20 مايو، 2024 4:02 ص
Search
Close this search box.

أِيران تَغزو العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

أتذكر ذلك المشهد الرائع من فيلم الرسالة للراحل مصطفى العقاد حين حمل سفراء الرسول محمد (ص ) رسائل الأسلام الى ملوك وحكام العالم يدعوهم فيها الى الأِسلام . وهم . هِرَقل ملك الروم والمقوقس ملك القِبط وكسرى ملك الفرس . وفي هذا المشهد يظهر كسرى وحده متسلطاً متجبراً ساخراً وهو يقول لسفير الرسول (ص) قولته الشهيرة ( أنتَ ياجلف الصحرى تعَّلِمَ عاهل الفرس كيف يركع ؟ ) …
من هذه المقدمة أردت فقط أن أذكر أن فارسياً يحن الى عربياً انما يعد الأمر من الخيال وأِن كان هنالك مصالح بينهم يبقى الفارسي يفكر قومياً بينما العربي يفكر بشكل أوسع .
أيران هي بلاد فارس . وقد قّدَّر الله أن تكون مجاورة للعراق بحدود شرقية تمتد لأكثر من 1000 كيلوا متر وعلى طول تأريخها كانت تريد الهيمنة على العراق وخيراته وبرغم كل الأتفاقيات الدولية كانت أيران تتوسع على حساب العراق مستغلة في الأغلب الجانب الديني والطائفي أبشع استغلال لتنفيذ أجندتها للأضرار بسيادة العراق والتجاوز على أراضيه ومياهه الأقليمية .ولتنفيذ تلك الأجندة كانت أيران تؤسس لحروب تضعف العراق لتحقيق مآربها فهي على سبيل المثال ومن خلال تأريخنا الحديث جداً كانت في زمن الشاه تدعم قوى انفصالية كردية للتمرد على العراق بهدف زعزعة أمنه ما أدى الى حرب عصابات أستنزافية نفذتها فصائل كردية مدعومة من شاه ايران وراح ضحية هذا العصيان الآلاف من العراقيين الأبرياء حتى تدخل الرئيس الجزائري السابق الراحل هواري بو مدين حين أشرف على توقيع أتفاقية الجزائر بين العراق وأيران لتنهار الفصائل الأنفصارلية الكردية وتسلم اسلحتها خلال اقل من 10 ايام وتنتهي حرب ضروس أمتدت لسنوات .ثم جائت حرب الثمانينيات والتي طالبت الأمم المتحدة أنهائها بقرار أممي بعد عامين من أندلاعها لكن القيادة الأيرانية رفضت ذلك لتصر على الحرب لسنوات أخرى راح ضحيتها مئات الآلاف من الشباب العراقيين وليستمر النزيف حتى العام 1988 حين أجبرت ايران على قبول ايقاف الحرب .كان الكثير من الناس وانا واحد منهم يعتقد أن ايران بدأت سياسة جديدة تراعي خلالها حسن الجوار والتراحم والتوافق المذهبي بين الشعب الأيراني وشيعة العراق وعلى هذا ازدادت ثقة العراقيين بأيران من انها ستخدمهم وتراعي مصالحهم وفق مبدأ الأحترام المشترك بين الشعوب . لكن هذه الأماني لم تخرج الى الواقع أذ سرعان ماأتضحت نوايا ايران التوسعية من جديد بعد احتلال العراق عام 2003 وقد ضهر فيما بعد انها تعمل على ابتلاع العراق وقد ىأستخدمت الغباء العربي الأقليمي الذي هو الآخر خان العراق والعراقيين وقسمهم تقسيماً طائفياً تعاملوا خلاله تعاملاً فجاً مع الشيعة مستخدمين ضدهم أشد انواع التمايز والأهانة الأمر الذي سهل العملية لأيران التي قدمت الطعم للعراقيين ليقبلوا أن تحتلهم وتستبيح أرضهم وتنهب ثرواتهم بشكل منظم وكان لها ماتريد حيث فتحت حدودها للسياحة الدينية وبدأت القوافل تذهب بشكل يومي الى ايران والمراقد الدينية الموجودة هناك في نفس الوقت الذي أغلقت الدول العربية الأبواب أمام العراقيين ولتحولهم الى أعداء , وأستمرت سياسات أيران الممنهجة لتدمير العراق وفق سياسات هي النحو التالي …
أولاً . مارست أيران ومن خلال عملائها دوراً واضحاً في تصفية القيادات العسكرية التي شاركت في الحرب العراقية الأيرانية وبخاصة الطيارين ولم يفلت من عمليات التصفية الا الذين تركوا العراق وهاجروا
ثانيا. أدخلت أيران ذراعها العسكري الذي أسسته خلال حربها مع العراق ألا وهو فيلق بدر لينتشر بين الأجهزة الأمنية حاله حال عناصر حزب الدعوة الجناح العسكري والذي كان مسؤولاً عنه نوري المالكي خلال الحرب العراقية الأيرانية وحو مدعوم من أيران بشكل واضح لأنه عمل على أرضها الى أن سقط نظام صدام الدكتاتوري .
ثالثاً . عملت أيران بقوة من خلال أحزابها التي أدخلتها الى العراق ومن ثم أسمتها التحالف الوطني عملت على تهيأة رجلها ( المالكي ) ليكون رئيس للوزراء . وكانت قبل أن يتسلم المالكي قد أشعلت جنوب العراق حرباً أدعت انها حرب مقاومة حين دعمت مليشيات بعينها وأدخلتها الى المحافظات الجنوبية لتجعلها ساحة ملتهبة لكي لايبقى فيها الأحتلال الأمريكي مدة أطول خوفاً من أن يأتي الدور على أيران وتكون هي المستهدف بعد العراق لو أنه استقر بعد سقوط صدام ولهذا كان خهدف أيران أن يبقى العراق ساحة للصراعات بينها وبين دول العالم الذي فرض عليها حصاراً بسبب طموحاتها النووية .
لقد راح ضحية الحرب الداخلية بين المليشيات عام 2006 الى 2006 الآلاف من العراقيين الأبرياء وبعد أن أوصلت أيران المالكي الى السلطة بدأت مرحلة جديدة من الزحف الأيراني لألتهامها العراق تتمثل هذه المرحلة بتدمير الزراعة بالكامل ليحل محلها الناتج الزراعي الأيران وقد نجحت أيران في ذلك وتبعتها بتدمير القطاع الصناعي ليصبح السوق العراقي منفذاً مهماً لمنتجات الصناعة الأيرانية التي تشهد حصاراً تسويقياً عالمياً في ذلك الوقت وقد نجحت في مهمتها حيث انتشرت السيارات الأيراني في الشوارع العراقية والمواد الأنشائية الأيرانية فضلاً عن المواد الغذائية .
ولم تكتفي السياسات الأيرانية بهذا بل راحت تتدخل في السياسات الأقتصادية ومعروف أن نوري المالكي قد أنفق اكثر من 1000 مليار دولار دون ان يحقق للعراق شيء وكان مدعوماً بشكل كبير من أيران التي أفشلت مشروع سحب الثقة عنه خلال ولايته الثانية .
اليوم بعد أكثر من 13 سنة على احتلال العراق نلحظ بشكل واضح ان ايران تتصرف مع العراق وكأنه محافظة ايرانية فهي لاتسمح بتمرير أي أرادة أو قرار سياسي لاينسجم مع سياساتها فضلا عن العلنية في عمل مليشياتها في العراق وهي ترفع صور شخصيات ايرانية وبأعداد كبيرة لم سبق أن رفعت حتى داخل طهران وهذا دليل واضح على ان ايران هي صاحبة اليد العليا في العراق . وما مناسبة الأربعينية لسيد شهداء أهل الجنة الأمام الحسين عليه السلام خلال هذه الأيام ألا دليل على أن المناسبة أيرانية أكثر من كونها عراقية فالأعداد التي دخلت من الأيرانيين تفوق الوصف وتصرفات الشباب الأيراني في كربلاء وغيرها غير مقبولة وفي الكثير منها غير مهذبة وعدائية ولا تتفاجأ حين ترى شاباً ايرانياً مستلقياً في أحد المقاهي وهو يرفع أقدامه أمامك دون حياء ولا تستغرب أن تجد أيرانياً يفعل أي شيء هذه الأيام فهم أصحاب الدار ونحن ضيوف وكل واحد منا ضيف ثقيل ولاغرابة في ذلك فقد رأيت بأم عيني شابان عراقيان انتفضا غاضبين ضد مجموعة من الأيرانيين حاولوا التجاوز على سائق أجرة حين اختلفوا معه على الأجرة وأرادوا ضربه قبل أن يتصدى لهم شابان عراقيان من ابناء الناصرية .
اليوم يحق لنا ان نقول دون تردد أن ايران تغزو العراق . والدلائل هي .
.. قرارك لايتم دون موافقة ايران …..
.. طعامك وكل حاجياتك صناعة ايرانية ..
.. في المناسبات الدينية الأيراني يتفوق عليك في العدد والعدة . أنت العراقي ليسمح لك بأدخال سيارتك والأيران يدخلها الى وسط كربلاء والنجف .
.. كل رجالات ايران يعملون في منالصب عليا..
.. كل مليشيات ايران التي ترفع صور خامنئي والخميني تعمل ولها سطوة دون ان يردها أحد.. كل عوائل شهداء الجيش العراقي اثناء الحرب مع ايران يتم التعامل معهم تعامل غير لائق وكأنهم أعداءولدينا الشواهد الكثيرة التي لامجال لحصرها والتي سنذكرها في مقالات أخرى .
قبل أن اختم اقول . سيخرج علينا البعض من السذج ليقول لولا ايران لدخلت داعش بغداد ولولا ايران وووو اقول لهؤلاء لماذا لم نشهد عملية واحدة لداعش في ايران ؟ واقول ايضا ان ايران لو كانت تريد الخير للشيعة لما انتشر الفقر والجوع والعشوائيات بين ربوعهم .### راجع المقابلة التي اجرتها قناة روسيا اليوم مع اول رئيس لجمهورية ايرانية في عهد الخميني ( ابو الحسن بني صدر ) لتعرف من المتسبب في تأخير أيقاف الحرب العراقية الأيرانية …
وتذكروا ايضاً فضيحة ايران غيت … .

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب