15 أبريل، 2024 1:02 م
Search
Close this search box.

أيها النواب المعتصمون..فيكم الامل

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد ثلاثة عشر عام من تغيير الحقبة الأشد حلكة في تاريخ العراق، لم يتمكن الشعب العراقي تحقيق طموحاته وآماله بحكم عادل، يعيد الحقوق ويرفع الظلم والتهميش الذي عانى منه على يد البعث وأدواته، نعم تمكنت طبقة من أشباه الساسة تحقق لنفسها، ما لم تكن تطمح بمعشار منه، أموال وجاه، على حساب الشعب المظلوم.
معروف أن الظلم و أسلوب الاستحواذ على حقوق الغير والمال العام بشكل غير شرعي، لا يمكن أن يستمر إلى مالا نهاية، وان أسلوب الاستغفال بشعارات طائفية او قومية، لابد وان يفضح يوما ما.
ما حصل ألان، حيث تصدت مجموعة من النواب الوطنيين إلى مواجهة الانحراف، لتتفاعل مع مطالب الشارع العراقي، بالاعتصام تحت قبة البرلمان، والإصرار على إجراء الإصلاحات الحقيقية التي يطالب بها الشعب، هذا الاعتصام الذي هدد الأول مرة، بشكل حقيقي العملية السياسية، ومفصلها الأهم والمرتكز الأساس لها وهي السلطة التشريعية، وقد تنفس الشعب العراقي الصعداء، وتفاعل مع هذا الحراك، وعقد الآمال الكبيرة عليه.
حتى يعبر هؤلاء النواب الأحرار على صحة الشعارات والأهداف التي ألزموا أنفسهم بها، ووضعوها شروط لا يمكن لهم إنهاء اعتصامهم بدونها، ندعوهم إلى الإعلان ألان، وبشكل فوري التنازل على الامتيازات الغير منطقية التي منحتها لهم القوانين الفاسدة، كأعداد الحمايات ومواكب السيارة والرواتب العالية،
والبدء بالإعلان عن ما يمتلكون من عقارات ومشاريع تجارية، أي تطبيق قانون ” من أين لك هذا” على أنفسهم أولا، وإعلان التوبة عن مواقف سجلت ضدهم في المرحلة السابقة أو تبريرها للشارع.
أن هذه الخطوات ستعبر عن حقيقة نوايا هؤلاء النواب، بشكل واقعي، كون الإصلاح يجب أن يبدأ من المصلح نفسه ويبدأ بتطبيقه هو ليدعوا الآخرين إليه.
ينقل عن رسول الله ” صلى الله عليه واله وسلم” ما معناه ( أن الجهاد الأكبر هو جهاد النفس والأصغر هو الجهاد ضد العدو)، لذا ننتظر من نواب الشعب ممن استشعروا معاناة شعبهم إلى ثورة حقيقة، تبدأ منهم لتتحول إلى ثورة تقتلع جذور الفساد والانحراف في العملية السياسية.
بقاء ما يتنعم به هؤلاء النواب من امتيازات وحصانات وجوازات دبلوماسية، يضعهم في خانة اتهام تفوق كل التهم المتداولة ضد الساسة والكتل السياسية، وان حراكهم هذا تم بناء على أجندة خارجية، تسعى لإعادة الديكتاتورية وتغيير معادلة الحكم، التي كانت متبعة قبل عام 2003، وهذا سيشكل صدمة كبيرة للشارع المتطلع للخلاص، فهل سيفعلها نواب الشعب الأحرار المعتصمون، ليتحقق حلم الشعب العراقي، بغد مشرق بقيادة كتلة برلمانية، ضحت بكل الامتيازات لأجل شعبها ووطنها.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب