23 نوفمبر، 2024 4:59 ص
Search
Close this search box.

أيوبيات – 7 / محاكمة معمّم – ( قرار الإدانة )

أيوبيات – 7 / محاكمة معمّم – ( قرار الإدانة )

القاضي يأمر المتهم بالوقف لسماع الحكم
أولاً : ( أ ) حكمت المحكمة باسم الشعب، وباسم الضمير الإنساني، على المدان المعمّم، بالسجن مدى الحياة، ويشمل هذا الحُكم جميع مراجع الدين ووكلائهم، وأئمة المساجد، وأصحاب المنابر، والمواكب، والمتصدين للفكر الديني المزيف، واستصدار مذكرات اعتقال فورية بحقهم، ومفاتحة منظمة الشرطة الدولية ( الأنترپول )، لغرض متابعتهم واعتقالهم في كل بلدان العالم
( ب ) يودَع المدانون في سجنٍ صحراوي، وتمنع عنهم الزيارات الخاصة والعامة، لأول خمسة أعوام
( ج ) يشرف على محبس المدانين، مجموعة من الاطباء النفسيين المتخصصين، لغرض علاجهم من حالة الوهم والازدواجية والغباء التي تعيشها هذه الطبقة
ثانياً : حضر الفكر الديني المزيف، والدراسات الحوزوية بكافة تفاصيلها
ثالثاً : مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة، لكافة المراجع، ومخاطبة البنوك المحلية والعالمية لاسترجاع الأموال المودعة باسماء المراجع أو وكلائهم أو من ينوب عنهم، ويشمل الحُكم، مصادرة المدارس الحوزوية، ومكاتب المراجع، وكافة المؤسسات التابعة لهم، داخل القطر وخارجه، كذلك مصادرة القصور والمنتجعات الخاصة بهم، داخل وخارج القطر، مع توفير سكن بديل لعوائلهم
رابعاً : حظر الزي الديني المتمثل بالعمامة والجبّة والمداس، واعتباره زيّ مخالف، يثير العنصرية والامتياز في المجتمع، ومحاسبة كل من يرتديه بقصد أو دونه بالحبس سنة واحدة وغرامة مالية تقدرها هيئة المحكمة
خامساً : غلق جميع المساجد والحسينيات خارج أوقات الصلوات اليومية
سادساً : إخلاء جميع دور السكن المخصصة للمعمّمين والمسماة ( مدن العلم ) من ساكنيها، وتشكيل لجنة حكومية لإعادة توزيع هذه الدور على المواطنين وحسب الأولوية
سابعاً : إغلاق جميع القنوات الفضائية وكافة الصحف والنشرات الناطقة باسم شريحة المعمّمين، ومصادرة البنايات والمحتويات الخاصة بها
ثامناً :  إلغاء عمل دوائر الأوقاف الدينية، وتحويل كافة ممتلاكتها الى وزارة السياحة والآثار
تاسعاً : تشكيل لجنة من وزارة السياحة والآثار لغرض استلام العتبات الاسلامية، ومراقد الأولياء الصالحين، لغرض الاشراف عليها، وتهيأتها لغرض السياحة العالمية، ومفاتحة منظمة اليونسكو العالمية للإشراف على هذه المناطق وتطويرها وفق المقاييس العالمية
عاشراً : غلق كافة محلات دَهين ( أبو علي الشهير ) المنتشرة في مدن العتبات، والبحث عن صاحب المحل الأصلي أو ورثته في سوق النجف القديم، لتسليمه الامتياز الحصري لهذه الصنعة، وتمنع كافة المظاهر الحلوانية الأخرى كالواهلية والساهون لتفادي الخطر الفادح لهذه الحلوى وماتسببه من سهوٍ لدى المتلقي وفقدان قدرته على التميز
حادي عشر : حظر كافة مظاهر التخلف في مدن العتبات الاسلامية، واعتقال بائعي العَلگ، والخرز، والبخور، وماء الزهر، ومنع تداول الصور الشخصية المنسوبة زوراً للسلف الصالح
ثاني عشر : تشكيل لجان تخصصية من ذوي الخبرة، لتقنين كافة الاحتفالات الدينية القديمة، والحفاظ عليها كتراث شعبي، تُمارس وفق ضوابط مدنية مقبولة عند الذوق العام
ثالث عشر : تشكيل دائرة من المتخصصين المعماريين للإشراف على مقابر المسلمين، وإعادة تأهيلها وبما يناسب مدنية الإنسان بعيداً عن الخرف والخزعبلات، والقاء القبض على جميع قُـرّاء القران القاطنين في مقبرة النجف، وإيداعهم في سرداب مظلم من سراديبها
رابع عشر : فتح مكتب لتعويض المتضررين من العمامة والمعمّمين، ويتم الصرف من الأموال والأملاك المصادرة من المدانين
انتهى …
عزيزي القاريء، هذه المحاكمة الافتراضية، يتصورها الكثير إنها جزء من الخيال وضرب من المستحيل، وأنا أقول كذلك، لكن ليس هناك مستحيل مع وجود إرادة للتحقيق، وهي ليست أصعب من محاكمة صدام حسين التي أصبحت حقيقة، ولا من ركضة القذافي من أهالي مصراتة ساعة إلقاء القبض عليه، وسقوط ديكتاتوريات كانت الشعوب لا تحلم بها ولو بنسبة واحد من مليون، لكن علينا أن نهيئ الأرضية لهذه المحاكمة، وهي ليست بالمستحيلة، فالعلم ونور المعرفة وتوفر المعلومة في متناول اليد، هو أول الطريق، والاستقرار والرفاهية في المعيشة والاسترخاء في التفكير، سيساعد كثيراً في كشف الزيف، وعدم الخضوع للدجل، على شعوبنا أن تعي أن هؤلاء المعمّمين يعتاشون على فترات الجهل وعدم الاستقرار والحاجة والارتباك، ومجرد أن تنتهي هذه الأمور ستنجلي حقيقتهم السوداء.
خمسون عاماً كفيلة أن نصل الى هدفنا المنشود، حين تستقيم الأمور، وتستقر البلاد من زلازل الأزمات، وتوزع الثروات على الشعب، وينشأ جيل نقي، واع، قويّ، يرفض الخديعة، وتقام هذه المحاكم على كل المجرمين الذين ساهموا بتدمير أجيال بأسرها.
نحن أبناء هذا الجيل سوف لن ندرك هذا الحلم، لأن عمرنا الافتراضي يكون قد انتهى، ورحلنا الى عوالم أخرى، عوالم مابعد هذه الحياة التي أرهقتنا، لكننا نوصي أبناء الأجيال القادمة أن يستمروا في هذا الصراع المقدس، ليحققوا ما لم نستطع تحقيقه، وحينها، سنرتاح ونحن تحت التراب، وأرواحنا في الملكوت ستتراقص فرحاً لتحقيق هذا الحلم الاسطوري
 يا أبناء الأجيال القادمة … حققوا أحلام أجيال سُحقت   
تصبحون على وطن
[email protected]
خاص بكتابات

أحدث المقالات

أحدث المقالات