23 ديسمبر، 2024 6:30 ص

بحَسْــــبي مالقيـــــــــتُ،وماأُلاقـي
من المنفَى ومن وطني العراقِ
أَصـدُّ الثلـــــــــــجَ مُغتــــــــرِبـاً بكفٍّ
وبالأخرَى أَصدُّ لظَى اشـتياقي
وما أَدري أَبــــــــردُ الثلـــــجِ أَذوَى
ربيعــــــــاً فيَّ أَمْ حــرُّ احتــراقي؟
هما الموتانِ:موتٌ من مُقــــــامٍ
بلا حُبٍّ ومــوتٌ من فـــــــــــراقِ
أَرَى السُمَّينِ مختلفينِ شكــــــلاً
ومُتَّفقينِ في نفْـسِ المَــــــــذاقِ
فلا للكأسِ في كنـــــدا نديـــــــــمٌ
ولا للكأسِ في بغــــدادَ ســاقي
أُعاني في المكانينِ اغتــــــراباً
تَساوَى البينُ عنـدي والتلاقي
فمااخضرَّتْ مُروجُهما لطيــــري
ولا سالتْ لأَشـــجاري السواقي
مُضاعـاً صــــــرتُ بينهما كأَنّي
تَمامُ البدرِ أَمسَى في المُحـاقِ
أراني آخــــــــرَ الفرســــــانِ حظّاً
وكنتُ من الأَوائلِ في السـباقِ
وليت العيــنَ مسعفتي بغيـــــثٍ
ولكنْ لا غَمامـةَ في المآقـــــي
فيالـــــــيَ من مُغَنٍّ بين مَوتَـى!
وعَــــــــــدَّاءٍ بأَســــــلاكٍ مُعـــاقِ!
وماعتبي على الغربــــــاءِ لكنْ
على الأَهلينَ أَعتبُ والرفــــــاقِ
فواأَســـــــفاً على شـــــوطٍ تَخلَّتْ
خيولُه عنه قبْـــلَ الإنطــــــلاقِ
وأَرضٍ خلتُها من بَعـــــــدِ نَــأيٍ
ستلقاني كأُمٍّ بالعنــــــــــــــــــــــاقِ
فصرتُ كأحمدٍ،فيها،بمصــــــــرٍ
وعن كافـــورَ أَحلم ُبافـتــــــــراقِ
أَراقت لي دمي جهـــــلاً وباتت
تُساومُني على دميَ المُـــــراقِ
وأَفخــــــــــرُ أَنَّني ماخنــــتُ فكراً
ولم أُبْـــــدِلْ لجوهــــــرِه اعتناقي
بلادٌ باللصـــــــوصِ تُدارُ فعــلاً
بعِلْـــمِ الحاكميــــــنَ وباتفـــــــــاقِ
يقولــــــونَ الســــــلامَ بدون جِدٍّ
كمن زعمَ القيـــــامَ بدون سـاق
وماالدســـتور إِلا محضُ كذبٍ
تزيَّــنَ بالجنـــاسِ وبالطبـــــــاقِ
تَولَّتْـــــــــه عصابـــــــــــــاتٌ بدَّسٍ
وتدليسٍ وزيفٍ واختــــــــــــــلاقِ
كأَنَّ البرلمانَ بـــــــلا عقـــــــولٍ
مُنَـــــــــاخٌ للأَباعـِـــــــــــــرِ والنياقِ
مقاعدُهم كأَوتـــــــــــــادٍ أَراهــــــا
وقد رُبِطـــــوا إِليها بالوثـَـــــــــــاقِ
عباقــــــــــــــــرةٌ بإِبــــــداعِ الرزايـا
وموهوبـــــونَ في فنِّ الشقـــاقِ
ومَنْ منهمْ ثراؤُه دونَ سُحْتٍ؟
ومَنْ منهم خُطاه بـلا انــزلاقِ؟
وكم من سافلٍ بالأمسِ فيهـمْ
يظنُّ اليومَ أنْ قد صــارَ راقـي!
***
“سياسيُّونَ في بغـدادَ” قالـــــوا
فقلتُ:من المزابلِ في الزُّقــــاقِ
حميـــــــرٌ.لا لمنفعــــةٍ ولكــــــــنْ
لإزعـاجِ المواطـــنِ بالنُّهـــــــــاقِ
وغربــــانٌ على وطـنٍ قتيـــــــــلٍ
تَهاوَوا في ازدحــامٍ واسـتبــاقِ
ومعظمُهــم يَقيــقُ على ديـــوكٍ
لجيــرانٍ رجــوعـــاً عن طــــلاقِ
أَزِلْ عنهمْ ستارَ الدينِ تكشفْ
عجائبَ من لواطٍ أَو ســـحاقِ
قد اخترقوا الحــــرامَ وكان قَبْلاً
حَديدَ النسْـجِ صَعبَ الإختـراقِ
أَصاروا اللهَ مَتْجِـــرةً بســـــــوقٍ
وخيرَ الأَنبياءِ ذوي ارتــــــــزاقِ
لقد باعوا العراقَ، وهانَ حتَّى
لأَخجلُ أنْ أَقولَ:”أَنا عــــراقي”
أَلا تُـفَّاً عليهـــــــــــــــــمْ ثــــمَّ تُـفَّاً
وإِنْ لم يبلغـــوا قَدْرَ البُصــــاقِ
ولاتَثريبَ إِنْ أَصفــــــــــعْ بنعــلٍ
رؤوســـــــاً للخيانــــةِ والنفـــــــاقِ
فما أَبقوا عواطفَ في قلـــوبٍ
ولا دمعــاً عليهـمْ فــي حِــــدَاقِ
رأَيتُ الشعبَ مُختلفاً ولكــــــنْ
على كُرهٍ لهمْ هو في وِفــــاقِ
قد انطفأَ العراقُ بهمْ تمامــــاً
وليس لديه من أَمـلِ ائتــلاقِ
لصوصٌ إِنَّ أَنظفَهــــمْ لَقَــــذْرٌ
وأَحلاهمْ لَمُـــرٌ كالزُّعـَــــــــــــــــاقِ
ستَكنسُهمْ يدُ التاريــخِ حتْمــاً
ولايَبقَى لهمْ في الأَرضِ باقـي
وتُلحِقُهمْ بمن سبقـــوا لخــزيٍ
وبئْسَ العــارُ عاقبـةُ اللَّحـــاقِ
بغداد 28-02-2016م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيُّها اللصوص…