كنا في سفرة استجمام الى مصر المحروسة يناير 2011، أنا وصديقيّ ( حكيم الأقزام والسيد پانورما )، مررنا على مكتبة مدبولي باعتبارها مَعلم من معالم القاهرة الجميلة، ولاحظنا كمّ الكتب القيّمة للكتاب العراقيين بين رفوفها، صاحب المكتبة دخل معنا في حوار لطيف وفني حول الكُتـّاب والكتابة العراقية، وأشاد برموزنا الثقافية التي أغنت المكتبة العربية بالمؤلفات الرصينة، فسألناه عن مؤلفات الدكتور إبراهيم الجعفري وكتبه العملاقة، فأجاب مستغرباً ..
: مين الگعفري دَه ؟
فرش صاحبي الحكيم كفيه منبسطاً مسترخياً على هذا الجواب : أيــــــــــــــــوه ! يعني متعرفوش ؟
: ولا سمعت عنّو حاگة، هوّة شغّال في أنهي مصلحة ؟
استلمتُ المايك لأكمل الحوار، ونقل ترجمة نزيهة للرجل
قلت له : الراگل كان شغّال في غُرزة، واتمسك بقضية تموين، وهرب من السجن وفلسع على أُوربه
: ينهار أبيض، غُرزة وتموين ؟ وعمل إيه لمّه رگع البلد ؟
فابتسمتُ منكسراً وأجبته : عمل ريّس بعيد عنك !
: ريّس حته وحده ؟ … أرزاء ( جاحظاً عينيه حسداً )
: لاءّه، تلات حِتَتْ، هوّه حتّه، وتاگر الشنطة حتّه، وبتاع عربيه الخضار حتّه
: وعمل حكومة وشغّل البلد ؟
: هههيو، گاب كل حبايبو المسلطنين وعملهم وزرا، واشتغل الهلس علينا من كل حتّه
: انته بتتكلم گد ؟ ريّس ومسلطنين وهلس ؟ حكومة إيه دي ياصاحبي ؟
: وكلو كوم، ولمّه يخطب الريّس كوم، بياخذ نفس حشيش من هنا، ويستلم المنصة، وعينك متشوف إلّا النور، بيقول كلام، ميفهموش إلّا المساطيل، والناس الرايئة، اللي بتضحك على طول، أمّا العالم المديئه، بتبكي على طول على طول، ولمّه يطوّل الريّس، بيگك إحساس إنك … ( حرامي گِزَم )، وعايز تبوس الحُمار
: والريّس بتاعكو دهّ شغّال بالثقافة والكتب؟ هوّهَ ألّف كمان ؟
: أيوه كمان، خُد عنوانين … ( الهمس في سنوات الهلس ) ( من الغُرزة الى الرئاسة .. كيف تصبح رئيساً بعد نفسين حشيش ؟ ) ( حزام النار .. في حكومة حفلة زار ) وآخرها ( مذكرات الداده أم عطيات ) .
تصبحون على وطن
[email protected]
خاص بكتابات