23 ديسمبر، 2024 9:02 م

أُبادرهم باليتم قبل أن يبادروني بالعقوق

أُبادرهم باليتم قبل أن يبادروني بالعقوق

لقد بان زيّف الشرعية البرلمانية وأخواتها … الأحزب الأسلامية، الكتل الدينية ، الحوزات الربوية الخ…..
في حياة كل شعب هناك وقفة آختبار تفرز الصادق عن المنافق وظني نحن الأن في مثل هذا الأختبار … أن شرعية التظاهرات ومن شارك بها ،أو عاون لنجاحها ، أو خطط لها أسقطت كل الأقنعة المزيفة المختبئة وراء العمامة ، واللحية، والعباءة ،والخاتم . عجبا ..كانت الناس تتوسم بالبرلمانيون بل بأكثرهم الشهامة والمرؤءة وحسن الظن لتعريضهم سنوات الظلم والمبت والقهر آبان حكم الطاغية صدام .. لكن عندما وصلوا للمراكز الوظيفية بخدعة الدين والمذهب والكتلة والفتوة،, تنّمروا على الناس وتعالوا عليهم وتجّبروا، وفوق هذا وذاك سرقوا خيراتهم وثرواتهم وعبثوا
بمقدساتهم .
بادرونا باليتم قبل أن نبادرهم بالعقوق .
(( قيل ان رجل دين كبير بالسن يقرآ سنويا في القرى النائية بشهر محرم. أحد وجهاء القرية اعجابا بخطبته البكائية قال للشيخ اريد أن أزوجك بنتي شيخنا حدث في مضيف القرية وأمام الناس ..انبرى له أخوا الواهب للمرأة معاتبا الشيخ على مصير الأولاد القادمين من الشيخ الطاعن بالسن اذا تزوج الفتاة الموهوبة له .. فقال الشيخ له : أُبادرهم باليتم قبل أن يبادروني بالعقوق)). البرلمانيون بادرونا باليتم قبل أن ….
اثنا عشر عاما مرت والحال لم يتغير وجوه تسيدت المشهد وأحلام قتلت مذبوحة على ايديهم وحقوق الناس البسيطة التي لا يتحدث عنها أحد في مكان بالعالم اصبحت أحلام وحتى هذه المظاهرات التي اليوم تخرج وبقيادة أناس مثقفيين يفقهون مايريدون ويحسنون توجه الشباب والخارجين الى ساحات التظاهر حتى هذه النظاهرات ليست مطالب بأحلام وأمنيات بل هم ينادون بحقوقهم فهم ينادون بتوفير الماء الصافي وتوفير الكهرباء وتوفير الامن ولم اسرى واسمع شعارا يطلب من هؤلاء الساسة أن يوفر له سفرا صيفيا الى دول الغرب في أجواء حارة جدا ولم يطالبوا بتوفير الضمان الصحي
الذي هو الاخر حق من حقوق المواطنة ولم يطالبوا بتوفير جزء عشر بالمعشار ما يعيشه مواطن في بلد اوربي كاسبانيا مثلا او البرتغال بل هؤلاء خرجوا للحفاظ على ماء وجوههم من الانزلاق في دروب لا يريدن ان يعيشوا فيها وهم خرجوا شاهرين اصواتهم من اغمادها وليس لديهم الا هذه الاصوات فلماذا اليوم خرجت هذه الجموع ؟
اعتقد أن الوقت قد صار مناسبا للخروج لأن كل الدلائل تشير ان عدم الخروج الى الشارع والمطالبة بالحقوق سيبقي وضع العراق كما هو عليه منذ عقود وكذالك يجعل هؤلاء اللذين جائوا بغفلة العميان الى دفة الحكم لا يوريدون ولا يودون المغادرة خارج العراق والعودة الى بلدان جنسياتهم الاخرى ..
لقد بانت اهداف هؤلاء وزيف وجودهم ولا يمكن ان يصلحوا أنفسهم دون أن تكون هناك صفعات متكررة لهم وابعادهم عن الساحة ومنع تكرار ما يفعلوه في هذا البلد الذي سلبت خيراته في وضح النهار ولا محاسب ولا رقيب بل أن البعض من هؤلاء عاد بملايينه واصبح في مدن الغرب مليونيرا يشتري العقارات والملاعب ويستثمر في الاسواق وابناءهم يعيشون في غاية الترف والبذخ وهم يجوبون العالم بيخوتهم وبطائراتهم الخاصة ..
اعتقد ان الاثنا عشر سنة الماضية اعطت واستوفت كل الدروس للعراقيين وفي هذه الاثنا عشر سنة ظهر جيل كانت أعمارهم اربع سنوات وخمس وست وسبع واليوم اصبحت أعمارهم في العشرين والتاسعة عشر هؤلاء لم يفهموا معنى لذل وقهر البعث وذهب بعضهم الى جبهات القتال يقاتل من أجل بلده لكن في الوقت عينه يرى ان لقمة العيش اصبحت صعبة وغير متوفره هؤلاء ليست كالجيل الذي قبلهم عاشوا مرارات الحصار والحروب هؤلاء يعيشون اليوم وسط عالم عبارة عن قرية واحدة او غرفة صغيرة يرون الشباب بأعمارهم في دول الجوار كيف يقضون اوقاتهم وكيف يسيرون وكيف يلعبون وكيف يتمتعون
وهم لا يستطيعون ان ينالوا ابسط حقوقهم هؤلاء هم الغالبية العظمى في التظاهر والاصوات التي تصدح عالية وتنادي بإفراغ العراق من تلك الطغمة الجاثمة على صدور ابناء العراق ..
اليوم العراق وأعتقد الوحيد منذ الحرب العالمية الاولى يمتلك جيثوش جرارة في احشائه عبارة عن مآسي وارقام مليونية لا يرغب العراقيين بأن تكون جيوشهم اقل من المليون في كل شيء ,, جيش من العاطلين جيش من الايتام جيش من الارامل جيش من المفقودين وجيش من الجيش الفارغ المتعب الغير وطني وجيش من الفاسدين وجيش من الشهداء والمفقودين ,,كيف لا يخرج هؤلاء الشبيبة في وضع كهذا وهم يرون ان القطار لا يسير الى الامام وأن الابواب كلها مشرعة لفقدان الحرية والعزة والعيش الرغيد لذالك لايمكن أن يلام الناس من الخروج في التظاهر لتغيير واقع ارادوه ان يتغير بمحض
ارادة السياسيين لكن الانتظار طال والأمل فقد ووجد هؤلاء ان المرجعية الدينية في النجف الاشرف تشد على ايديهم لتعطي لحكومة السيد العبادي زخما لم تحصل عليه أي حكومة قبل هذه وأوصته بالصراحة ان يستثمر انتفاضة الناس للخروج ويضرب بيد من حديد كل العابثين وبلا استثناء ويعلن صراحة وبدون تردد اسماء المفسدين ليعرف الشعب من معه ومن ضده من السارق ومن الفاسد ومن العميل ومن الراعي لعملية البناء ..
الغريب في كل هذا الامر أن بعض الكتل السياسية خرج اليوم مع المتظاهرين ضد الفساد مطالبة بحقوق الناس وهذا هو عين النفاق والرذيلة وهم ينادون بما ينادي المواطن وهم يتسيدون على مقاليد الحكم لم ارى استهانة بمشاعر المواطن مثل هذه لاستهانة سابقا ..
لذا ارى أن السياسيين قد هرموا ويجب مغادرتهم المواقع واستبدالهم بمن هم يستطيعون ان يديرون البلاد .
ولنبادرهم بالعقوق قبل ان يبادرونا باليتم .

Kathom [email protected]