أيها النجم هلا سمعت مني ؟!دعاهمو الوطن الغالي فما بخلوا وأبخل الناس من يُدعى ولم يجبِ ليوث غاب أذا ما ضُويقوا وثبوا وأي ليث لدفع الضيق لم يثبِ ؟!
سموت ايها الأخ ( نجم ) وارتقيت عاليا حين هبط المتفيقهون في درك سحيق فكشفوا عن إنحطاطهم المخزي ، وانصهروا مرارا وتكرارا في بودقة الشبهات الاسنة . علوت أيها النجم وامتطيت صهوة الثريا حاملا بيمينك سلاح القلم الموشح بإكليل الغار . نعم إنها الحقيقة وليست مدحا ( إحثوا التراب في وجوه المداحين ) .
لقد إطلع أخوك الفقير الى الله الغني على ما تفضلتم به من هامش لعدة مرات ومرات حتى ( قتلته ) قراءة ، فاستبشرت به إستبشارا لايوصف ، وفرحت جدا حين علمت إن رجلا مثلكم يتابع ما أكتب .. وهذا لايعني أني راض عما ورد فيه ! لان فيه الغث والسمين ، لندع غثه وسمينه جانبا ونخاطب بعضنا البعض دون حجاب ورقيب ألا الضمير الحي دون غيره بكل صراحة دونما إساءة .. ربما تختلف معي وأختلف معك ، لايهم ، لكننا نلتقي عند حب العراق ، وهذا ليس فضلا مني ولا منك إنما واجب تحتمه الاخلاق والمروؤة معا .
لقد تعرض بلدنا – ايها الاخ – الى ويلات يعجز الطود عن تحملها بدءا من الغزو التترى وإنتهاءا بالغزو الاميركي الظالم وما توسطهما من أحداث جسام ما خطرت على بال أحد من الجن والانس .. وكان من نتيجة الغزو الاميركي الغاشم هذه المصائب التي نعيشها انا وأنت ومعنا عباد الله من الشمال الذي أخذوه الى الجنوب الذي أهملوه ! .
لقد إستغل هذه الفوضى أركان الرذيلة ، وما أكثرهم ، وبدعم من كل اسقاع الارض ، إستغلالا يليق بالضعف السائد آنذاك فعاثوا بالارض فسادا وخرابا ودمارا وقتلا ونهبا وتزويرا مستفيدين من الموت التام للضمائر الذي تسيد في غفلة من الزمن ! فضلا عن تخلي أكثرهم عن دينه وتشبث بدنياه الحقيرة . فأين تكمن المشكلة ، إن كان هناك مشكلة في الاساس ؟ الجواب واضح وجلي لايحتاج الى معدات متطورة للكشف عن اسراره ، إنها تكمن فينا نحن ، وأنا أولهم ، نعم إنها فينا وليست في شعب المريخ ( نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيب سوانا ) .. نحن الذين خربناه وسرقناه ، ثم زحفنا صوب كربلاء لنؤدي شعائرنا ! ثم مهدنا للطواغيت أن يتحكموا ويتسيدوا بسكوتنا وتصفيقنا وتهليلنا وتكبيرنا لمن لايساوي خصف نعال مهترئ ( أجلَك الله ) . لكن الامل يبقى وهاج بأصحاب الاقلام الشريفة البعيدة عن الغايات الدنيئة دون سواهم ، لان هذا النوع من البشر وحده الذي يكتشف السلب والايجاب فيتصرف إزاءهما بما يملي عليه الحق والعدل ، أراك متفقا معي إن الميليشيات ومن يقف وراءها ليست بالحالة الايجابية ، ولا أظن إن جنابكم مطلع على جرائمهم وما الذي فعلوه بالعراقيين دون تمييز بين هذه الملة أو تلك
أقسم بالله ان في جعبتي الكثير من الحكايات التي يشيب منها الرضعان .. لكن دعني أذكر واحدة منها على سبيل المثال لا الحصر ، وأترك الحكم عليها لضميركم ، وانا راض بحكمه : ذات يوم من أيام شهر شباط من عام 2006 – لاردها الله – كنت ذاهبا لزيارة إبنتي التي رزقت بأول مولود لها .. شاء الله أن أمر بشارع ثان وقد تعالت السنة النيران من أحد بيوت الله .. حسبت أن الامر حادث عرضي ما يلبث حتى يعالجه رجال الاطفاء .. وكم كانت دهشتي عظيمة حين علمت إن الامر مدبر من ميليشيا مجرمة ( أظنك تعرفها ) فرأيت أحدهم ( يهوس ) منتشيا مرددا : لقد
حرقنا جامعهم وحرقنا قرآنهم !!!! فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم ، الحديث يطول وذو شجون لاتسعه كراريس الدنيا مهما امتدت ، يبقى الامل ساطعا بالحطام ، سيظل الامل قائما متشبثا بأصحاب الاقلام الشريفة الشجاعة الذين لايخشون في الله لومة لائم ، وهم بذلك يعبرون عن صدق انتمائهم لهذا الوطن الذي يستحق منا الكثير .
وختاما فأني لم أتخذ أسماءً عنوانا لسجال بيني وبين أحد كوني لاأحتاج لها ، وإن إحتجت اليها فسأستخدمها بغير وجل منك أو من غيرك ، أنما بينت حالة غير مرضية لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد ، واعلم أخي العزيز وتذكر إن ما كتبت ليس تنازلا ولا مجاملة . أنما توضيح كي يتبين الخيط الاسود دون غيره ، وليحذر كل من لايعلم ويعلم إنه لايعلم من صولة الكريم إذا جاع.