23 أغسطس، 2025 12:49 م

أَعرَاف وتقاليد تجاوزهَا الزَّمن

أَعرَاف وتقاليد تجاوزهَا الزَّمن

هنالك عدد من الأعراف والتقاليد والمفاهيم السائدة في مجتمعنا، عفا عليها الزمن، أتمنى أن نستبدلها بما هو أفضل وأدق وفق ما يحصل في الدول الأخرى ، نستعرض بعضها:

       تقوم السلطات التنفيذية أو من الجهة صاحبة القرار التنفيذي ضمن مؤسسات الدولة، بإصدار بعض العبارات عبر المخولين الرسمي لها، أو ما يسمى الناطق أو المتحدث الرسمي، باسم المؤسسة أو المرفق العام، على سبيل المثال، عبارات :( أمر، تقرر، وجهه، تنسب.. إلخ)، أتمنى أن تلغى وتستبدل بصيغ قانونية ، استنادا إلى المادة من( الدستور… القانون… النظام… التعليمات المؤرخة في كذا، والصلاحيات المخولة لنا بموجبها) ، تقرر أن تكون يوم الفلاني مثلا، (كذا) عطلة رسمية، مثلما يحصل في بعض الدول مثل؛ مصر أو الكويت، ونلغي الفرامين العثمانية، لنوصل رسالة للآخرين، بأننا دول قانون، نعمل بموجب النصوص والصلاحيات القانونية، وليس بفتاوى وأقوال وأوامر شيوخ أو أمراء، أو سلاطين، تصدر أو توجهه لمن بمعيتهم.

         تقدمُ أو تمنح ، خلالَ المؤتمراتِ البحثية أو الورش العلميةأو المهرجانات التكريمية، بمختلف مسمياتها، التي تقيمها بعض الجهات الحكومية أو الأهلية، ما يعرف بــــــــ  ( الشهادات التقديرية أو شهادات المشاركة ) للمشاركينَ فيها وهذه مبادرة رائعة، تتمثل هذه الشهادة بورقيهِ منْ الكارتون المقوى، مكتوبٍ فيها ، شعارِ المؤسسة الراعية للملتقى البحثي أو التكريمي، وترمز الى المرفق العلمي الذي أقام هذا النشاط، أو الراعي له ، من أجل تكريم استاذ ، أو فنان، أو باحث…الخ. تصل مبلغ طباعة هذه الشهادة التقديرية إلى (1000) ألف دينارِ أو أكثر قليلاً ، حسبَ أسعارِ طباعة شارعٍ المتنبي .

       ينهض الشخص المكرم من مقعده، بعد إعلان اسمه، وسط الحضور، بهيبته ووقاره المحترم، ليستلم هذه الوريقة المزخرفة من المشرف أو المسؤول عن المؤتمر أو المهرجان، مع التقاط بض الصور التذكارية ، والتصفيق له من الحضور، وكأنما استلم إحدى جوائز نوبل، ومعها مليون دولار، ليركنها بعد ذلك في مكتبته، أو يضعها فوق كوميدي التلفاز في صالة ضيوفه .

  أتمنى أن تتغير هذه الصيغة من التكريم، ونبدؤها بالقطاع الحكومي، في تقديمها بهذه الصيغة المجردة، لتستفاد من تجارب بعض البلدان أو دول الخليج العربي القريبة منا على الأقل، إذ؛ يرفق مع شهادة التكريم مبلغ مالي يصل في بعض الأحيان إلى (50000) خمسين ألف دولار مع هدية رمزية توحي إلى رمز أو صورة للمؤسسة، راعية التكريم.

    من هنا، نقترح، إرفاقها، بمضروفْ مالي صغيرٍ للشخصِ المكرم، لنعتبرها، أجورُ طباعة البحث الذي القاه في التجمع ، أو أجور تنقلات الشخص المكرم فيالوصولِ إلى المكان، على أنَ لا تقلُ عنْ (100000) مائةِ ألفِ دينار، تكريما وتحفيزا وتشجيعا للمشارك أو المكرم، وليسَ الاكتفاءُ بهذهِ الكارتونة الورقية، كما عبرَ عنها فنانا الكبيرَ (سامي قفطانْ ) ، عندما سئلَ ماذا كرمت، بعدُ دوركَ الكبيرِ في مسلسلِ خانِ الذهب، قال: لقدْ استلمتْ كارتونة. . .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات