محاضرة عن سايكولوجيا الشعر حملت عنوان (الشعر والشاعر في المنظور السيكولوجي شعراء العراق انموذجا) في جلسة حضرها مختصون بعلم النفس وجمع من الاكادميين اضافة الى جمهور شارع المتنبي. ادارة الندوة الدكتورة وجدان عبد الامير مرحبة بالضيف والضيوف مستعرضة السيرة الذاتية للضيف.
بين الضيف دكتور قاسم حسين بانه سيتحدث عن الشعر من منظور سايكولوجي، ولا يتحدث عن الشعر والشاعر من منظور فلسفي ولا نقدي، مستشهدا بوجهات نظر اخرين منهم الدكتور حاتم الجواهري الذي بين ان للشعر عملية سايكولوجية محددة وضابطة بدقة ولا يكتب الا عن حالة من التوحد، وهي ان تتوحد مع حبيبتك او مع الله او مع الوطن او مع شيء تحبه، اذا في الجانب السايكولوجي لابد ان يكون هناك صلة من التوحد والتشبع بروح ما تقوم به على الاحساس بالقدرة والامتلاك والسيطرة على انفعال او عاطفة او دافع بعينه وحديث الدكتور حاتم هو سايكولوجي، اي بمعنى قبل حالة التوحد تستطيع ان تكتب شعرا، ولكن ان يكون شعرا لابد ان تكون هناك حالة توحد للشعراء، ويقول ايضا مكمن صعوبة المعادلة النفسية للشعر تتحقق في حالتين، الاولى قدرة الشاعر للتوحد مع الامل والصمود وما ينتظره من انتظار وترقب ومرتفعات ومنخفضات تفرضها متطلبات الحياة، والثانية القبول بالياس والهزيمة، اما الدكتور فالح نصيف الكيلاني قال عن سايكولوجية الشعر، ان التعاقب الزمني للاحداث اسهمت في اختلال بعض القيم والمعايير الانسانية، ودفعت بالشعر المعاصر الاهتمام بالمعطيات الموضوعية والفنية وتوضيفها في الاسطورة التي يهرب من واقعها المرير، الى عوامل اخرى تسودها المثالية ويتعلق فيها الخيال الجانح نحو الارتقاء والتمكن ليبني عالمه الخاص ويملي عليه فراغات من ذاته المكبوتة، فمثلا كره الوالد او الوطن او شيء اخر، لا تستطيع قوله ولكن تستطيع قوله بالشعر.
وفي حديث الدكتور قاسم حسين عن الشاعرة نازك الملائكة بين بانها اول شاعرة لفتت انتباه الشعراء العرب الى الجانب السايكولوجي، ولها كتاب سايكولوجيا الشعر ومقالات اخرى ركزت به على مسألتين الاولى ضرورة ان يوثق الشاعر صلته باللغة وقوالبها، والثانية تمسك الشاعر بالقافية، علما بانها كسرت القافية في اعمدة الشعر العربي والدافعى كان سايكولوجيا، لان الشعر العمودي يعزف على وتر واحد وبالتالي هو روتين ومخدر، الا انها عندما كسرت القافية في الشعر بدأت تعزف على اوتار كثيرة كما الاغنية،
مضيفا “ان الشاعرة نازك تعرضت الى بصدمة سايكولوجية نفسية هي (رهاب الخوف العصبي) لانها فجعت بما راته في الثلاثينيات وما حصل بالعراق، وعند وصول الخبر الى الجهات الحكومية في طائرة مع زوجها الى الاردن ومن ثم الى مصر وطلب من السفير بمتابعة حالتها، مشيرا ان نازك الملائكة ايقونة الشعر العربي التي تمتعك وتبكيك بشعر كل ما به سايكولوجي خالص، رومانسية وحزن ويأس ووحدة وشكوى وهم عراقي وعربي وهم انساني، نازك التي احبت العراق واهله ماتت غريبة بعيدة عنه كما مات الشاعر مظفر النواب.
ومن جانب اخر تحدث البروفسور حسين عن حالة سايكولوجية مهمة وهي الاغتراب التي ليست شرطا على الشعراء والادباء فقط بل تشمل الجميع، والاغتراب هو اولا (العجز) احساس الفرد بعدم استطاعته للسيطرة على مصيره وثانيا (فقدان الهدف) لعدم استطاعت الفرد تحقيق هدفه بمفرده لانه مرتبط بالاسرة وبالمؤسسة التي يعمل بها وبالسلطة والنظام، ولهذا لكل لكل منا في داخله هدف ونشعر بعدم قدرتنا على تحقيقه لتلك الاسباب، وثالثا فقدان المعايير (العزلة الاجتماعية) وهو الاحساس بالوحدة والانسحاب من العلاقات الاجتماعية او الشعور بالنبذ الاجتماعي.
مستدركا “كل هذه الحالات موجودة في شخصية الفرد ولم يكن لها علاج لعدم مشاركة السلطة والمجتمع في المساهمة لتحقيق الاهداف، لنصل الى اخطر حالة وهي الرابعة (الاغتراب النفسي) وتوجيه السؤال الى الذات (ما وجودي في الحياة ان لم يكن لي معنى بهذه الحياة)، لنقف امامك المراة لنقول “انا غريب عن نفسي”.
وعرج ايضا عن شعراء وسياسيين اخرين كالشاعر عبد الرزاق عبد الواحد والسياسي احمد الجلبي الذان توفيا في وقت متقارب، وازدواجية الجمهور انقسم في قبولهم ورفضهم مع ان الشاعر كان مقرب من النظام والسياسي كان بالضد من النظام.
مؤكدا ان افضل من شخص العراقيين هم الخلفاء الراشدين اذ قال احد الخلفاء ان كنتم تريدون ان ترسلوا حاكم على العراق ولم يرضوا عنه عليكم ان ترسلوا اخر خلال عشرة ايام، لان اهل العراق اهل فكر وثقافة وفطنة.
وبالعودة الى الشعراء وسايكولوجية الشعر بين ان الشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة كتبت قصيدة تقول فيها، (كل شعري/ قبل لقياك سدى/ وهباء كل ما كنت كتبت/ أطو اشعاري/ ودعها جانبا/ وأدنو مني/ فأنا اليوم بدأت).
وهذا يبين أن جميع من عرفتهم كانوا ذئابا بضمنهم شعراء عرب كبار.. ما يعني ان الرجل يشتهي المرأة جسدا، وان المرأة الشاعرة صعبة في اختيار من تحب، وياويل المرأة الشاعرة من خيبات الحب.
وفي ابيات اخرى للشاعرة عمارة قالت، (قال: سأبقي بابي مفتوحا/ قلت: وأبقي/ لكن قدمي لن تجتاز الباب المفتوح/ لن يمسخني شوقي/ لن تحملني للصلب جروح/ قال أجن بجسمك/ احتاج اليك، اضمك،افنى فيك،افت الليل بصدرك/ قلت: احبك اكثر/ عيناك سماوات وبحور/ صدرك ركن الطير المذعور/ قال: اذن تأتين/ ياحبي المطلق لن آتي/ لن اذبح حبي/ في لحظة شوق تغتال سنين/ لن اقتل ذاتي/ عانق شبحي/ في وحشة ليلك/ واغفر مأساتي).
كبرياء لميعه تجعلها تتعالى عن حاجتها الى الجنس مع رجل يشتهيها جسدا، فيما هي تريده وجودا واشتهاء روح.
واشار ايضا الى سايكولوجية الشعر للشاعر الثوري مظفر النواب ووجوده معه في المعتقل سجن بغداد المركزي وعن شعره وحواره معه.
وبعد ذلك قدم البروفيسور صالح حسين عدد من مؤلفاته الى مدير المركز الثقافي البغدادي ووعده بمنح المركز بمخطوطات خطت بيد الدكتور علي الوردي لعرضها على جمهور شارع المتنبي.
واخيرا كانت هناك مداخلات وأسئلة اجاب عنها الضيف اسهمت في اغناء المحاضرة
وختاما قدم الدكتور علي مهدي شهادة تقديرية للدكتور صالح حسين باسم اعضاء ملتقى المتنبي الثقافي على عطائه ومنجزه الثر.