11 أبريل، 2024 10:53 ص
Search
Close this search box.

أيوبيات / 1 – قطرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

لمن لايعرف ايوب : احد كُتاب كتابات الأوائل ، بدأ معها مع بدايات ظهورها ، حققت كتاباته شهرة واسعة بين قراء الموقع قبل اكثر من عشرة اعوام .. وها هو يعود الى جمهوره بعد غياب طويل وخيبات كثيرة واحباط شديد من وطن حلم بالعودة اليه بعد سنين منفاه الطويلة فوجده وطنا خراب فأقفل راجعا الى منفاه ! .. عن عودته هذه يبدأ سلسلته ايوبيات – كتابات

قطرة

بعد طلب وإلحاح شديدين من الإخوة المؤمنين ( لا أعزّهم الله ) ، ومن الأخوات المؤمنات ( اللّاتي إذا نُهين لا يَنتهين ) ، قرّرنا أن نشرع بمطلبٍ شريف ، وبقلمي الشريف ( الذي لا أعرف أين يتسكع كل ليلة ) ، وبعد أن ثُنيت لي الوسادة الخالية ، وتحولتُ من مشروع استشهادي تعبوي الى مشروع حديقة وسايق قنفة ، قررنا الخوض في مطالب الأمّة والعوام ، والسادة المسؤولين الكرام ، المشغولين في الليل والنهار ، بعصيان الواحد القهار ، ونسيان شعب الله المُستاء ، من سوء سلوكهم لا وفقهم الله ، والضمير هنا ، يعود لمن لا ضمير له من ساسة العراق ، الذين عاثوا في الأرض الفساد ، وتحولوا الى بائعي فرارات ، ينطقون بسم الله وبصوت الشيطان …
• الرئيس ، في الغيبة الكبرى ، وآخر توقيع مبارك خرج من ناحيته المقدسة ، يؤكد انشغاله بسمفونية ( نايم يا شليف الصوف … ) ، ويضيف الناطق بأسم الرئاسة ، المهاتما ثقب الباب ، بأن سيادة الرئيس وفي آخر صحوة له ، تجاوز المرحلة ( 87 ) من لعبة ( Candy Crush ) سيئة الصيت ، بواقع نجمتين فقط !
• رئيس الوزراء ، يعاني من وجع واحمرار عينه اليمنى ، بعدما أدخلت ابنة حيدر الملا ( تحاصُصْ ) اصبعها فيه وهو يناغيها ( ماننطيها … ماننطيها … ولو يحضر مهدي وحاديها ) ، فرماها نحو الجعفري ، لتخرج له صوتاً مميزاً ، فتتطيّر منها واعطاها الى البَشوش عبد الحليم الزهيري ، فبكت بكاء الثكلى ما أن تلقت بهاءه وواجهت محيّاه ، فرُفعت الجلسة لحين مغادرة وفد ( بُوكو هَرام ) من زيارة النائب خالد العطية بعد الإطمينان على حالة هاتفه النقال ، الذي كان يعاني من عسر في التواصل الاجتماعي على شبكة ( فيس بُووگ ) ، ودعى النائب أبو تحاصُصْ إثر ذلك الى جلسة استثانية للمجلس الموقر ، لمناقشة الحالة النفسية للطفلة تحاصُصْ.
• رئيس البرلمان ، يعيش حالة حب جديدة ، يسرح كثيراً بخياله ، يبتسم مع نفسه كلما تمر حبيته بخاطره ، ويضطر لرفع جلسات البرلمان يومياً ، ليلتقي بتوأم الروح في منطقة خان ضاري ، خلف حلويات الأمير أبو عكرمة المفخخاتي. 
• البرلمانيون ، يخططون لبرزخ التقاعد ، ويتنافسون بالتصريحات من الدايح مطشر السامرائي الى الزاهدة كريمة الجواري الى راهب المنطقة الخضراء علي العلاق ( يا حنيّن ) ، لكن الكل متفق على أن أصل الإنسان يربوع.
• الشعب ، يعيش حالة اغتراب فوضوي بعد سحب فتيل التظاهرات ، وتحويل مطالبهم الى سَطلة مليئة بحشرات البلنگو ، وينادي عليها تجار البرلمان في سوق التسويف ( خوبي بلنگوووو ).
• المغتربون في أرجاء المعمورة ، يعانون من حالة لاوعي في العلاقات الزوجية ، بعد لصق تهمة عراقيو الخارج ( المخلّة بالشرف ) بهم.
فائدة أخيرة ( تجليات الدعاء .. في حسرة وطن )
في إحدى ( سفراتي ) الى الحج ، وبعد دخولي مرحلة الهيلوان العرفاني ، من كثرة ماسمعت من أدعيةٍ ومناجاة ليلة العيد ، انسحبت من مجموعتي في عرصة مزدلفة المتخمة بملايين الحجاج ، وأنا أحمل جمراتي وعليّ إحرامي المبارك ، انسحبت بجسدي المتعرق وصرت وسط الساحة وشخّصت ببصري نحو السماء ، حيث تتعالى الأصوات بالدعاء والابتهال ، غبتُ عن المشهد وانقطعت عن عالم الناسوت ، رحلت بخاطري في بواطن الوصول الى شواطئ الحقيقة ، للبوح باحتياجي الى لقيا وطن ، وهُيّأ لي أني قاب قوسين أو أدنى من العلي الأعلى ، وأحسست أن نسيماً بارداً من تحت العرش قد هبّ نحوي ، ( نسيم الكرامة من بلقعِ )  وكانت كما البشارة في استجابة الدعاء ، وبالفعل ، برّدَ هذا النسيم أول ما برّدَ ، قدماي وساقاي ، أغمضتُ عينيّ وانكسرت على نفسي ، لأتمتع بلحظة الوصول الى نشوة العرفان ، ولعلّي بعد عاميَ هذا لا ألقاهم في مكاني هذا ، مرّت لحظات كونية احتوتني … 
ها أنا ذا ، أسمع حفيف الملائكة يقترب مني ، أصواتهم ، مبهمة مشفرّة ، ومع اللحظات المباركة وبرودة جزئي السفلي ( فقط ) ، بدأتْ أصوات الملاك  تتحول الى أصوات بشرية مفهومة ، فقلت في نفسي ( لن افتح عيني الّا على جبريل عليه السلام في أٌقل التفاءلات ) ، حتى اخترق سكوني النوراني صوت أحدهم ..
.
.
( حاج … حاج … استر نفسك … احرامك طاح ) 
وبالفعل فقد تبين أني أعرض نصف بدني السفلي ، كلوحة من المدرسة الانطباعية ، وقطعة الإحرام السفلية مكومة على الأرض حولي ، ولسان حالها يقول ..
( اتفرّگ عالحلاوة حلاوة )
رفعته بسرعة البرق ، وابتسمت بانكسار لكل من وجّه بصره نحو معالم لوحتى المعروضة في مزاد مزدلفة ، للحجاج الزواج.

تصبحون على وطن

[email protected]
المقالة خاصة بـ كتابات

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب