عندما يٶکد نائب القائد العام لحرس الثورة الايراني حسين سلامي، يوم السبت المنصرم، أن قوة دولية تشكلت للقضاء على “الاستكبار العالمي”، مبينا أن “حزب الله حال دون تحقيق حلم الصهاينة من النيل الى الفرات”، مضيفا “إننا في جميع الألعاب العالمية، نقوم بالدفاع في البداية، إلا أننا ننقل الكرة بسرعة إلى مرمى الأعداء في النصف الثاني” ومستخلصا بأنه“في البداية قمنا بالدفاع، إلا أننا تمكنا بسرعة من إبعاد تركيز العدو على البلاد، وأصبحت ايران آمنة ومضت فيمسار الاستقرار والتقدم والخلود”، بمثل هذا الکلام المحشو بالتعابير غير الواقعية والذي يخلط بين الامور، خدع ويخدع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية شرائحا من شعوب المنطقة مثلما موه من خلاله على شعبه بأن جعله مشغولا بقضايا خارجية في حين أن أوضاعه تسير من سئ الى الاسوأ حتى صحى أخيرا على الحقيقة المرة وإکتشف کذب هذا النظام ودجله، إذ عن أي مسار للإستقرار والتقدم والخلود يتحدث هذا الرجل في حين إن إيران تغلي بالثورة والاحتجاجات ضد الفقر والجوع والفساد؟
الکلام الحماسي الفارغ من أوله الى آخره لسلامي، والذي يبدو واضحا إن الهدف هو خداع شعوب المنطقة وبشکل خاص تلك الجماعات المنخدعة به والمصدقة لشعاراته الکاذبة وإنه عندما يقول بأنهم قد نجحوا في “إبعاد ترکيز العدو على البلاد”، فمن المهم جدا أن تعلم کل الجماعات بأنه يقصد بأن النظام الايراني قد حول ساحات بلدان في المنطقة الى بٶرا للفوضى وعدم الاستقرار والامن، وصارت هذه البلدان بمثابة خطوط أمامية للدفاع عنهم بمعنى أن هذه الجماعات المنخدعة مجرد وقود يتم إحراقها دفاعا عن هذا النظام!
هذه الاکاذيب التي تتحدث عن إنتصارات وإنجازات وهمية لاوجود لها في الواقع بل وإن العالميتابع اليوم وعن کثب الاخبار المتعلقة بإجبار الحرس الثوري الايراني والميليشيات التابعة لها بالانسحاب من الجنوب السوري وتحديدا من المناطق المتاخمة لإسرائيل وحتى إن هناك إحتمال بطرد قوات النظام الايراني من سوريا کلها، وعندما يتکلم سلامي بمثل هذا الکلام فإنما هو من أجل وقف التداعي والانهيار الحاصل في جبهة النظام الايراني على أکثر من صعيد وبشکل خاص على الجبهة الداخلية، بالاضافة الى أن شعوب وبلدان المنطقة صارت واعية ومنتبهة لهذه اللعبة الخبيثة التي هدفها الاساسي والنهائي هو خدمة النظام الايراني على وجه التحديد، وإن التظاهرات الاخيرة التي إنطلقت في البصرة ومدن عراقية أخرى، تم خلالها ترديد شعارات رافضة للتدخلات الايرانية ومطالبة بإيقافها، رغم إن الاهم من هذا کله هو إن هذا النظام صار أمره مکشوفا ولاسيما بعد العملية الارهابية الاخيرة التي إستهدفت المٶتمر السنوي للمقاومة الايرانية في باريس، والتي تخضع الان لتحقيقات جنائية مکثفة ومن المحتمل جدا أن تضع النظام في موقف ووضع لايحسد عليه أبدا خصوصا وإنه قد تم إتخاذ قرار تنفيذ هذه العملية قبل أشهر من المرشد الإيراني، علي خامنئي، ورئيس الجمهورية حسن روحاني، ووزيري الخارجية والمخابرات، وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي، وقادة قوات الحرس، وقوة القدس ومنظمة استخبارات قوات الحرس، والمساعد الأمني السياسي لمكتب خامنئي، وتم تكليف وزارة المخابرات وأسدالله أسدي بصفته رئيس محطة المخابرات الإيرانية في النمسا، بتنفيذ العملية.