• صرح أكثر من مسؤول بأن عائلة الرئيس الطالباني ترفض زيارته، ولأسباب تحتفظ بها، وقال رئيس البرلمان، العاشق الولهان، بأنه من خمسة أشهر وإلى الآن، العائلة ترفض زيارة سيادته .. وقد علمنا من مصادرنا التاريخية علّة الرفض هذه، وسنسوقها في ختام حلقتنا.
• رئيس الوزراء، يعاني من مشاكل عائلية، فولده الوحيد، المدلل السعيد ( أبو شهاب) البطل العتيد، استلم مكتبه الرئاسي، لا تمر نملة لزيارته دون إذن منه، وقد شاع مؤخراً عن شراءه لعدة مؤسسات إعلامية عراقية، ومن أشاعوا الخبر ماراعوا فيه إلّا ولا ذمة. افتروا عليه إفتراءاً، فالولد ملتزم بسيط، لا يملك الّا مئات الملايين من دولارات وخردوات، وحين اعترض عليه وبخجل بعض أعضاء الحزب، في اجتماع الحزب ، خوفاً من أن يسلك ابن النضال سلوك عُدي بن النظام، غضب سيادة رئيس الوزراء وقال بالحرف الواحد ( هوّهَ بس هالولد عندي ! شتريدون منّه ؟ ) .. ياسيادة رئيس الوزراء، هل سمعت يوماً مونولوج الراحل عزيز علي وهو يغرد ( منّه منّه .. كلها منّه .. مصايبنا وبلاوينا كلها منّه ) ؟ يا رئيس الوزراء، رحمة للعباس ربّي ابنك. أبناء العراق الأبرياء ناموا تحت التراب. منهم بطلقة كاتم، ومنهم تلاشى جسده بمفخخة في مقهى، وآباؤهم ينوحون كل غروب ( بعد اليوم أحن المن، عليمن أفرح وأحزن ؟ خلص كلشي انتهه وياك، سنيني الباقية اشيسون ؟ ) لكن سيادتك لاتفهم هذا المعنى، لأنك ( مؤمن ) ولاتسمع الأغاني.
• فخامة الملّا خضير الخزاعي نائب الرئيس الغائب، الكندي الجنسية، الروزخون السابق، صاحب شهادة البكلوريوس المزورة ( والحمزة مزورة ) يوقّع على اتفاقية ( ثور عبدالله ) لتنظيم الملاحة مع الكويت، والسرّ الذي لايخفى، حول اصرار جماعة المالكي لتمرير هذه الاتفاقية هو أن الجانب الكويتي تبرع بنسبة من واردات النفط في الآبار المجاورة الى حزب الدعوة مدى الحياة ! .. ونقول للطرفين ( وحياتكم، هذا لن يكون ).
• مايسمى بالمرجعية، الرشيدة منها والخرفة، صامتة أمام سرقة شعب بأسره، من حياته البائسة الى قوته الشحيح الى تفاصيل يومه المرهقة، تنتظر مناسبة دينية قادمة، لتبرز أنيابها الناعمة، فتعطل البلاد والعباد، وتزيد كمّ الخرافات، وتملأ جيوب المنبريّين أمولاً حراماً. لكن، نستثني منهم مرجعية السيد الصرخي الذي تم في برانـيّه المقدس مؤخراً دحض نظرية أنشتاين من قبل الفروفيسور لؤي الشبلي، الذي اثبت ان سرعة الضوء هي (43,200,000 مليون كيلو متر في الثانية ! ) استناداً لحديث الإمام الصادق ( روحي فداه )، وما أن وصل الخبر الى أروقة چايخانة عبدشتاين حفيد أنشتاين، حتى سارع الى براني السيد، وأعلن تشيّعه، واعتزل الحياة، وصار في خدمة السادة والعلماء، في تلكم البوادي والأكمات.
• شركة اماراتية تدخل لحوم الحمير المعلبة الى مدينة البصرة. خبر يمر كالصاعقة على آذان المسؤولين في البصرة والمركز، والحمد لله تم رفع دعوى قضائية على الشركة، وإحالتها الى المحاكم بتهمة الغش الغذائي لدفع تعويض مجزي للمسؤولين، وتشكلت لجنة أزمة، قررت فرض شروطها المدونة في عقد التجهيز، وأهمها أن تكون لحوم الحمير المجهزة ( طازجة )، وليست معلبة، لتجنب ضرر المواد الحافظة على صحة المواطن. وأكدت الشركة الإماراتية من جهتها، أن تجهيزها ومن سنين للمنطقة الخضراء بلحوم الحمير لم يَلقَ أيّ اعتراض.
• مرض الرئيس .. ترى ماسرّ مرض الرئيس الذي يحول دون زيارته ؟
تعود بي الذاكرة الى أكثر من خمسة وثلاثين عام، حين مرض والد صديقي سعدالله، وكان يصرّ على عدم زيارته، لكني كنت مديناً له بكثير من الفضل، أثناء فترة إصابتي بمرض العشو الليلي الذي ابتليت به، بعد حادثة قفز هرّ حقير من برميل زبالة عليّ، وأنا راجع ذات مساء الى البيت، غارقاً في التفكير في كيفة اختطاف الرئيس السابق صدام حسين، تلك الحادثة أطفأت نصف حياتي، وصديقي يقودني في كل مشاويري في طرق آمنة. ألححت كثيراً لزيارة والد سعدالله وهو يتحجج كل مرة بحجة، حتى وافق أخيراً. اشتريت بطل شربت أصفر وذهبت الى موعدي في مستشفى الراهبات، حيث يرقد جمشير مايخان ( وهو من الطائفة الكردية الفيلية ) ومهنته حمّال سابق في السلك الدبلوماسي. كان يوم جمعة، والشمس على وشك الغروب، حين وطأت قدماي باب المستشفى وسعدالله أمامي، يوصيني بالهدوء وعدم الاكتراث برد الفعل، مهما كان ! حتى استقر بنا الحال أمام غرفة جمشير، وأبصرت رقم الغرفة فأصابني بعض الكدر حين رأيت الرقم 13 واليوم جمعة. دخل سعدالله وطلب مني الانتظار. كنت أعيد بروفة مشهد السلام على المريض وتقبيله وإعطاء بطل الشربت الأصفر له، حتى فُتحت الباب وطلب مني سعدالله الدخول بإشارة من كفه الأيسر. دخلت منكوس الرأس لإبداء الاحترام والتبجيل، وخطوتُ نحو الداخل حتى صرت أمام السرير، وعيني لم تفارق أرضية الغرفة، رفعتها وريداً رويدا، أهيأ يدي لآخذ الرجل في أحضاني. لكني فوجأت بالمنظر الذي صار أمامي !
.
.
كانت مؤخرة الرجل مرتفعة في آخر السرير، وقد سقط منها الشرشف السماوي، وجسمه العملاق مائل الى الأسفل لينتهي برأسه الذي انحشر تحت المخدة، وفي قمة المرتفع كانت هناك شبه فتيلة، تشبه جزرة كبيرة منبوتة في فتحة بركان الرج، والجبل المليئ بالعشب يهتز أمامي مع أنين الرجل من وجعه .. حرت ما أصنع! هل أحظن إليته ؟ أم أقبـّل أردافه بدل خدوده ؟ أم أمسح بباطن كفي ظاهر سفحه، طالباً الشفاء له ؟ صعقت وتسمرت مكاني، فأنا أمام عورة مكشوفة ( تطرب للشادي وتنعى للوتر ) وسعدالله خلف المشهد منكسرٌ مرتبكٌ لئلا يستفيق الرجل.
قلت لسعدالله وبالكاد تخرج الحروف من فمي : أبوك اشبيه ؟ وليش هيچ مگلوب ومطوبز ؟
قال سعدالله مع ابتسامة صفراء : عملية بواسير !
أشرت نحو الجزرة البيضاء وقلت له : وهاي شنو ؟
لم يجب سعدالله وطلب مني السكوت، خوفاً من أن يستفق الموما اليه، لكن الموما اليه أحسّ بوجودنا وعرف بوجود زائر الليل، فصرخ بولده من تحت المخدة ..
: صَگ كُور صَگ، ئه مه كيه ؟ ( كلب بن الكلب هذا منو ؟ )
وقبل أن يخرج جمشير رأسه من تحت المخدة، رميت بطل الشربت الأصفر نحو سعدالله، ووليت القهقرا، خارجاً من باب الغرفة 13، وأنا أتلمس إليتي وأحمد الله على سلامتها .. ( سلامتك ياريّس )
..
تصبحون على وطن
[email protected]
خاص بكتابات