23 ديسمبر، 2024 10:33 ص

أُمنيتي أن يكون في العراق ستيفان السويدي وميركل الالمانية

أُمنيتي أن يكون في العراق ستيفان السويدي وميركل الالمانية

لاتزال صورة الطفل آيلان ( عيلان ) عالقة في ذهن المشاهد العربي والغربي وتثير موجة من الاستهجان . وقد أثرت هذه الصور المخيفة والصادمة لهرب اللاجئين في عرض البحر على كثير من القرارات الاوروبية اتجاه هذه الهجرة الجماعية التي تغزو اوروبا هذه الايام بأنها لأول مرة بإعداد هائلة تفوق حجم التصور !

ولازالت ألمانيا وبلجيكا والنمسا وبعض الدول الاوروبية تشكو من النقص الحاد في بعض الامكانيات الفنية لعملية جمع هؤلاء اللاجئين وترتيب أوضاعهم الانسانية .

المهم أصبحت السماء لهؤلاء اللاجئين غطاء يستترون به بعد ان لفظتهم الاوطان وأصبحوا في العراء . فقدوا كل شيء بسبب قساوة الحكام وارهاب السياسيين وسرقات المافيات الحكومية التي تهيمن على الدولة !

ولو كان في بلدي وفي كثير من البلدان العربية بعض من العدالة وشيء من الانصاف وقليل من الاحترام لكل هؤلاء المهاجرون لما هرب الكثير منهم الذين ابتلعهم البحر المتوسط بالمئات .

انا لااعرف كيف ننتمي للاسلام العظيم وندعي اننا أهل حضارة منذ الآف السنين وهذه اخلاق ( بعض ) ساسة الاسلام العظيم !

اذا كانت هذه افرازات الاسلام لشخصيات دينية ( ليست كلها ) تدعي انها تربت على خلق محمد وآل محمد فكيف بها تخون هذه الرسالة العظيمة التي تركها لنا نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟!

ألم يقول النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أدبني ربي فأحسن تأديبي ؟!

فكيف بهذا ( البعض ) من المسلمين الساسة والقادة الذين يحكمون البلاد والعباد ويتحكمون بمصير الملايين من الشعوب يخونون هذه الامانة ؟!

ولست هنا اعقد مقارنة بين المسلم والمسيحي فهذا الموضوع عريض وشائك وهناك كثير من المواقف والسلوكيات قد نتفق او نختلف عليها ولكنها في الاخر هي محصلة لأخلاقيات الانسان .

فالمسيحي يقول عندما نصلى فأن روح الله سيقودنا ويرشدنا للمبادئ التي ينبغي إتباعها في أي موقف كان . وفى حين أن كلمة الله لا تشتمل على كل المواقف التي نواجهها في حياتنا اليومية . ولكنها كافيه لنحيا بموجبها حياة مسيحية . ويمكننا أن نتبع ما تقوله كلمة في معظم الأمور. أما في الأمور الغير مذكورة في الكتاب المقدس فيجب علينا أن نمعن النظر في المبادئ المتعلقة بها . وفى الأمور الغير واضحة يجب أن نعتمد على الله . ويجب أن نصلى كلمه الله ونفتح قلوبنا لروحه القدس حيث أن الروح سيعلمنا ويرشدنا من خلال الكتاب المقدس وسيعيننا كي نجد المباديء والأخلاقيات التي ينبغي أن نتبعها لنحيا حياة مسيحية !

وبما انني عشت في مملكة السويد اكثر من 20 سنة لم أجد فيها غير الحب والسلام والوئام . وبكل صراحة ان ( الانسانية ) والاخلاق الحميدة والتعامل الحسن في كل مكان نذهب اليه كان يخجل تواضعنا .

هنا وفي هذا المقام لااقلل من اخلاقنا ومعاملتنا في بلداننا كمسلمين فهناك الجيد والحسن والرديء حتى ( لااكفر ) من قبل البعض ويسيئون الظن بنا . وقد كتبت ليس كل المسلمون ( سيئون ) وليس كل المسيح انبياء !

ولكن المعاملة تختلف . فأنت تجد حقوقك في دول اوروبا وخاصة في السويد ( كاملة ) اضف الى انك لاتقل شأنا عن ابن البلد ( الاصلي ) .

فالكثير من شيوخ المسلمين كالقرضاوي والعريفي وعائض القرني والعرعور ومن على شاكلتهما الذين يفتون بقتل الشيعة ولايزالون يفتنون بين المسلمين ولايعرفون معنى الاصلاح واحترام حقوق الانسان .

بينما يوجد في العراق جبل شامخ اسمه الامام اية الله العظمى السيد علي السيستاني عنوان لصلاح المسلمين ولم شملهم وجمعهم ولم يفتي يوما الا بما يخدم الانسانية جمعاء . ودائما ماكان يقول ( السنة أنفسنا ) فهل يوجد أبلغ من هذا الكلام ؟ وكثير من المنصفين أمثال السياسي السعودي والصحفي جمال الخاشقجي الذي اطلق تصريحات أثارت جدلا واسعا في السعودية قال من خلالها ( ان على السنة تقبيل يد السيد السيستاني لأنه كان السبب بحمايتهم من الابادة الجماعية ) .

وقد تفاجأت هذا اليوم عن زيارة رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين الى برلين . وقد كانت هذه الزيارة مفاجأة وغير متوقعة لعقد لقاء خاص لم يكن مقررا في السابق مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للتباحث في أزمة اللاجئين في أوروبا وكيفية اتخاذ المزيد من الخطوات العملية لمساعدتهم .

وقال لوفين إن الدول الأوروبية جميعها وبدون استثناء يجب أن تقوم بفعل المزيد وبذل جهود أكبر في معالجة أزمة المهاجرين . فمن العار جداً أن ترفض بعض الدول الأوروبية مساعدة هؤلاء اللاجئين !!!

وهذا لعمري كلام جميل جدا يكشف عن الخلق الانساني والارادة السياسية التي تفرز سياسيين أقوياء يخدمون بلادهم دون تردد ودون مزايدات .

ركزوا معي جيدا ماذا قال رئيس وزراء السويد وبكل ثقة : أن بعض الدول الأوروبية أعلنت عن رفضها الواضح للقيام بواجبها تجاه أزمة المهاجرين . واصفاً مواقف هذه الدول بالمخجل جداً !

وأضاف ( من الواضح جداً أن ميركل لديها رغبة كبيرة بإصلاح نظام توزيع اللاجئين بين الدول الأوروبية . ولذلك فإنني سأتباحث معها حول كيفية الخروج بنظام توزيع جيد وعادل ) .

http://www8.0zz0.com/2015/09/04/18/693453547.jpg صورة رئيس وزراء السويد مع ميركل

ليس هذا وحسب وانما وزيرة خارجية السويد تبكي على الطفل آيلان .

اليكم الرابط وأنتم شاهدوا هذه التعابير الانسانية وهذه الدموع الصادقة .

https://www.youtube.com/watch?v=n1dEcvZpndg

فمن من سياسيينا أظهر هذه العواطف الجياشة ومسحة الحزن هذه ؟!

وفي نفس الوقت اعتبر وزير الهجرة السويدي Morgan Johansson أن الوقت الآن هو أكثر أهمية من أي وقت مضى للمطالبة بضرورة اتباع سياسة أوروبية مشتركة ومواصلة تُحمل أوروبا لمسؤولياتها بشكل أكبر تجاه الأزمة الحالية للاجئين .

http://www9.0zz0.com/2015/09/04/18/109801886.jpg وزير الهجرة السويدي

وانتقد الوزير السويدي طريقة تعامل هنغاريا مع اللاجئين على حدودها . مطالباً إياها بضرورة توفير أماكن لإيواء هؤلاء اللاجئين بدلاً من السماح بتركهم في الشوارع !

لذا بات علينا أخيرا الا أن نقول شكرا لرئيس الوزراء السويدي ستيفان على هذه الزيارة التأريخية  وهذه الالتفاتة الكريمة لمساعدته اللاجئين . وشكرا الى رئيسة وزراء المانيا السيدة ميركل التي احتضنت اللاجئين واكرمتهم . وشكرا الى كل من قدم المساعدة لمن فقد الامل بوطنه .

والسؤال لأهل الحكمة والحل والعقد . هل يستطيع سياسي عراقي أو عربي واحد ان يقدم لأبناء بلده من المهاجرين والمهجرين جزء ولو يسير مما تقدمه دول ( الكفر ) كما يسموها ؟!

https://www.facebook.com/pens.from.mesopotamiab

معا ندحر الارهاب . شاركونا برأيكم . واذا اعجبكم الموضوع ضعو ( لايك ) على صفحة الفيس بوك مع الشكر على تواجدكم .