23 ديسمبر، 2024 8:49 م

أيهما تفضل المرأة أن تكون العشيقة السرية أم الزوجة العلنية ؟!

أيهما تفضل المرأة أن تكون العشيقة السرية أم الزوجة العلنية ؟!

لطالما طرحنا هذا التساؤل اللافت للأنظار ما هو رأي المرأة حين تصبح على مفترق طرق متشعب يحمل هذا العنوان : أيتها المرأة ماذا تختارين بين أن تكوني عشيقة سرية أو أن تكوني زوجة علنية ؟

هنا تجد المرأة قد دخلت عالماً كبيراً و زوبعة كبيرة من التفكير الامتناهي , فهي تدرك و بتشعبات عقلها الباطني و مشاعرها الجياشة و عمق الاحساس لديها أن الخيار بينهما سهل للغاية , نعم سهل للغاية حيث أنها تعلم أن للعشيقة هذه مزايا تتمتع بها و مجالات لا محدودة من الحرية الشخصية , بل تزيد على ذلك بقوة تتمتع بها بشكل ملحوظ تصل الى حد التدخل بقرارات سياسية داخل دولة أو تقرير مصير شخص حسب ما تراه و اعتماداً منها على قناعاتها الشخصية سواء كانت على خطأ أو صواب , بينما تعتقد أن الزوجة ما هي الا تجسيد للتضحية و الجهاد المرير حيث أنها تفقد بدءاً من حريتها الى شخصيتها و معتقداتها و آرائها انتهاءاً بكونها أمة أو عبدة يمتلكها الرجل و هو من يكون صاحب القرارات عنها حتى بأدق التفاصيل تصل الى اختيار ألوان الملابس التي يجب أن ترتديها كونها تعكس صورته بها حتى بألون خالية من ذوق

تراه ما يكون دافع المرأة للاعتقاد بأن للعشيقة مزايا و خصال تمكنها للفوز بجدارة على دور الزوجة . حينما نعود بذكراتنا الى الماضي , و حينما نبحر بطبقات الزمن النائمة هل نستطيع أن نجد المرأة بين طياتها أم أنها تكون مغيبة أيضاً كما هي الأن ؟

المرأة هذا المخلوف الحساس المرهف الذي خلقه الله سبحانه و تعالى على الأرض رحمة و انسانية و حنان , جعلها تحمل مواصفات جبارة مثل قابليتها على الحب .. فهي عندما تمتلك هذه القابلية على الحب تصبح كملاك يتنقل بيننا , فتارة تعطف على انسان ضعيف و تقدم له الرعاية التي يحتاجها , و ساعة تكون هذه الانسانة الرقيقة التي تقف بجانب الرجل لأعوام طويلة تسانده في بناء حياته و مستقبله و أحلامه دون تذمر أو شكوى أو اعتراض , و تارة أخرى أم تتألم و تتعب بطفل يأخذ كل قوة أو صحة تمتلكها فأيام تقضيها ساهرة عليه تربيه و ترعاه فأيام و سنوات تمضيها و هي تتابع أدق تفاصيل احتياجاته و متطلباته حتى يصبح رجلاً أو امرأة و ربما أصحاب عوائل و أطفال و هي لازالت نفس الأم مع نفس المسؤولية و المهام . اذا خرجت للطبيعة تجدها رقيقة لأنها و بأنامل يديها جعلتها ذات حياة . ان دخلت حرباً وجدتها من تداوي الجراح . و انت دخلت سلماً تجدها تنشر الأفراح

المرأة و الحب اثنان لا نستطيع أن نفرق بينهما أبداً مهما حاولنا أو سعينا في ذلك , يرافقها أينما تذهب أو تعمل أو تفكر , تتلاعب مع الطفل بحب و تعتني بالشيخ الكبير بحب و تداوي الجريح بحب , الحب يسكن جسدها و مشاعرها و تفكيرها لا ترى منطقاً للعالم و الا و تراها مؤمنة أن الحب كان سببها , و لا ترى نهاية للحروب الا بالحب أيضاً . الحب يمشي داخل دمها بل أن دمها هو نهر الحب الأحمر الرائع فيها , لكن حينما تكون هي الحب و يكون الحب هو دمها ماذا يحث لعقلها و نظرتها و ماذا تنظر منا أن نقدم لها مقابل كل هذا الحب الذي تغدقه علينا ؟

انها تنتظر الحب !! نعم تطالب بالحب مقابل هذا الحب الذي تقدمه لنا , و هنا ندرك حجم المشكلة التي تعاني المرأة منها في مجتمعنا خاصة و العالم بشكل عام أيضاً , ندرك ما هية مشكلة الملاك الذي أطلق عليه تسمية الأنثى ( المرأة ) . فهي و أحياناً كثيرة تهاجر منطق العقل و تبحر بسفنها بعيداً عن شواطئ الواقع و القساة , تجدها تجلس لساعات تشاهد أي برنامج أو فلم أو تحقيق تكون احدى كلمات عناوينها كلمة الحب أياً كانت حتى لو لم تلاقي استحساناً لديها الا أنها تستمر بمتابعة ما تشاهده منتظرة النهاية المرجوة دائماً بفوز الحب في ساحة القتال . بل نتألم حينما نراها تصاب بأمراض نفسية و جسدية كثيرة حينما يكبر أطفالها و تفقد معهم تعبيرهم الطفولي بمدى حبهم و حاجتهم لها . و نجدها دائما تبتدع المشاكل مع شريك حياتها لأنها لا تجد الحب في كلمة منه أو نظرة أو تقدير أو اعتبار

الرجل ذلك المخلوق الأناني نوعاً ما لا يجد لكلمة الحب وجوداً في قاموس حياته فهو لا يعتني بالزوجة و لا يقدس الحب بين عينيها , الحب شيء لا يصعب رسمه بين جنبات المرأة ربما وردة أو ابتسامة أو ليلة يسهرها معها . كلا .. انها ليست كذلك و لا حتى أن يعتبر طقوس ممارساته الزوجية تعبيراً عن حبه لها أو أن يعتقد أسفاً أنه حين يخرج معها و يقدمها كزوجة له أمام أصدقاء أو أهل أو زملاء عمل فهذا دليلاً منه لها على الحب الذي يضمره لها , و ما يزيد المرأة جنوناً على جنونها من انقراض الحب عند الرجل لها أنها تراه بارداً هافتاً لا يقدم مديحاً أبداً حول تصرف أو عملاً قامت به أو تغييراً تقوم به فتقص شعرها و تفقد وزنها على أمل أن يرى هذا التغيير فسيبغ عليها بعد الحب مديحاً و ثناءاً أو حينما تصمت أياماً عن الكلام تنتظر كلمة اشتياق لصوتها بينما يكون كالعصفور مغرداً لسعادته بصمتها و عدم القاء التذمر فوق رأسه هنا و هناك , تبدأ بالموت دون أن يعلم سبباً لموتها التدريجي

للمرأة صبر طويل الا أنه لا يدوم كما نعتقد الى أخر يوم من عمرها , يذهلنا في حالات كثيرة تفقد المرأة معها ذلك الصبر حين تجد نفسها أمام مفترق طرق يجب أن تختار أفضلها , أولها أن تصمت و تنسى ما يصيبها و تحتسب عند بارئها على ظلمها و أمل بتعويض لها عن ما يصيبها , و ثانيها أن تدخل في حالة يأس تتفاقم مع مرور الزمن و عدم مبالاة الرجل بها و تنتهي اما بمرضها و موتها أو بعمل الرجل البطولي الذي يقدم على حل مشكلته التواصلية معها و ذلك بالزواج مرة أخرى بامرأة ثانية تصبح زوجة بديلة لها بعد مرضها و عدم قدرتها على اكمال دورها و مهامها و اعتنائها الذي لا ينتهي بزوجها . ثالثها أن تجد لها شخصاً يقدم له الحب خلف ستائر الظلام و بعيداً عن أعين الناس و تعتلي مع عشيقها خشبة مسرح الحب و العشق المحّرم لتعوض نفسها و جسدها و روحها المنهارة من نبع حنان الحب و ان كانت تدرك في أعماقها استحالة صورة الحب على هذا المسرح الملوث التي تعتليه بصمت و خوف مع عشيقها

هنا تبرز المرأة العشيقة بين أسطر كلماتنا . العشيقة أحياناً تكون تكملة لما أشرناه قبل قليل حيث تهرب و بمواعيد مسروقة عن أعين الناس لهذا الشخص الذي يعترف لها بكلمة الحب سواء كان حقيقة أو خديعة منه لقلب هذا المرأة المنهارة و التي تكون بلا وعي لما تفعله الا بعد فترة من الزمن و هنا تبدأ بدفع الثمن غالياً جداً بينما يبقى غيرها بعيداً عن الشبهة . أو تكون غير متزوجة فتحاول أن تكتفي قدر الامكان من نبع الحب قبل أن تقع فريسة لعش الزوجية و عندها ستفقد كل ما يمت للحب بأي صلة

المرأة العشيقة هي عصفور يطير من ظلم الدنيا و قساوة ظروفها الى لحظات سرية تختلي بها مع حبيب لها , يستمع اليها بعمق و يلملم جراحها , يطربها بكلمات اعجاب لا متناهية و لحظات جسدية يتبادلها معها . لتهرب بعدها متخفية بردائها الاسود الحالك الى بيتها حتى لا يتعّرف اليها أحد من حولها , و لكن هل لمجتمعنا الشرقي البذرة الأولى التي قامت بزرعها في شخصية و تفكير المرأة في مجتمعنا الظالم لها فأدى بها الى لعب دور العشيقة لكثرة الظلم الذي يحيط بها , فعند الطفولة لا يسمح لها أن تلعب خارج البيت كأخيها , و عند سن المراهقة تخضع لمراقبة مريضة يتجسس بها الأهل بكل الطرق المتاحة لديهم كالهاتف أو الأصدقاء و بالطيع لا تستطيع أن ترى الشارع الا عند ذهابها للمدرسة و لا يخفي على الجميع طبعاً أن العائلات المحافظة تسعى لزواج هذه الفتاة قبل أن يكتمل لديها الادراك من أي شخص يتقدم اليها في سبيل انفاذ أنفسهم من عار قد ترتكبه يوماً ما حتى لو كان اعجاباً بريئاً من طرفها فقط أو ابنتسامة ساذجة لشخص نظر اليها و هي تتمشى داخل احدى أزقة شوارع مدينتها ليضطر الأهل قتلاً لها ليغسلوا عار تلك الابتسامة التي تسببت بتنكيس رؤوسهم خجلاً , أما ان وصلت لمرحلة يطلق عليها سمة البلوغ تبدأ مشكلة من نوع أخر لها , فتبدأ المجتمعات الشرقية بالابتعاد عنها و ازالتها من قائمة الرجال في التقدم و الزواج منها و تركها خوفاً من وعيها الذي سيحول على زوج المستقبل من فرض سلطته العمياء عليها أو اخضاعها سلفاً لقرارات خاطئة لأنه يؤمن أو يعتقد أنه يمتلك المؤهلات التي تجعلة يرى ما هو الأصح , حتى لو كان اعتراضها من خضم تجربة و دراسة اكتسبتها بجهدها لسنوات

أيكون اعجازاً قرآنياً أن يتعامل مجتمعنا مع المرأة و الرجل على حد سواء و يكسر حدود الظلم الجائر و المؤلم و القاسي على المرأة لتنعم مع رجل يقدّرها و يحبها و يرعاها كما هي تفعل و لكن من منطق جديد تربى عليه هذا الرجل حيث يؤمن أنها مخلوقة خلقها الله سنداً له لا مخلوقة خلقت لارضاء نزوات و شهوات الرجل أو لتعمل دون مقابل أو احترام , و أنها تتمتع بعقل راجح لا نصف عقل كما يشيعها ظلماً الرجل و من قبله مجتمعنا الشرقي الظالم لها

ما يثير الانتباه الى أن مجتماعتنا العربية و الاسلامية خاصة بدأت تلاحظ انتشاراً ملحوظاً لقضايا من هذا النوع حيث تجد أنها انتشرت بين الشباب بشكل مخيف تتزايد نسبه يوماً عن يوم , حيث أن المفهوم السائد بات بذريعة أنها أيام و تنقضي و نريد أن نعيشها كما نشاء

ما يخيف بالموضوع أن الاحصائيات التي تم جمعها حول السؤال المطروح أيهما تفضل المرأة أن تكون العشيقة أم الزوجة كان جوابها المرأة أن تفضل أن تكون العشيقة بصبغتيه الملونتين عشيقة بالحرام أو عشيقة بالحلال . كذلك أجمعوا على أن للعشيقة مزايا يحببنها كأن يقوم الرجل باطلاعهم على كل أسراره حتى الحساسة منها و أنه يغدقها بالمال الوفير و يتغنى بحبها ليل نهار و يجعل الدنيا بين يديها كما وصفوها و أنها على استعداد للتخلي عن دور الأمومة من أجل حياة ملؤها الحب خاصة و أن سيبقى يلتجأ عندها باحثاً عن نصيحة يطبقها على فوره منها و أنه سيبقى حريصاً على رضاها و راحتها ما دامت رضيت بالبقاء عن الناس بالخفاء لأنها بطلة تستحق أن ترفع لها راية الانتصار عند الرجل . بينما  الزوجة لا تتمع بصفات سوى كونها مرآة لزوجها و أماً لأولاده و خادمة لا يتوقف عملها المجاني الى حين مماتها و أنها لا تملك حقاً في مشاركته في قراراته أو ادراك طبيعة عمله أو طريقة تفكيره و لا أي سر يخفيه و ان كان لا يستحق أن يذكر

مع هذا نجد أن أكثر النساء تبادر الى الزوجة كاختيار . لتبقى حصيلة العشيقات سرية لا أحد يعلم مدى انتشارها بيننا بين النساء المتزوجات منهن أو اللاتي لم يطوقهن بعد طوق الزواج

و يبقى التساؤل مطروحاً هنا .. هل سيقدم أحدنا على تقديم قرابين الحب و يضعها تحت أقدام المرأة , و هل نستطيع أن نحمي ذلك المخلوق الملائكئ من أن يقع فريسة الأخطاء و المعاصي و نقدم له الحب كما يستحق و ينتظر منا فتعود فرحاُ تغني و تبتسم و تضحك بيننا  ؟

[email protected]