22 نوفمبر، 2024 4:52 ص
Search
Close this search box.

أيّها العراقيون .. اذهبوا أنتم ومعاناتكم إلى الجحيم

أيّها العراقيون .. اذهبوا أنتم ومعاناتكم إلى الجحيم

مشروع قانون مجلس النوّاب الذي تمّت قراءته الأولى في جلسة المجلس يوم أمس الأحد , شّكل صدمة ليس فقط لمشاعر أبناء الشعب المطالبين بالإصلاح وتقليص الامتيازات الخرافية للمسؤولين الكبار , وترشيد النفقات بما يتناسب مع الوضع الاقتصادي للبلد في ظل الانخفاض الحاد في أسعار النفط العالمية وانخفاض الإيرادات العامة , بل صدمة للقيم والمبادئ والأخلاق والمشاعر , وتحد صارخ لمشاعر الناس ومعاناتهم , ورئاسة الجمهورية التي اعدّت مشروع هذا القانون المستّفز لمشاعر الناس , أرادت إيصال رسالة للشعب العراقي المبتلى بهذه الطبقة السياسية الفاسدة مفادها , أيّها العراقيون سواء قبلتم أو لم تقبلوا .. نحن حكامكم وأسيادكم , وأموال النفط لنا ولعوائلنا , نتمتّع ونترّفه بها ولتذهبوا أنتم ومعاناتكم ومستقبلكم إلى الجحيم .
أنا أعلم أنّ الكثير من أعضاء مجلس النوّاب الشرفاء يرفضون ما جاء في مشروع هذا القانون من امتيازات لا منطقية ولا معقولة , وأعلم أيضا أنّ مشروع هذا القانون سيرفض بالكامل بالرغم من الحاجة الماسّة لقانون جديد لمجلس النوّاب يحل محل القانون القديم , ينّظم العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية , ويرسم بشكل واضح دور وواجبات رئاسة المجلس ولجانه المختلفة ودور وواجب كل نائب في العملية التشريعية والرقابية وفق ما جاء في بنود الدستور العراقي , ولهذا فمن المستحيل أن تكون رئاسة الجمهورية التي أعدّت مشروع هذا القانون , لا تعلم بردود الأفعال المتوّقعة , وأنا أجزم أنّ إرسال مشروع هذا القانون من قبل رئاسة الجمهورية وبهذه الصورة إلى مجلس النوّاب لمناقشته , يقع في واحد من أمرين , أمّا أنّ رئاسة الجمهورية تريد إثارة مشاعر الغضب لدى الشارع العراقي ضد مجلس النوّاب , أو أنّ رئاسة الجمهورية أرادت من خلال هذا المشروع توجيه أنظار الشارع العراقي وإشغاله بمشروع هذا القانون من أجل تمرير شيء خطير يتعلّق بأمن البلد واستقراره , وإلا فما الغاية من استفزاز مشاعر الناس بهذا الشكل اللا أخلاقي والبعيد كل البعد عن معاناة الناس وهمومهم والتي تتراكم يوما بعد يوم , في الختام أقول .. إنّ إرسال مشروع هذا القانون بصيغته الحالية من قبل رئاسة الجمهورية , سيبقى وصمة عار بحق من كتبه , فسحقا لمن ساهم بكتابة هذا المشروع العار وسحقا لكل من لا يشعر بمعاناة الناس وهمومهم وِّرون العربية    

أحدث المقالات