23 ديسمبر، 2024 11:23 م

أيَحقُّ لي أن أكتبَ قصيدةً عن البصرة ؟! أيَحقُّ لي أن أكتبَ قصيدةً عن البصرة ؟!

أيَحقُّ لي أن أكتبَ قصيدةً عن البصرة ؟! أيَحقُّ لي أن أكتبَ قصيدةً عن البصرة ؟!

كيف لي أن أكونَ خفيفاً لأطير مع الطيور

كي أصل عسل البرحي في أعالي النخيل

فأشربُ من رحيقِ الريحان

حتى تسكرَ روحي وتهتزَّ دفوفي

فأرقصُ فَرحاً وحدي في البستان

كي أعرفَ طعمَ البصرة .. !!

****

أيحقُّ لي أن أكتبَ قصيدةً عن البصرة ؟!

البصرةُ التي أُحبُّها كثيراً

البصرةُ التي لن يسقطَ نداها عن أزهاري

مهما هزّتني الريح

البصرةُ التي تضربُ جذورُها عميقاً

في أرض الكلام

وترنُّ في بساتينِها أجراسُ الكلام

فيستيقظ الجاحظ

كي يُوقظَ العصافيرَ والأنهارَ وجذورَ النخيل

…….

…….

البصرة التي لم يتمكن منها القتلة

ولصوص الدواب

أتذلُّها عمائمُ مسلولةٌ

مبعثرةٌ في بُرك التاريخ المتعفنة ؟!

أيغتصبُها رعاةُ المهانة !!

ويسرقُ أساورَها المجلس الأعلى للغربان ؟!

……..

……..

جرحُ البصرةِ على قميصي

لذلكَ يوجعني الكلام ..

جرحُ البصرةِ في قدمي

لذلك أعرجُ وأنا أحث السير إليها

…….

…….

جرحُ البصرةِ في روحي وأنا أغني:

البصرة زهر الرمان

البصرة وردة

البصرةُ أحلى بستان

في هذا العالم

*****

البصرةُ التي حملتنا على كتفيها

ترفعُنا دائماً إلى أعلى

كأطفالٍ موشكينَ على الطيران

تـتـشبثُ بنا ونتشبثُ بها

كي لا نفلت من بين يديها

لكننَّا طِرنا فعلاً فطارت البصرةُ معنا

سِحنا في السماوات السبع

والأرضين السبع ..

لكننا في النهاية عدنا

عدنا الى البصرة ..

*****

كيفَ لي أن أكتبَ قصيدةً عن البصرة ؟!

مدينةٌ مجروحةٌ تغرقُ في قطرة ندى

بينما تسبحُ في داخلِها أنهارٌ وبساتينُ

وشعوبٌ تأتي وأخرى تختفي في بحر الزمان

كيفَ لي أن أكتبَ قصيدةً عن البصرة

يقرأُها حقلُ الريحانِ فيهتزُّ ويتَّسعُ

يهتزُّ الصفصافُ ويطير ؟!

لندن آب (أوغست) 2015

[email protected]