18 ديسمبر، 2024 6:59 م

أيها الواهمون : الحشد لايقتل الخمّارين ..بل يقاتل الإرهابيين ..!

أيها الواهمون : الحشد لايقتل الخمّارين ..بل يقاتل الإرهابيين ..!

ليس من الصحيح ولا من المروءة ولا من الشرف الوطني أن يتخلى البعض عن مساندة جيشه وحشده الشعبي وهما يخوضان اليوم أشرس المعارك وأشرفها ضد أعتى عدو همجي عرفه التاريخ بسبب قناعات خاطئة وتصورات واهية .. وليس من الأخلاق والشرف أن ينبري البعض من (المثقفين الموهومين) بشحذ قلمه وحشد كل قواه الفكرية والأدبية لمهاجمة الحشد الشعبي والفصائل المقاومة في هذا الوقت العصيب والظرف الحساس بحجة أنها (فصائل إسلامية معبأة أيديولوجياً ) وأنها ستشكل خطراً على الحياة المدنية في العراق – حسب زعمه ووهمه –  !! وليس من الصحيح أن نكون عوناً للإرهاب والوحشية الداعشية ونبخس تضحيات الحشد الشعبي وننسى شهدائه وأيتامه وأرامله بسبب تصرف فردي حصل مع بائع خمور في بغداد ..!
فالواجب علينا كعراقيين منتمين بحق لهذا الوطن أن نساند جيشنا وحشدنا الشعبي بكل وسائلنا ودعمنا حتى نتخلص من الإرهاب الذي سبب لنا الويلات والدمار ….وحتى نفوّت الفرصة على أصحاب المشروع التقسيمي الخبيث الذي يستهدف العراق أرضاً وشعباً وتاريخاً وحضارة …وليس الواجب أن نتخلى عن صلتنا مع هذه الشريحة المباركة التي قدمت الكثير لنا وللعراق ..!
قبل أيام ألتقيت بمثقف (رأسه فارغ من كل مسؤولية وطنية) ..ورأيته مهموماً مغموماً حزيناً ..فقلت له : خيراً ياصديقي ..مالأمر الذي تفكر به وأنت حزين لإجله ..؟! فقال مباشرة : ( الحشد …) !! قلت : مابه الحشد ..؟ قال : أفكر إذا رجع جماعة الحشد بعد إنتهاء معركة الموصل ماذا سيفعلون بنا وبالعراق .؟! فقلت : مثل ماذا يفعلون ..قال : سنغرق بالدماء والدمار والفوضى بسببهم ..!!
عندها فقدت هدوئي وخرجت من طوري ..وقلت بصوت عال : وهل أنتهينا من هذا الخطر الداهم الذي يمثله الأرهاب الذي أغتصب نسائنا وباعهن كالجواري في أسواق الرقة ودير الزور ودمر شواخص حضارتنا وقطع رؤوس أبنائنا في سبايكر والحقلانية ودمر أربع محافظات عراقية وأخرجها من حالتها المدنية إلى حالة الفوضى  لنفكر من الآن كيف نتخلص من الحشد الشعبي بعد أن يعود من تحرير  الموصل وإعادتها لحظن الوطن ..؟
من الذي نفخ برؤوسكم هذا الهراء ..ومن حشر في عقولكم هذه المقدمات الخاطئة والتصورات القبيحة …!؟
مالكم كيف تحكمون ..ويالكم من بائسين ..تعيشون الخذلان والخوف وعدم البصيرة بسبب ضعف إيمانكم وسطحية نظرتكم لهؤلاء الرجال والشباب الممتلئين غيرة وشرفاً وشجاعة وعطاءاً ..كل دول العالم تعتز بقواتها الشعبية وتكرمها بعد نهاية الحروب والتحرير إلاّ أنتم ..من الآن تفكرون كيف تغدرون بهم ..وتضيعون حقوقهم بدلاً من تكريمهم  على ماقدموه لإجلكم ..!!
وها قد مضى أكثر من عامين والحشد الشعبي يقدم قوافل الشهداء من أبناء العراق العزيز في سبيل خلاص العراق ووقف طوفان الهمجية التكفيرية والإرهاب الذي لو وصل إلى مناطقنا لإصبحنا شيئاً من الماضي  ..كل هذا لم يكن له مساحة في قلوبكم ولافي عيونكم  ولافي ضمائركم .. ولم يشغلكم من هم سوى التفكير بكيف يكون حال العراق بعد تحريره من داعش ..ثم هل نحن أنتهينا من داعش وخطره أيها الحمقى حتى تتفلسفوا وتتوهموا وتتخوفوا  مقدماً من الحشد ورجاله الأوفياء ؟؟
إطمئنوا ..لاتخافوا من الحشد الشعبي ..لإنهم ببساطة قدموا دمائهم وأرواحهم وشبابهم وحياتهم نيابة عنكم ..وسيعودون بعد التحرير وهم أكثر وطنية وإخلاصاً وشرفاً وحباً وإنتماءاً لوطنهم منكم أيها المتزلزلون الناعبون القابعون تحت لحاف نسائكم ..هم أكثر وطنية منكم آلاف المرات ..هم أثبتوا إخلاصهم الوطني بصدق تضحياتهم  ونزف دمائهم وبذل أرواحهم في سبيله ..فماذا قدمتم أنتم للعراق .!؟
فكفّوا أقلامكم المسمومة وألسنتكم العوجاء عن حماة العراق وشرفة الناصع بالتضحيات والعطاء !!