23 ديسمبر، 2024 10:15 ص

أکثر من تهديد يواجه النظام الايراني

أکثر من تهديد يواجه النظام الايراني

من الخطأ التصور بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لم يکترث للموقف الامريکي الرسمي الاخير الذي أعلنته المتحدثة بإسم الخارجية الامريکية في 17 من شهر تموز الماضي والذي دعت فيه الى تشکيل لجنة دولية من أجل التحقيق في المجزرة، کما لايمکن أيضا الاعتقاد بأن هذا النظام يرى في مطالبة کندا بإدراج مجزرة عام 1988، في لائحة إدانة رسمية في الاجتماعات القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة، کما إن قرار الادارة الامريکية بوضع قيود على تأشيرات القتلة ال13 للدکتور کاظم رجوي، القيادي البارز في المقاومة الايرانية ورئيس سجن إيفين، هو الاخر ليس بقرار تقليدي أو عابر کقرارات الادانة الدولية التي تصدر بحق النظام الايراني في المنظمات الدولية المختلفة، والى جانب کل هذا فإن قيام منظمة العفو الدولية في هذه الفترة بالذات عن کشف وثائق تاريخية تثبت أن السلطات الإيرانية تكتمت على عمليات الإعدام الجماعية للمعارضين السياسيين والتي نفذتها ما تسمى “لجنة الموت ” بين 10 يوليو و16 أغسطس عام 1988، هو الآخر أمر ليس بإمکان النظام الايراني التغاضي عنه وتجاهله، والاهم من ذلك إن کل هذه الامور يمکن الربط بينها في سلسلة محکمة واحدة والذي يجمع بينها هو أکثر من مجرد تهديد تقليدي للنظام الايراني.
النظام الايراني الذي يواجه حاليا أزمة خانقة تجعل من الاوضاع أکثر وخامة من أي وقت آخر، فإن خوفه الاکبر هو من تطورات الاوضاع الداخلية وتصاعد حالة الرفض والمواجهة ضده بوتائر أقوى ولاسيما وإن المسائل التي ذکرناها آنفا داط علاقة غير عادية بالداخل الايراني وإنها من الممکن أن تٶدي الى تحرك شعبي غير عادي في صورة إنتفاضة کبرى بوجه النظام خصوصا وإن قادة ومسٶولين في النظام حذروا ويحذرون بإستمرار من إندلاع إنتفاضة عارمة بوجه النظام، والذي يساعد على الاعتقاد بأن الاوضاع في داخل إيران ليست على مايرام هو أحداث التفجيرات والحرائق المختلفة التي حدثت وتحدث خلال الاسابيع الاخيرة وبشکل خاص في المنشئات النووية والعسکرية وغيرها، مما يٶکد بأن الاوضاع حقا ليست على مايرام وإن هناك أکثر من شئ يدعو للقلق والتوجس، ومن هنا فإن الاجواء في إيڕان محتقنة وأشبه بأجواء مملوءة ببخار البنزين والذي قد ينفجر عند أول شرارة.
بغض النظر عن المسائل التي سردنا ذکرها آنفا، فإنه ليس هناك من يمکن أبدا أن يدعي ويزعم بأن الاوضاع الداخلية في إيران طبيعية وإن الشعب الايراني بمختلف شرائحه وطبقاته وأطيافه ليس متحامل وغاضب على النظام، بل إن تزايد وتصاعد الاحتجاجات الشعبية وتزامن ذلك مع نشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق وتزايد مشاعر الرفض والکراهية ضد هذا النظام بصورة غير مسبوقة منذ تأسيسه، کل ذلك يٶکد بأن هناك مطبات غير عادية بإنتظار النظام، مطبات قد تکون بعد إحداها هاوية سحيقة!