لو جئنا لنحسب عدد الكيانات والمرشحين اللذين قرروا أن يخوضوا غمار الأنتخابات البرلمانية لعام 2014 في العراق لشاهدنا رقماً مخيفاً يجسد حدة التنافس ومدى الفوضى السياسية التي يشهدها البلد , فهناك اشخاص قرروا أن يخوضوا الأنتخابات وهم لا يملكون من الخبرة السياسية والمؤهلات المنطقية شيئاً يذكر , وهناك اشخاص مصرون على الفوز رغم خساراتهم المتعددة حيث أنهم لم يفوتوا مناسبة انتخابية الا وقد زجوا أنفسهم فيها من دون مبدأ او هدف معين , وهناك اشخاص يشاركون في الأنتخابات لأجل المميزات المادية والمعنوية التي يتمتع بها عضو مجلس النواب , وهناك من يشارك لأجل مشاريع تشتيت الأصوات , وهناك اشخاص لايريدون التفريط بعضويتهم السابقة مع أنهم لم يقدموا شيئاً , وبالتالي فأن المشهد الأنتخابي لدى الناخب العراقي قد لا يخلو من التشويش والتضليل الذي يذهب ضحيته الجهلاء من الناس , ولكن بصورة عامة ومن خلال معرفة سابقة ناتجة عن تجربة أنتخابية سابقة , فأن الناخب العراقي متوجه تماماً الى الأشخاص اللذين يتحركون على أرض الواقع للترويج عن مشاريعهم الانتخابية , حيث يرغب الناخب العراقي بالمرشح الذي يطرق بابه ويكون سهل الوصول اليه , من خلاله شخصياً او من المقربين منه تماماً , حيث يفرض علينا واقع مجتمعنا أن يكون الشخص معروف لدى الناخبين وقريب من واقعهم اليومي ,
لذا فمن الضروري أن نتوجه بالنصيحة الخالصة للأخوة المرشحين ان يتحركوا بصورة واقعية على أرض الواقع بدلاً من استخدام سبل الدعاية الأنتخابية التي تتمثل بالظهور في وسائط الاعلام او من خلال البوسترات التعريفية و الملصقات الانتخابية التي لم تعد تجدي نفعاً , وأن يتبعوا المثل القائل اتعب اجدامك ولا تتعب ألسانك وأن يكسبوا ثقة الناس بهم وأن ياخذوا عهوداً أمام كل فرد من ناخبيهم بتحقيق أبسط حقوقه اليومية , وأهدافه التي يتبناها , ومن غير ذلك فأن الناخب العراقي مزاجي جداً ومن الممكن جداً أن تضعف ثقته بمرشحيه لمجرد شعوره بأنهم سوف يخذلوه ,
ومن هنا لايفوتني ألا أن ادعو الأخوة من اصحاب المشروع المدني في العراق بان يبتعدوا عن اساليب الترويج الدعائي عبر وسائل الأعلام والاعلانات المكتوبة , والتوجه نحو البيئة الانتخابية التي تحيطهم وأن يأخذوا على انفسهم عهداً أمام الناس بتقديم أبرز المتطلبات الحياتية اليومية للناس من خلال التزامهم بالعمل على تقديم مشروعهم الحقيقي وأيصاله الى الواقع اليومي ,
اتعبوا اجدامكم ولا تتعبون السنتكم والناس شبعت جذب , وتريد الصدك