23 نوفمبر، 2024 5:39 ص
Search
Close this search box.

أُمسـيات فـنـيـة /1

على خطى امسيات الفرقة السيمفونية العراقية الشهرية التي تقيمها في المسرح الوطني نهاية كل شهر هناك خطوات يمكن ان تتخذها فعاليات ثقافية اخرى. من شأنها ان تسهم في احياء مفاصل اركان الثقافة والفنون العراقية التي دخل بعضها السبات منذ فترة طويلة .. ولا بد لهذه الفعاليات ان تأخذ طريقها لتعريف الجمهور بقدرة الفنان والمثقف العراقي على الابداع..
منذ زمن بعيد وفعاليات الفرقة الوطنية للفنون الشعبية غائبة عن الانظار الا في بعض المشاركات المحدودة في عدد من المهرجانات والمؤتمرات بفقرات قصيرة وليست اساسية ، بينما هناك حاجة ملحة الى برنامج شهري لعروض هذه الفرقة التي اسهمت بتعريف شعوب العالم بالفلكلور العراقي من خلال حفلات اقامتها في عدد من عواصم العالم نالت اعجاب الحاضرين .. وكانت من قبل محط اعجاب العراقيين من خلال حفلاتها التي تقيمها بين الآونة والاخرى او من خلال مشاركتها في المهرجانات الفنية والثقافية .
لذلك يمكن لهذه الفرقة التي تضم كوادر رائعة ان تنهض من جديد وتقدم حفلا شهريا تعد له مسبقا لتقدم رقصات شعبية ستبهر الجمهور العراقي المتعطش لمثل هذه الفعاليات وستمتلأ قاعة المسرح الوطني بعشاق الفلكلور العراقي ومحبي هذه الفنون .. كما ان الفعاليات الشهرية للفرقة يمكن ان تسهم في تعظيم الموارد بما يسهم في تطويرها وتجهيزها وتوفير مستلزماتها .
كما ان الجمهور العراقي افتقد عروض مدرسة الموسيقى والباليه التي كانت تتحف المشهد الثقافي العراقي برقصات انيقة وموسيقى أخاذة يتراقص على انغامها اطفال العراق في حركات تعبيرية تنال رضا الجمهور وتخلق له البهجة والسرور .. وان عروض فرقة مدرسة الموسيقى والباليه تعد واحدة من الثقافات السائدة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي الا ان الظروف الصعبة التي تتالت على العراق والاحداث التي مرت به حالت دون استمرار تلك العروض.
وقد آن الآوان لحضور هذه الفرقة في المشهد الثقافي العراقي وبغداد تعيش عرس الابداع فهي واحدة من ملامح الابداع ووسائله .. ان عروضا شهرية لمدرسة الموسيقى والباليه في المسرح الوطني يمكن ان تزيد من انوار مساءات بغداد
وتزيدها القاً وبهاءً اضافة الى متعة للجمهور ليس لها حدود ، فضلا عن ان عروض الفرقة يمكن ان تصبح مورداً مهماً يغطي بعض نفقاتها التي عجزت الميزانية عن تغطيتها بعد تقليصها واقتصارها على الموازنة التشغيلية حسب .
بقي ان نقول ان دار الازياء العراقية مدعوة وبإلحاح لتقديم عروضا شهرية للجمهور العراقي في المسرح الوطني او مسرح المنصور / المؤهل اساسا والذي ينتظر الفعاليات والاجراءات التي تؤمن وصول الجمهور اليه .. المهم ان عروض دار الازياء العراقية من اجمل الفنون وهي تقدم مشاهد رائعة للفلكلور العراقي والازياء العراقية التراثية والاثرية وتقدم مشاهد ممتعة لفترات تأريخيه متعاقبة .
وسبق للفرقة ان قدمت عروضا ممتازة في بغداد والمحافظات وفي عواصم عربية وعالمية .. فهذه الفرقة من اعرق فرق عرض الازياء في العالم العربية ولها سمعتها الدولية الممتازة كونها شاركت في مهرجانات كبرى ونالت جوائز واستحسان الجمهور .. وهذه الخبرات المتوفرة للفرقة والامكانيات البشرية والفنية تدفعنا للقول : لا بد من عودتها الى الجمهور العراقي على شكل امسيات شهرية .
وربما يستمر الحفل على مدى ثلاثة ايام لتوفير الفرصة امام المتابعين من بغداد والمحافظات العراقية كافة ، وهي فرصة للشركات السياحية للترويج للسياحة الداخلية والإعلان عن سفرة قصيرة لمشاهدة عروض الفرقة مع تأمين مبيت في احد الفنادق القريبة من المسرح الوطني فيكون مردود ذلك على السياحة الداخلية واعادة الصلة بين الفرقة وجمهورها اضافة الى تحقيق الرفاه والمتعة . فالجمهور العراقي متذوق للفنون وهو يسعى لمتابعتها ومشاهدتها واذا ما توفرت الفرصة لذلك فانه لن يتردد للقدوم من البصرة او الناصرية او واسط لحضور حفل يقام في بغداد . وللحديث صلة..

أحدث المقالات

أحدث المقالات