19 ديسمبر، 2024 12:19 ص

أکثر الطرق إختصارا لمواجهة النفوذ الايراني

أکثر الطرق إختصارا لمواجهة النفوذ الايراني

من کان يصدق يوما بعد سقوط نظام الشاه، من أن النظام الذي أعقبه بعد الثورة الايرانية سيکون أکبر تهديد لأمن و إستقرار المنطقة الى الحد الذي ستشغل شعوبها و دولها عن إسرائيل؟ اليوم، وبعد مرور قرابة أربعة عقود على تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، نجد إن التغلغل الايراني في بلدان المنطقة من خلال إستغلال الورقة الطائفية، صار يشکل خطرا کبيرا جدا عليها خصوصا وإن النفوذ الايراني يعتمد على إحداث القلاقل و الفتن و لانقسامات و الازمات المفتعلة کما يسعى لتوظيف القضايا المصيرية للمسلمين و العرب کقضية فلسطين لصالح ترسيخ نفوذه.
الشرخ الکبير في الواقع الفلسطيني و الذي يتسع يوما بعد يوم ولايمکن تجاهله أو التغاضي عنه، کان و کما يعلم الجميع من نتاج و ثمار التدخلات الايرانية في الشارع الفلسطيني، کما إن الانقسامات و المواجهات و الاختلافات الداخلية في بلدان في المنطقة و کذلك الفتن و المخططات السوداء الجارية تنفيذها في بلدان أخرى بالمنطقة، کلها تتعلق بصورة أو بأخرى بطهران، والذي صار مٶکدا لشعوب و بلدان المنطقة هو إن المشروع السياسي ـ الفکري للجمهورية الاسلامية الايرانية يعتمد و بصورة أساسية على إشاعة أجواء الانقسام و الاختلاف و المواجهات في بلدان المنطقة حتى يتسنى لها بسط نفوذها و هيمنتها من خلال أحزاب و ميليشيات و منظمات تابعة لها لاهم لها سوى التقيد بأوامرها و تنفيذ مخططاتها.
المشاهد المأساوية في بلدان من المنطقة وخصوصا تلك التي تتحکم فيها الجمهورية الاسلامية الايرانية، و التراجع غير الطبيعي في الموقف العربي ـ الاسلامي ضد إسرائيل، من نتائج و تداعيات السياسات المختلفة لطهران خصوصا بعد أن تمکنت من إيجاد ثغرات عديدة في جدار الامن القومي العربي، وخصوصا في جدار الامن الاجتماعي، وبدلا من الانشغال بالعدو الخارجي الذي يهدد بلدان المنطقة، فقد إنصب الاهتمام على الانشغال بعدو داخلي، عندما تم جعل بلدان في المنطقة جبهات تتربص فيها مکونات شعوب هذه البلدان ضد بعضها، تماما کم نرى في العراق و فلسطين و سوريا و اليمن بصورة خاصة، والحق الذي لامناص من قوله و الاعتراف به إن الجمهورية الاسلامية الايرانية قد حققت لإسرائيل مالم تکن تتصور تحقيقه حتى في المنام!
هذا الدور المشبوه و المرفوض للجمهورية الاسلامية الايرانية، لم يعد هناك من مجال للإستمرار بالتغاضي عنه و تجاهله فقد طفح الکيل ولابد من مواقف عربية و اسلامية متنوعة ضد طهران و عدم السماح لها بالمزيد من التمادي، وإن خيار دعم نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية و إحداث التغيير السياسي الجذري في إيران ولاسيما بعد أن توضحت الصورة تماما في إيران بعد إنتفاضة 28 کانون الاول الماضي التي کانت للمقاومة الايرانية دورا مشهودا فيها بإعتراف المرشد الاعلى للنظام الايراني، هو واحد من أهم و أقوى الخيارات التي بإمکانها أن تقلب المعادلة القائمة رأسا على عقب و تعيد الاوضاع و الامور في بلدان المنطقة الى نصابها، والحقيقة إن تإييد هذا النضال المشروع بالاضافة الى بعده الانساني ـ الاسلامي، فإنه أکثر من ضروري من أجل ضمان السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة.