18 ديسمبر، 2024 10:14 م

أکثر المشاکل خطورة وتعقيدا للنظام الايراني

أکثر المشاکل خطورة وتعقيدا للنظام الايراني

لسنا نضيف شيئا جديدا إذا ماذکرنا بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد بني على أساس ثلاثة رکائز اساسية وهي؛ قمع الشعب الايراني ومصادرة حرياته، وتصدير التطرف والارهاب، والسعي من أجل صناعة أسلحة الدمار الشامل، لکن الجديد والصادم بالنسبة للنظام الايراني، هو إنه وعلى الرغم من ممارساته القمعية التعسفية وحملات الاعدام والتي کان الکثير منها أمام العيان وکذلك عمليات التعذيب في السجون والتي قضى الکثيرون نحبهم من جراء ذلك، فإن الشعب الايراني ليس لم يرضخ وينصاع لهذا النظام وإنما وقف بوجهه وقاوم قمعه وجبروته بکل مالديه حتى وصل به الامر الى القيام بالعديد من الانتفاضات الغاضبة ضده وکان آخرها وليس أخيرها إنتفاضة المعلمين.
تزايد مستوى الرفض والکراهية الشعبية للنظام صارت بصورة لم يعد بوسع النظام أبدا تجاهلها أو التغطية عليها لکن أکثر مايثير خوف النظام الايراني ويصيبه بالصداع هو إن تزايد مستوى الرفض والکراهية وکذلك إندلاع الانتفاضات الشعبية ضده، له علاقة وطيدة بالدور الحيوي لمنظمة مجاهدي خلق في داخل إيران ولاسيما من حيث ماتقوم به شبکاته الداخلية من نشاطات ومهام مختلفة يعترف بها المسٶولون في النظام الايراني على مضض منهم، ولاسيما وإن الشعب الايراني ومنذ إنتفاضة 28 ديسمبر 2017 ومرورا بإنتفاضة 15 نوفمبر2019، وإنتفاضة إصفهان، قد صار يرکز على شعارات إسقاط النظام والموت لخامنئي، وهي شعارات تتطابق تماما مع شعارات المنظمة ومع هدفها المرکزي المتمثل بإسقاط النظام وعدم المساومة على ذلك أبدا.
من نافلة القول إن النظام الايراني ومنذ أن أعلن حربه المجنونة الشعواء ضد مجاهدي خلق وبشکل خاص بعد قيامه بتنفيذ مجزرة صيف عام 1988، وإعدامه لأکثر من 30 سجين سياسي من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق، فإنه عمل کل مابوسعه من أجل دق أسفين بين الشعب وبين مجاهدي خلق وقد بث الکثير من الاشاعات والاکاذيب الخرقاء من أجل ذلك من خلال أکثر من 500 کتاب ومئات الافلام والمسلسلات التلفزيونية والندوات المختلفة، لکنه وبعد کل ماقد قام به فقد جاءه الرد الصادم والقاتل بأن أصبح الشعب ومن خلال الانتفاضات الشعبية العارمة التي قام بها، في جبهة واحدة الى جانب مجاهدي خلق.
العلاقة النوعية القوية والمترسخة بين الشعب الايراني وبين منظمة مجاهدي خلق وهي العلاقة التي تزداد قوة ورسوخا مع مرور الزمن، هي وبحق وبإعتراف قادة النظام نفسه وعلى رأسهم المرشد الاعلى للنظام من أکثر المشاکل خطورة وتعقيدا بالنسبة له لأنه لايجد لها من أي حل تماما کما هو الحال بالنسبة لأزمته الخانقة!