22 نوفمبر، 2024 8:46 م
Search
Close this search box.

أکثر مايخافه ويحذر منه النظام الايراني

أکثر مايخافه ويحذر منه النظام الايراني

عندما يقوم المتابع للشأن الايراني بمراجعة العقود الاربعة التي مرت على تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، يجد إن هذا النظام کان على الدوام يخاف ويحذر من الدور والنشاط الذي تقوم به منظمة مجاهدي خلق، والملفت للنظر إن سجل الصواع بين النظام وبين المنظمة حافل ويزخر بالکثير من النماذج والامور المختلفة التي تٶکد ذلك، والاهم من ذلك إنه ليس هناك من أية معارضة إيرانية کانت کلها قدرة المطاولة والصبر والصمود وخوض مواجهة متنوعة الاشکال والصيغ کما کان الحال ولايزال مع مجاهدي خلق، کما إن من المميز بالنسبة لمجاهدي خلق هو إنها تصرفت وتتصرف کقوة سياسية تدافع عن جميع مکونات وأطياف الشعب الايراني دونما أي فرق وتقف من الجميع نفس المسافة.
خوف وحذر النظام الايراني من مجاهدي خلق أتى ويأتي دائما من إنها تعرف کيف تدير الصراع ضد النظام وتعلم من أين وکيف ومتى تمسك النظام من مواضع الالم ونقاط ضعفه، وبذلك تثبت بأنها الاکثر دراية وخبرة ومعرفة بهذا النظام وبالاسلوب أو الاساليب التي يجب إتباعها معه في الصراع والمواجهة ضده، ولذلك فلم يکن بغريب على هذا النظام أن يقوم بإعتقال وإعدام ليس المنتمين للمنظمة بل وحتى أنصارها والمتعاطفين معها بل وقد وصلت قسوة ودموية هذا النظام في التمادي في معاداة المنظمة الى حد إنه يقوم بإعدام لمواطن إيراني لمجرد إنه قد تبرع بمبلغ متواضع لقناة”الحرية”، التلفزيون الوطني الايراني!
النظام الايراني الذي ومن فرط معاناته بيد هذه المنظمة والاحراج الذي سببته وتسببه له، فإنه کان کثيرا مايقع في أخطاء ومواقف لايحسد عليها إذ في الوقت الذي کان يزعم بأنه قد قضى على المنظمة وأنهى أمرها فإنه بنفسه وبعد فترة وجيزة کان يبادر لإتهام المنظمة بنشاطات ضده في مختلف نقاط إيران. ولعل الاکثر أهمية وحساسية من کل ماقد سردنا ذکره إن النظام إتهم المنظمة بأنها کانت وراء الانتفاضات الشعبية الثلاثة التي إندلعت بوجهه ولذلك فإن تناول ودور ونشاط وتأثير المنظمة على النظام من جانب قادة النظام ووسائل إعلامه کان على الدوام من الامور التي تلفت النظر بهذا الصدد وتثبت وتٶکد حقيقة أن المنظمة هي القوة السياسية المعارضة الاهم في قيادة وإدارة الصراع وتوجيهه ضد النظام داخليا وخارجيا.
ماقد ورد في صحيفة”مردم سالاری”الحکومية من مقال بعنوان”التوجه الخاطئ”، والذي يرکز وبصورة غير عادية على دور وتأثير المنظمة في داخل وخارج إيران ويعترف بکل صراحة بأن المنظمة کانت تٶثر في الاوضاع الداخلية بصورة قوية بعد تأسيسها لمعاقل الانتفاضة ومواصلتها لنشاطاتها في سائر أرجاء إيران وتٶکد هذه الصحيفة بأن المنظمة ومن وراء إثارتها للعديد من الامور والقضايا المتعلقة بالنظام نظير الجوانب السرية لبرنامجه النووي وبرامج صواريخه فإن المجتمع الدولي بادر لإتخاذ مواقف ضد النظام، ويعترف المقال وبصورة غير مسبوقة بأن المنظمة هي الاکثر والاقوى تأثيرا على النظام على الصعيد الدولي وتعترف تبعا لذلك بأن المنظمة العدو الرئيسي للنظام.
هذا المقال الذي يعکس ويجسد مرة أخرى ماقد مثلته وتمثله المنظمة کخصم وغريم وبديل رئيسي للنظام وفي نفس الوقت کقائدة للشعب الايراني وموجهة له، يأتي في فترة حساسة جدا من عمر هذا النظام حيث صارت الرهانات تکثر على قرب نهاية هذا النظام وإن شروط بقائه صارت تقل أکثر من أي وقت مضى.

أحدث المقالات