23 ديسمبر، 2024 7:44 ص

أُكُل كركري

أُكُل كركري

جيل الطيبين ( أعمارهم فوق الأربعين ) كما يطلق عليهم رواد مواقع التواصل الاجتماعي( الفيس بوك ) يعرفون معنى كلمة ( كركري ) وللذي لا يعرف معنى كلمة كركري نقول : أنها نوع من أنواع الحلويات العراقية الخاصة بالفقراء حيث يتم تصنيعها في البيوت باستخدام السكر والليمون دوزي والماء فقط بتسخينهم جميعا ثم يتم صبها في صينية تحوي كمية من الطحين وتؤكل عندما تبرد على أن تتجانس وتختلط مع الطحين فالمتذوق هنا يختلط عليه طعم الطحين وطعم السكر فيستشعر طعم السكر بوضوح , وفي الغالب يكون أصحاب صناعة هذا النوع من الحلويات من الأرامل والفقيرات اللواتي احترفن هذه الصناعة كسبيل للعيش واذكر مما اذكر أن الحاجة جاسمية الفيزي رحمها الله كانت تبيعنا الكركري حينما كنا صغارا في مدينة النعمانية التابعة لمحافظة واسط وكان سعر القطعة الواحدة هو خمس فلوس فقط , كما أتذكر لهفتي عليها وهي تجلس في باب دارها تفترش الأرض وأمامها صينية الكركري الممزوج بالطحين وكأن قِطعهُ كواكب درية تعجب الناظر وتسره . لا أريد أن استرسل بغزلي وأشواقي للكركري فهذا أمر يعنيني فقط ولا علاقة له بالقارئ . ولكني أود أن انوه عن معرفتي بأجيال وشخصيات ربتها أمهاتها من بيع الكركري والذكرى القريبة تحدثني عن السيدة (سميرة اليهودية ) التي ربت سبعة من الرجال والنساء من بيع الكركري وحب عباد الشمس في مدينة الكاظمية وقد استشهد آخرهم وهو مدرس في احد انفجارات ساحة العروبة خلال السنوات القريبة السابقة .
دأب السيد محمد محمد صادق الصدر رحمه الله على استعمال كلمة ( أكل كركري ) في أحاديثه حينما كان يريد أن يسخر من شيء أو من شخص حيث إن الكركري هو مأكول الصبية ( الزعاطيط ) ولا يأكله الكبار الذين يعتمدون اللوزينة والدهينة في تحلية أفواههم وهو هنا يحاكي البيئة النجفية التي تربى ونشأ فيها واستعماله المفردة ينم عن ذكاء ومعرفة بلغة الشارع المفهومة والبسيطة . واستخدم نفس الكلمة السيد مقتدى الصدر في أكثر من مرة وهو يتعمد استعمال مفردات والده المرحوم الصدر الثاني وهو يسخر من لعب كرة القدم حينما سأله احدهم عن شرعية لعب كرة القدم .
الأوضاع في عراقنا لا تبشر بخير والاقتتال الشيعي الشيعي قادم لا محالة والذي حدث في شوارع الرمادي وتكريت سيحدث في شوارع الديوانية والبصرة فالسيد مقتدى دعا إلى مظاهرة مليونية تساندها سرايا السلام الفصيل المسلح القوي التابع لمقتدى الصدر في بغداد وحكومة الدعوة استنفرت كل إمكانياتها لاستعراض للجيش في بغداد كرسالة لمقتدى الصدر وتذكيرا بصولة الفرسان التي قادها مختار العصر ضد التيار الصدري وإتباعه أبان فترة حكمه .
لا ضحية لفساد وبطش الساسة في العراق سوى المواطن المسكين فالمواطن ببساطة يريد التغيير ويتمنى التخلص من طغمة الفساد الجاثمة على صدره ولكنه في نفس الوقت عجز من أعداد الضحايا التي يقدمها كقرابين في محارب الساسة الأنذال , وارتعب من قوافل الموت اليومية التي تَطاله من داعش وساسة العراق فهاهم خيرة الشباب يقتلون يوميا بيد أبناء الحرام وهاهي الفرحة تُسرق من شفاه الأطفال وهاهي الحياة تُسحب من وجوه الأرامل اللواتي سيجدن أنفسهن مجبرات على بيع الكركري في ظل حكومة الفساد الإسلامي .
في ظل الأوضاع الراهنة التي نعيشها بين إرهاب داعش وفساد ساستنا لا ادري من سيقول لمن : أُكل كركري ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل سيقولها السيد مقتدى للعبادي وحكومته أم أن العبادي وأركان الدعوة ستقول لكل من يريد الإصلاح أكل كركري , أم أن السيد مقتدى والسيد العبادي سيقولان للشعب أكل كركري , أم أن الشعب سيقول لساسته شلع قلع : أكلوا كركري .
النتيجة أن احدهم سيأكل الكركري والله اعلم من ……….
دعوة لبناء مصنع للكركري لان أكل الكركري راح يصير بفلس ………
[email protected]